شاكا زولو.. وفاة أمه جننته فقتله شقيقاه واستولوا على عرشه
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الجميع مرتبط بأمه بشكل ما، خاصة الرجال مهما كبر عمرهم، يبقون أطفال تجاه أمهاتهم، لا يمكنهم الانفصال عنهن، وقد يفقد الرجل صوابه إذا توفت أمه، وهذا بالضبط ما حدث شاكا زولو، ذلك الرجل المرعب الشجاع، كان قويًا وعبقريًا وداهية عسكري، ولكن وفاة أمه دمرته تمامًا، وفقد عقله الفذ، وفقد معه سلطته وتآمر عليه أخوته وقاموا بقتله واستولوا على عرشه.
شاكا زولو
وُلد شاكا سينزنجاخونا عام 1787م، وهو ابن غير شرعي لملك الزولو سينزنجاخونا، وعلى الرغم من إعلان زواج والده من ناندي والدة شاكا، إلا أنه فور وضعها قام بنفيها هي وطفلها، ولكنها لم تستسلم لذلك القرار الظالم، وقامت بتربية ابنها تربية عسكرية صارمة، جعلت منه محاربًا قويًا شجاعًا، وشارك في العديد من الهجمات، ونجح في الانقلاب على أبيه، وقام بتأسيس دولة الزولو الحديثة، وحولها إلى قوة إقليمية هامة أرهبت جميع القبائل المحيطة بها، بعد أن كانت عبارة عن قبيلة بدائية بسيطة، ضمن مئات من القبائل الأخرى التي كانت منتشرة في جنوب أفريقيا، كان عدد سكانها لا يتجاوز الـ 1500 فرد، ولكن بفضل ذكائه وخبرته العسكرية، تمكن شاكا من إحداث ثورة في مجال التنظيم العسكري مستعينًا بتقنيات عسكرية ساهمت كثيرًا في تسهيل حركة القوات، وأدخل أنواع جديدة من الدروع والرماح، وبفضل كل ذلك تمكن من الفوز في الحملات العسكرية التي شنها، وبحلول عام 1825م، نجح شاكا في توسيع الرقعة الجغرافية لمملكته، التي بلغت مساحتها 30 ألف كيلو مربع، حيث اصبحت أغلب مناطق ناتال بجنوب إفريقيا قابعة تحت نفوذه.
جنون شاكا واغتياله
في أكتوبر 1827م تُوفيت ناندي والدة شاكا، حزن عليها حُزن شديد أفقده عقله، حيث بدء في التصرف بجنون ملحوظ، كان يأمر الجميع بأن يحزنوا معه، وأي شخص يخرج من حالة الحداد يتم إعدامه فورًا، وكانت مُحصلة الوفيات أكثر من سبعة آلاف شخص رأى شاكا أنهم لم يحزنوا كفاية على أمه!
كذلك أمر بتبوير الأراضي وعدم زراعة المحاصيل، ووقف حلب الأبقار، مما كاد يتسبب في مجاعة، وأعلن أنه سيتم إعدام أي امرأة حامل هي وزوجها لممارستهم الجنس.
حاول أخواه اغتياله أكثر من مرة، وجاءت محاولتهم الناجحة عندما تم إرسال معظم قوات الزولو شمالًا، وكان الأمن متراخيًا في المنطقة الملكية، وانضم إلى الأخوين الخادم المخلص لشاكا “مبوبا”، تختلف الروايات حول ما إذا كان الخادم هو من قام بالقتل الفعلي أم أنه تم من قبل الإخوة، ولكنهم تخلصوا منه في النهاية، وألقوا جثته في حفرة فارغة مكانها غير معروف حاليًا، وبعدها تولى دينجان العرش وطرد الموالين لشاكا، وسمح للناس بالزواج مرة أخرى، وأعاد زراعة الأراضي، مما أكسبه ولاء الجميع.
المصدر
(1)
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال