سينجلات صيف 2020 مقسوم ساخن جدًا.. وأماكن السهر مسروقة من حمادة هلال
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
عادت عجلة الإنتاج الموسيقي للدوران مرة أخري، بعد الشلل المؤقت الذي أصابها بسبب جائحة كورونا، فشهد هذا الصيف العديد من السينجلات أو الأغاني المنفردة لبعض المطربين، اللافت في الأمر هو وجود اشتراك بعضها في عدة عناصر ساهمت في رفع نسب المشاهدة أهمها الكلمات التي غلب عليها الإفيهات والمفردات الدارجة والتي تتناسب مع الأجواء الصيفية حيث الانطلاق والمرح، بالإضافة إلي الأعتماد على إيقاع المقسوم بكل تفعيلاته سواء بلدي أو صعيدي في بادرة توحي بالعودة مرة أخرى إلي التسعينات تلك الأيام التي شهدت سيطرة المقسوم على المشهد الغنائي.
اقرأ ايضًا
كيف “نحت” أحمد النجار مخرج كليب “أماكن السهر” عمرو دياب في 4 دقائق؟
ضارب عليوي – مصطفى شوقي
بعد نجاح أغنيته ملطشة القلوب حاول مصطفى شوقي استثماره بصنع أغنية تسير على نفس النهج، لكنه سقط في فخ المقارنة بينهما والتي لم تكن في صالح ضارب عليوي، حيث حاول الشاعر صابر كمال حشر ألفاظ ومفردات جديدة في محاولة منه لإثبات قدراته، ورغم الاعتراف بإمكانياته كشاعر قوي إلا أن كثرة استخدام الألفاظ والمفردات الجديدة ضر الأغنية أكثر ما أفادها، لحن بلال سرور كان أقوى ما في الأغنية والذي استعان فيه ببعض جمل من الفلكلور، توزيع جلال الحمداوي جاء ضعيفًا جدًا خصوصًا مع قماشه اللحن الجيدة فلم يبرز الجزء القوي فيها، واعتمد على الإيقاعات طيلة الأغنية دون وجود أي آلة شرقية قد تصنع زخمًا في الهارموني حتى الإيقاع كان يجب أن يكون بقوة أكثر، الأغنية فجرت جدلَا بظهور راقصة بلا أي داعي داخل الكليب مما اضطر المنتج نصر محروس حذف اللقطات التي تظهر فيها بعد القيام بعمل مونتاج لها من جديد لكن يبدو أن الأمر كان مقصودًا من البداية كنوع من التسويق لها، وبرغم خامة صوت مصطفي شوقي المختلفة إلا أنه اداؤه شابه الضعف في بعض أجزاء من اللحن،
أماكن السهر – عمرو دياب
رغم تألق عزيز الشافعي هذه الأيام وسيطرته على أغلب الأغاني الناجحة، إلا أن المقدمة تشعر بروح ألحان عمرو دياب، ويبدو أن صنعها بتصرف منه، بداية من في أماكن السهر توضح بصمة عزيز الشافعي خصوصًا في نقلاته الطربية جدًا التي صار يعرف بها الآن، السقطة الوحيدة في الأغنية هي تشابه بعد جملها اللحنية مع لحن “ابن أصول” لحمادة هلال وأن كنت أري أن لحن هلال كان أقوى رغم أن الأغنيتان من نفس المقام الموسيقي،كلمات تامر حسين وصفت المحبوب بشكل مبالغ فيه شابه بعض الابتذال” ده حبيبي أول ما يبان الكل ببجري عليه، ده جمال محتاج ترجمه مين شاف لا كده معلمة” توزيع الهندي جاء برؤية ديابية صرف باستخدامه للبيانو في الانترو مصحوبًا بالأوكوريون الآلة التي صارت معتادة في أغلب أغنيات دياب حاليًا، الجزء اللافت في التوزيع هو إفراد مساحة ارتجال للأكورديون في قفلة الأغنية، لكن الشاهد في الأغنية أن الشافعي أكمل بعض القطع الناقصة في أغاني دياب في الفترة الأخيرة
بالبنط العريض – حسين الجسمي
يعود الشاعر أيمن بهجت قمر مرة أخري ليضرب من جديد بأغنية “بالبنط العريض” والأغنية تثبت قدرته كصنايعي كتابه قادر على تضفير الأيفيه بشكل جيد داخل الأغنية فيضعه في مكانه الصحيح دون ابتذال، اللحن جاء جيد من الجسمي رغم أنه اعتمد على جملتين فقط إلا أنه السينو كان رائع “آه لقيت الطبطبة” لم يبذل الموزع توما مجهود كبير في الاعتماد على المقسوم بحلياته من كي بورد و جيتارات، صنعت الأغنية حالة مبهجة تناسبت مع أجواء الصيف.
الناس في بلادي – محمد منير
مقدمة غريبة بعض الشئ على أغاني منير، جمل وتريات ترد على بعضها بلا ملامح واضحة ويبدو أن رحيم كتبها لإضفاء طابع الجدية على الأغنية حتى دخول الإيقاع الذي لم يتناسب مع أجواء المقدمة، ثم أعاد استخدام جملة من المقدمة كخلفيه للإيقاع بعد دخول منير للغناء، رحيم رغم امتلاكه خيال ملحن عبقري إلا أنه لا يدرك أن امكانياته ضعيفه جدًا كموزع، و في الأونه الأخيرة مع منير تحديدًا يشوب ألحانه بعض الاستسهال والجمل التي لا تتناسب مع طبيعة صوت منير الحالية أما الكلمات حدث ولا حرج تجعلنا نراجع تاريخ منير في الأغاني الوطنية لندرك الفجوة التي سقط فيها منير وندرك الفارق بين قمة الجبل وبين سفحه، كلمات الأبنودي جاءت سطحية مبتذلة اعتمدت على نفس التيمة المستهلكة المعتادة من نيل وبحر واتحاد الهلال مع الصليب واحتفاء بالأماكن على حسب البشر، ثم لا مانع من حشر جملة الناس في بلادي ولا الجيش المظبوط، وهو الوصف الذي لا أعرف كيف ساقه قلمه لكتابته، ويبدو مع كل أغنية وطنية جديدة لمنير نجد إصرار واضح على محو التاريخ الكبير من الأغاني العظيمة التي صنعها في السابق.
سعد المجرد – عدى الكلام
في محاولة أولى لمغازلة الجمهور المصري يظهر سعد المجرد بأغنية “عدى الكلام” من كلمات الشاعر أمير طعيمة الذي حاول مجاراة الذوق السائد باللعب على مفردات وايفهات وتضفيرها داخل الأغنية، إلا أنه سقط في فخ ابتذال بعض الجمل مثل “تضحكيلي وتاخدي كام” “شكلي هبقي رومانسي وضعيف” ، لحن عزيز الشافعي جاء بجمل قصيرة سريعة تناسبت مع أجواء الكلمات لكن صوت سعد المجرد لم يناسب اللحن مطلقًا في ظل اعتماده الأساسي على الإبهار البصري في كليباته على حساب مضمون العمل ، لم يبذل توما مجهودًا كبيرًا في ظل وجود كيمياء بينه وبين عزيز الشافعي وبين استمراره في الاعتماد علي المقسوم بنفس حلياته المعتادة.
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال