سكان حلبجة العراقية وضحايا الحرب السورية.. شهود حقيقيين عن انعدام الإنسانية
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الحروب رغم بشاعتها، إلا أن هناك قواعد إنسانية تحكمها، فلا يجب المساس بالأطفال والنساء والمسنين، ولا يجب استخدام الأسلحة النووية، ولا الأسلحة الكيميائية، ولكن بالطبع لن تجد من يلتزم بتلك القواعد، وللأسف شهد التاريخ على العشرات من تلك الحروب اللأخلاقية، أبرزها ما حدث في مدينة حلبجة العراقية، وما حدث في الحرب السورية.
الهجوم الكيميائي على حلبجة العراقية
عانى سكان مدينة حلبجة العراقية من آثار طويلة الأمد من الهجوم الكيميائي الذي وقع في 16 مارس 1988م، قرب نهاية الحرب العراقية الإيرانية، فعلى مدى خمس ساعات، تم إسقاط قنابل كيميائية تحتوي على مزيج قوي من غاز الخردل والتابون والسارين وغاز الأعصاب VX، ويتذكر الناجون بوضوح رائحة التفاح، وهي رائحة مرتبطة بالتابون، وكان معظم الضحايا من المدنيين، حيث قُتل ما يصل إلى 5000 شخص وجُرح أكثر من 10000 شخص، وكان هناك يومين من القصف التقليدي قبل ذلك، تم التخمين لاحقًا أن هذا كان حتى يتمكن الغاز من اختراق النوافذ المكسورة بسهولة، وبعد إسقاط القنابل، تضخمت عيون الناس، وواجهوا صعوبة في التنفس، وبدأوا في التقيؤ، وأولئك الذين تمكنوا من الفرار بالسيارات اضطروا إلى القيادة فوق الجثث، وظل بعض الضحايا فاقدين للوعي لعدة أيام، وكانت النتيجة مدمرة، وكانت الجثث ملتوية في أوضاع بشعة، وملابسها ملطخة بالقيء والدم، كان الآباء والأمهات يتجمعون فوق أطفالهم في محاولات عبثية لحمايتهم، ويعاني الناجون من حالات منهكة مثل مشاكل في الجهاز التنفسي، والعمى، وتلف الأعصاب.
هجمات الحرب الأهلية في سوريا
كانت هناك تقارير منتظمة عن استخدام غاز الأعصاب في الحرب السورية، وأكدت العديد المنظمات مثل منظمة أطباء بلا حدود، والمستشفيات الأجنبية أن الأعراض وكذلك المواد الكيميائية الموجودة في عينات سوائل الضحايا تتفق مع التعرض لغاز الأعصاب، وقد أدت العشرات من الهجمات إلى مئات القتلى وآلاف الجرحى منذ بدء النزاع في عام 2012م، وفي عام 2017م، قُتل أكثر من 80 شخصًا، وأصيب المئات عندما سقطت أربع قنابل على بلدة خان شيخون الصغيرة في وقت مبكر في صباح أحد الأيام، ومع وصول أفراد خدمات الطوارئ لمساعدة المصابين، بدأوا أيضًا في السقوط، وكان الضحايا يعانون من ضيق في حدقة العين، وتشنجات، وشلل، وعدم القدرة على التنفس، ورغوة في الفم، وتحول جلدهم إلى اللون الأزرق، وتم نقل الناجين إلى عيادة قريبة، حيث تم رشهم بخراطيم المياه وإعطائهم ترياقًا لغاز الأعصاب، ثم دمرت سلسلة أخرى من الغارات الجوية المنشأة الطبية.
اقرأ أيضًا
حين خاضت اليابان حربًا جرثومية ضد الصـين “كلمة السر إيشي 731”
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال