سوبر سو.. سر المرأة التي لم تبتسم طوال حياتها أبدًا
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الضحك والابتسامات أمر عفوي لا إرادي يصدر من الشخص عندما يشعر بشعور جيد، أو يرى موقفًا مُضحكًا، أو يستمع لنكتة مثلًا، ولا يستطيع أحد أن يكتم أو يتحكم في رغبته بالضحك أو الابتسام، إلا بدرجة طفيفة للغاية، ولكن الوضع مختلفًا مع “سوبر سو”، فهي لم تبتسم أبدًا طوال حياتها، لدرجة أن الناس كانوا يدفعون أموالهم ليروا ابتسامتها، ولكنها لم تفعل أبدًا.
مسرح فودافيل ومحاولة إضحاك سوبر سو
كان مسرح فودافيل واحد من أكبر مسارح هامرستين في مدينة نيويورك، وكان فودافيل هو أكثر أشكال الترفيه الشعبي في فترة ما بين 1880م و1930م، كانت العروض عبارة عن مسرحيات كوميدية قصيرة يؤديها فنانين كوميديين، وممثلين استعراضيين، وتم تخصيص فقرة كاملة لسوبر سو على المسرح، ولكنها كانت مختلفة تمامًا عن غيرها، حيث كانت سوبر سو هي المُتلقي وليس المُلقي، كان الهدف من فقرتها هو جعلها تبتسم، حيث يقوم الممثلين والجمهور بمحاولة إضحاكها ورسم بسمة على شفاها، وعلى مدار سنوات طويلة كانت سوبر سو جزءًا من عروض فودافيل، حاول المئات من الممثلين الكوميديين الذين جاءوا من أماكن عديدة حول العالم، إضحاك سوبر سو بأي شكل من الأشكال، ولكنهم فشلوا في النهاية ولم ينجح احد في فعل ذلك على الإطلاق.
تفاصيل الأزمة التونسية الجارية .. كيف بدأ صراع المؤسسات الذي فجر المظاهرات ضد النظام
آلاف الدولارات وكشف المستور
بدأ صيتها في الانتشار مع بدايات عام 1900م، حيث انتشرت قصة الفتاة التي لا تبتسم أبدًا، وفي عام 1907م، استغلها أحد المنتجين وقد عرضًا باسمها، ووضع جائزة 1000 دولار للشخص الذي سيقوم بإضحاكها، وهو مبلغ كبير للغاية آنذاك، وكانت تذكرة الدخول للعرض تتجاوز الخمسة دولارات، فكان في نهاية اليوم يحصل على أموال طائلة بسببها، وكان أجر سوبر سو الأسبوعي عشرون دولارًا، وهو أجر جيد للغاية في ذلك الوقت، وبسبب ذلك العرض حاول العديد من الكوميديين من جميع أنحاء العالم إضحاكها، ولكن باءت محاولات الجميع بالفشل التام، ولم يتمكن أي شخص منهم من الحصول على لمحة من ابتسامة على شفتيها.
واستمر الحال بهذا الوضع سنوات عدة، حتى تم كشف الحقيقة يومًا ما، حيث كان هناك طبيب ما حاضرًا لعرض سوبر سو المسرحي، ولفت نظره قدرتها الهائلة على ضبط نفسها وعدم الضحك، وبعد انتهاء العرض طلب منها أن تذهب معه إلى المستشفى ليقوم بفحصها، وبعد عدة أيام من الفحوصات الشاملة، اكتشف الطبيب أن سو تعاني من حالة نادرة من الشلل الموضعي في وجهها، مما يعني أنها كانت غير قادرة على التحكم في عضلات وجهها، وبالتالي لم تكن قادرة على الضحك أو الابتسام حتى لو أرادت ذلك، مما يعني أنها ربما كانت تضحك في داخلها على تلك العروض الكوميدية، ولكنها لم تستطع إظهار تلك الضحكات على وجهها.
رحيل المطرب علي حميدة حصان طروادة الأغنية الشبابية
وانتشرت الأخبار الجديدة بسرعة رهيبة، وعلم الجميع أن سو لا تتمكن من الضحك حتى لو أرادت ذلك، ونبذها المنتجون بعدما علم الجميع حقيقتها، وتم وقف عروضها المسرحية بعدما توقف الجمهور عن الحضور لمشاهدتها، وتوقف الممثلين عن محاولة إضحاكها.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال