همتك نعدل الكفة
240   مشاهدة  

سيظل ممسكًا بذاكرتنا إلى الأبد.. وداعًا الروائي حمدي أبو جليل!

حمدي أبو جليل
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



الموت لا يترك لنا الفرصة الكافية لنقول لمن نحب كل ما نشعر به اتجاههم، الروائي حمدي أبو جليل كان من هؤلاء الذين خطفهم الموت على حين غفلة، فهو الرجل الودود متفتح العقل متسع الصدر. رحل دون أن نوفيه حقه. ربما هي عادتنا أن نقول أقل مما يجب!.

رحيل مفاجئ

رحيل حمدي أبو جليل كان رحيلًا مفاجئًا، فمنذ سويعات قليلة كان قد نشر عبر صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” منشورًا ينعي فيه جورج إسحاق مشيدًا بدوره في رفعة الحرية والمساواة.

ولعله من العجيب أن قبل وفاته كان يُكرم بمكتبة الشباب بسنورس تحت رعاية النقابة الفرعية لاتحاد كتاب بني سويف والفيوم بحضور عدد من الكتاب والأدباء. ويروي الكاتب والروائي “أحمد قرني” عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تفاصيل الليلة الأخيرة في حياة حمدي أبو جليل قائلًا:” البقاء لله ..كانت ليلة حافلة بحضوره المتألق وبتكريمه وشهادته عن الكتابة والحياة والإنسان لم يكن نعلم أنها الليلة الأخيرة.

الندوة الأخيرة للروائي حمدي أبو جليل
الندوة الأخيرة للروائي حمدي أبو جليل

مسيرة إبداعية حافلة 

حمدي أبو جليل مسيرة إبداعية حافلة، فهو من القلائل الذين كتبوا عن عالم البادية، متناول عاداتهم تقاليدهم، إلى جانب سلوكيات القبائل المهاجرة إلى مصر ومنها القبلية والعزة والسلب والفخر وغيرها من الصفات المشهورة لديهم.

بدوي مصري
الروائي حمدي أبو جليل من مواليد محافظة الفيوم، وتعود أصوله إلى القبائل البدوية المصرية لذلك وجدناه متأثرًا بتلك البيئة تأثرًا شديدًا في كتاباته. “أبو جليل” المولود عام 1967م انتقل إلى العيش في العاصمة المصرية القاهرة في أوائل الثمانينيات، ولم يكن حبه للأدب مجزيًا، حتي يستطيع التكسب والعيش منه فعمل في بداية حياته عاملًا في مواقع البناء، وبعضًا من أعمال ” الفواعليه”،  ولقد أثرت تلك التجارب الحياتية كتاباته الأدبية لذلك وجدنا مجموعته التي صدرت 1997م تحت عنوان ” أسراب النمل” يسرد حياته في القاهرة بصورة أدبية شيقة قائلًا فيها :” في مثل هذه الأحوال أتخيل حياتي على هيئة دفاتر في رأسي أحيانا تفتح واحدًا وأحيانا تندلق مرة واحدة وتختلط ذكريات الطفولة بملامح أخرر وجه رأيته ..و الآن أرى منظري من شبرا .كنت في العشرين من عمري وكنت عائدًا للتو من رحلة عمل في ليبيَا وكنت اشتغل في الفاعل وأبحث طوال الوقت عن وظيفة وكنت أسكن في أوضة في عين شمس ..و كنت أشتغل مع مقاول هدد وإنما هدد وبناء ..

ثم صدرت له مجموعة قصصية أخرى عام ٢٠٠٠ تحت عنوان “أشياء مطوية بعناية” وقد استحقت هذه المجموعة كل الجوائز التي أخذتها ومن بينها جائزة الإبداع العربية سنة 2000، دمج فيها الواقعية بنفسيته العميقة وقد تلاحظها للوهلة الأولى فيمَا كتب:” في حياة الواحد لحظات تعيش إلى الأبد و لا ينساها مطلقًا ..لحظات تشبه ابتسامة بنت عابرة أو تضاريس وجه لم تره سوى مرة واحدة وأثناء حياتك و يظل ممسكًا بذاكرتك إلى الأبد”.

أشياء مطوية بعناية
أشياء مطوية بعناية

ومن بين اشهر أعماله رواية لصوص متقاعدون، وهي روايته الأولى وقد صدرت عام 2002، وترجمت هذه الرواية إلى اللغة الفرنسية والإسبانية والإنجليزية، وتتميز هذه الرواية كما باقي أعماله بالواقعية المبنية على تجاربه الحياتية برؤيته كأديب فيلسوف فيقول فيها:” إلى فترة قريبة كنت أظن حياة الواحد منا تسير على خط معاكس لماضيه وكلما تقدم به الزمن تحقق من استحالة عودة هذا الماضي مرة أخرى وكنت أتخيل هذه المسألة على النحو التالي: حاضر حياتنا هو قطار مركبه وماضينا تلك المشاهد والشخصيات التي تتوارى بمجرد اندفاع قطارنا من جانبنا ومن فوق مقاعدنا يكون كل شيء مندفعًا الماضي للخلف والنسيان” .

إقرأ أيضا
لجنة الحكام
لصوص متقاعدون
لصوص متقاعدون

كما قدم رواية” الفاعل ” التي نالت جائزة نجيب محفوظ عام 2008، و نشرت مترجمه بعنوان ” كباب بلا ذيل “، وأحدثت ضجة كبيرة في الوسط الثقافي لما فيها من رؤية مغايرة لشكل القاهرة، فهي قاهرة الفواعلية الذين شيدوها وبدلوا وجه الأطلس الأدبي المتعارف عليه إلى الأبد فيها ” .

رواية الفاعل
رواية الفاعل

كما قد م العديد من الأعمال الأخرى ومنها” طي الخيام، الأيام العظيمة البلهاء، نحن ضحايا عك، وقيام وانهيار الصاد شين.. رحل الروائي حمدي أبو جليل وترك أثرًا لن يمحى بسهولة أو لن يمحى .

الكاتب

  • الروائي حمدي أبو جليل مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان