سيبك انت .. أنغام .. الغناء بكل هدوء وسلاسة

منذ فترة كثر الحديث عن صوت مصر النسائي بعد أن دشن المصطلح كعنوان حفل المطربة أنغام الذي أقيم ضمن فعاليات مهرجان الرياض، هذا المصطلح الذي أغضب البعض وأدخلنا في سجال ومقارنات بين أنغام وبين الأصوات النسائية المصرية الأخرى وأن أنغام مُنحت أفضلية لأنها تتلقى دعم من هيئة الترفيه السعودية كنوع من المكايدة لإيقاف أصوات نسائية مصرية أخرى.

رغم صحة بعض المزاعم عن تلقي أنغام هذا الدعم إلا أنها تستحقه تمامًا حيث أنها المطربة المصرية الوحيدة على الساحة الآن التي تركز في عملها كمطربة على أكمل وجه وتعيش نشاط فني مكثف وتقدم برنامج غنائي يحمل أسمها رغم أنها مرت بوعكة صحية شديدة مطلع العام، وفي هذا الصدد أصدرت أغنية جديدة بعنوان “سيبك أنت” من كلمات الشاعر أمير طعيمة ولحن وليد سعد وتوزيع مادي.

الكلمات :

يجيد الشاعر أمير طعيمة التعبير عن الأفكار النسائية في كتاباته، فكرة الأغنية تعكس شعور امراة وحيدة ترسل رسالة إلى حبيبها السابق الذي تركها دون سابق إنذار وهي تعلم جيدًا انها رسالة قد لا تصل إليه في الغالب.

عبر طعيمة عن حالة تلك المرأة ومقارنتها بحالة الحبيب غير المبالي الذي يعيش حياته دون أن تؤرقه أي كوابيس أو يعاني عقدة ذنب بسبب ما فعله معها وفي نفس الوقت تركها تعاني حتى توقفت حياتها تمامًا.

رغم أن الفكرة قد تضع المرأة في خانة المقهورة الضعيفة التي لا تبذل مجهودًا في مقاومة هذا الشعور السلبي إلا أنها تعبر عن قطاع نسائي عريض ويحسب لأمير حسن صياغة الفكرة دون بكاء أو عويل أو مفردات مبالغ فيها بل نشعر بتجديد في قاموس مفرداته الذي حوى على بعض المفردات الجديدة التي عبرت بشكل جيد عن مضمون الفكرة وشرح بشكل مبسط حالة تلك المرأة التي لا تملك أنيس لها سوى وحدتها.

اللحن :

يخرج وليد سعد من مقامه المفضل “الكرد” إلي مقام “النهاوند” بلحن جيد جدًا مكون من فكرتين الأولى في المطلع والثانية في اللزمة ثم تعاد نفس الأفكار بنفس الترتيب في المقطع الوحيد في الأغنية.

بناء اللحن يحمل بصمة وليد سعد حيث ينطلق بشكل تصاعدي من الفكرة الأولى إلى الثانية بشكل متماسك جدًا بين الفكرتين مع جملة لحنية جذابة جدًا في اللزمة “سيبك أنت أهم حاجة تكون مبسوط ومزاجك عال” وعبر بهدوء عن حالة البطلة التي تعرف أن رسالتها في الغالب لن تصل لذا لم يكن مقبولًا أن تحمل جمل اللحن لومًا أو عتابًا قويًا.

توزيع رائع جدًا من مادي بدأ بجملة من اّلة الترومبيت مع كوردات الجيتار ثم بشكل غير متوقع قام بتغيير الأجواء فجأة إلى إيقاع المقسوم البطئ مع قانون وجيتار حتى تستلم أنغام الغناء بسلاسة.

إقرأ أيضا

محمد رحيم ولد نجمًا ورحل وهو على القمة

يصاحب الغناء الجيتار والقانون وجمل جيدة من الوتريات بشكل لم يسبب زحامًا في جزء الهارموني، لزمة الفاصل الموسيقي رائعة جدًا من الأكورديون بالتبادل مع الوتريات والقانون بجملة غير مستنسخة من اللحن وتسليمة جيدة جدًا حتى أعاد اللزمة الرئيسية في نهاية الأغنية التي قفلها على طريقة الـ Sudden.

أداء أنغام سلس جدًا دون فذلكة أو أفتعال أو عُرب مبالغ فيها مع لمسة ساخرة في أداء بعض الجمل كتعبير عن فكرة الكلمات.

تثبت أنغام كل فترة أنها الصوت المصري الوحيد الذي يركز في عمله لا يتورط أو يورط الجمهور في مشاكله الشخصية مع اختيارات متنوعة وأفكار جيدة في وقت يعاني فيه الغناء النسائي في مصر من ندرة الأصوات القوية في ظل استمرار حالة التهريج الفني الذي تمارسه بعض المؤديات المحسوبات علينا مطربات.