“سوالف رمضان” التي أسعدتني وأكدت على حب بلقيس
-
رشا الشامي
إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة
https://www.instagram.com/p/CAEIlOXDNH_/?fbclid=IwAR2U3a96Zxq70NUAnwLmLhlED7m27kohLFT3HxUxeDGwBlq32bw3z4ZLJBQ
الحياة لن تعود أبدًا لما كانت عليه، نحن نتفق دون تصويت أو نقاشات على أن الجائحة التي طالت حياتنا ستغيرها للأبد، وعلى ذلك ستعود المقاعد خالية لتعيد ترتيب الدول والمشاهير وطابور الناجحين أيضًا، هو تحدي القدرة على التكيف وإيجاد مساحة وملأها بجدارة واتقان، لذلك كان “سوالف رمضان” الذي يبث عبر حساب الإعلامية مهيرة عبد العزيز على انستجرام هو البرنامج المنوعات الوحيد الذي تابعته في رمضان، أتابع مهيرة منذ سنوات ليست بالقليلة ربما في مهنتنا لست بحاجة لكثير من التفاصيل أو المعلومات لتدرك أنك أمام إعلامية استحقت موقعها، لفتتني في صباح العربية ثم جاء انتقالها لبرنامج “كلام نواعم” الأقرب والأحب لقلبي والذي أتابعه منذ أيام المدرسة وتعلمت الكثير عن احترام الصحافة من مقدمته الرئيسية في بدايته الراحلة الصحفية المصرية القديرة فوزية سلامة.
مهيرة عبد العزيز تطل عليك عبر حسابها في سوالف رمضان دون عمليات تجميل أو أنف مثالي ولا بوتوكس جمد صورتها فلم تعد تعرف هل هذا شكلها الحقيقي أم هو سوء حال شبكة الانترنت، تستضيف ضيوفها عبر لايف انستاجرام كحال المحجورين والمحظورين في العالم كله غير أنها لم تفوت الفرصة لتكون حاضرة في موسم المنوعات والمسابقات وقادرة على المنافسة، لم أكن أعرف ولم أهتم طيلة سنوات متابعتي لها حتى كتابة المقال للبحث عن حياتها أو أصولها حتى عرفت أنها ولدت لأب إمارتي وأم مصرية ولن أخفيك سرًا فقد سعدت لذلك كوني مصرية أيضًا.
في إحدى حلقات “سوالف رمضان” حلت الفنانة بلقيس فتحي ضيفة مهمة وملهمة ولقد شاهدت الحلقة كاملة دون رعشة جفن واحدة.
ربما لا يعرف البعض ممن يقرأون المقال الآن من المصريين أن بلقيس هي فنانة ومطربة خليجية من أصل يمني وهي دون مبالغة مني أسطورة طور التكوين، أتابعها بحب واحترام على مدار السنوات القليلة الماضية، مواهبها في الغناء والتقليد واتقانها للغات واللهجات إلى جانب تفاعلها الهادف مع جمهورها يرشحها لكل ما ظننته.
أطلت في “سوالف رمضان” بشعر مجعد مشدود ومرفوع لأعلى – يبدو أنها تقضي حجرًا منزليًا حقيقيًا – ساعدتها ثقتها بنفسها وتصالحها على الظهور بمظهر طبيعي محبب ومقرب لمظهر معظمنا، كم أنقذنا مظهرها الحقيقي من وابل وسيل الإطلالات الخليجية الأشهر والتي بصدق أكرهها من كل قلبي، كثير من التكلف والتصنع وكثير من الضغط وإجهاد المتابعين والمعجبات تحديدًا.
أعدكم بأنكم لو شاهدتم الحوار ستدينون لي بشكر وفير.
ولكي تكتمل الصورة أخذت مصر موقعًا مهمًا في محتوى اللقاء، حيث أجابت بلقيس فتحي بأنها مولعة بمشاهدة مسلسل البرنس، وأن مشهد ترك ابنة رضوان البرنس من قبل شقيقه فتحي قد أوجع قلبها وأدمع عينيها، مع إشادات بالغة وإعجاب بأداء الفنان أحمد زاهر الذي وصفته الفنانة بلقيس بأحسن ممثل في الموسم الرمضاني الحالي.
ولكن تقييم الفنانة بلقيس لمسلسل البرنس كمشاهدة أدخل الفرح والسرور إلى قلبي، حيث أشادت بنوعية الدراما الحقيقية الصادقة البعيدة عن الافتعالات والابتذال مع تقدير بالغ لجميع نجوم العمل –لا أريد أن أبدو عنصرية أو متحيزة وأنا أكتب في شأن عربي لكنني دائما تواقة لتعود مصر مكانتها التي بدأتها وتستحق عرشها بالتاريخ والأسبقية، لذلك جاء الحوار وكأنه طبطبة حانية في زمن صعب، أردفت بلقيس في إجابة على سؤال مهيرة إن كانت تتمنى أن تقدم الفوازير يومًا ما لتأتي إجابتها قاطعة بأنه لا أحد يمكنه أن يخلف نيللي وشريهان وأن ما قدمتاه أخاف جميع الفنانات من مجرد التفكير في الفوازير وأكدت بلقيس أن من صنعوا فوازير نيليي وشريهان سبقوا عصرهم بسنوات حتى تعطف مهيرة مؤكدة على رأيها أن الملابس التي اردتها شيريهان في الفوازير كانت البداية والتمهيد لما شهده العالم من الليدي جاجا التي تربعت على عرش الغناء والإبهار بالشكل والملابس.
وجاءت الخاتمة في غناء بلقيس فتحي النجمة الخليجية المتربعة على عرش الأغنية الخليجية النسائية باقتدار بدندنة لمقاطع من بنت الجيران لحسن شاكوش وعمر كمال والتط طلبت منها لأول مرة أثناء إحياء إحدى حفلات الأعراس بالخليج.
قد لا يجدر بي أن أقدم النصيحة، لكنني ربما أشد على أيادي المسئولين في مصر عن الفنون والثقافة والإعلام، أطلقوا سراحنا جميعًا لنعود، فلقد خلقنا للريادة وقدرتنا على جمع المحبين بطول الخليج وعرض أفريقيًا فربما كانت القوة الناعمة هي هبتنا وسلاحنا الأهم.
وإليك يا مهيرة أشكرك على وجودك نموذجًا إعلاميًا خليجيًا ناضج وحقيقي في زمن عز فيه الذهب وشاعت النسخ المقلدة.
وإلى الفنانة الجميلة بلقيس فتحي أيامك الأهم آتية وأتمنى أن نسمعك في أغنية باللهجة المصرية، وأعلم أنك تجيدينها.
الكاتب
-
رشا الشامي
إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة