شخص أعمى ورجل أعمال.. مسافرون اضطروا لتولي قيادة الطائرة
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الطيران هو وسيلة نقل آمنة للغاية، ولكن هذا لا يعني أن المشاكل لن تظهر من وقت لآخر، وعندما تكون هذه المشكلة عالية في السماء، فهي بالتأكيد مهمة وخطيرة مهما كانت بساطتها، فبصرف النظر عن الحوادث الميكانيكية والتكنولوجية، فإن سوء التقدير، والمشاكل الصحية، وقلة الخبرة، ونقص التدريب، وفقدان الوعي هي بعض العوامل البشرية التي يمكن أن تحول رحلة عادية إلى كابوس، فوقتها قد يضطر الركاب إلى أن يصبحوا طيارين، مهما كانت بعيدة، فهناك فرصة أن يحدث ذلك لنا، وأن نجد أنفسنا في هذا الموقف، في هذه الحالة، لن تكون حياتنا فحسب، بل أيضًا حياة أصدقائنا أو عائلتنا وأي مسافرين آخرين على متن الطائرة معرضة للخطر، وهذا بالضبط ما حدث لأولئك الأشخاص.
تشارلز لو.. لم يمنعه فقدان البصر من قيادة الطائرة
عندما وقعت حادثة في الطائرة، لم يدع الراكب تشارلز لو، الذي كان يبلغ من العمر 70 عامًا، عمره يعيق طريقه، كذلك لم يدع حقيقة أنه كان أعمى تمنعه أيضًا، في نوفمبر 1986م، أقلع لو وصديقه، “هاري باك ستيتيلر” الطيار البالغ من العمر 80 عامًا، من مطار كابل في أبلاند، كاليفورنيا، على بعد 64 كيلومترًا من لوس أنجلوس، كانت محطتهم التالية مطار Corona Municipal، وتلاها التوقف في مطار Rialto، وبعد الغداء، بدأوا رحلتهم عائدين إلى أبلاند، وسارت الأمور على ما يرام حتى بدأوا الاقتراب من مطار كابل، وذلك عندما فقد ستيتيلر وعيه، لمس تشارلز يد صديقه، وأدرك أنهما في مأزق، فقد كان ستيتيلر باردًا ولا يستجيب للنداء أو الحركة، وقد اعتاد تشارلز قيادة طائرات مشابهة لتلك التي كان فيها هو وستيتيلر، لكن ذلك كان قبل أن يفقد معظم بصره، أما حاليًا فهو بالكاد يستطيع أن يرى أمام وجهه، فما هو المتوقع من رجل أعمى عجوز في ظل هذه الظروف؟، قرر تشارلز أن يتولى قيادة الطائرة، ويحاول الهبوط بها دون أن يصطدم بشيء، وهو ما حدث بالفعل حيث تمكن من الهبوط في المطار بسلام، وهو إنجاز بدا مستحيلاً، ومع ذلك، لم يقتصر الأمر على هبوطه بالطائرة سليمة فقط، ولكن بعد ذلك، قام عن قصد بتوجيه الطائرة بعيدًا عن المدرج إلى التراب، تحسبًا لوجود أية مشاكل تقنية، وقال تشارلز لو: “لقد هدفت فقط من أجل ذلك، لقد ارتدنا قليلاً وكان الأمر خفيفًا بعض الشيء، وأعتقد أنني كنت أعوج قليلاً، لكنني اعتقدت أنه كان هبوطًا جيدًا للغاية”، وتم نقله هو وصديقه إلى المستشفى، ولكن نجا تشارلز فقط، حيث أُعلن عن وفاة ستيتيلر بعد وقت قصير من وصوله إلى المستشفى بأزمة قلبية.
فيكتور كونسونجي
كان فيكتور كونسونجي رجل أعمال وليس طيارًا، في فبراير 2000م، كان في طريقه إلى مانيلا بالفلبين، ولكن توفي قائد الطائرة سيسنا البالغ من العمر 59 عامًا، والذي كان كونسونجي أحد ركابها، وذلك بعد إصابته بنوبة قلبية، فيكتور الذي لم يسبق له أن تولى قيادة طائرة من أي نوع، أُجبر على تولي السيطرة، بخلاف ذلك، كان سيموت هو والراكبان الآخران على متنها، جلس مكان الطيار ولكنه لم يعرف كيف يطير بها، حاول التواصل مع المطار، وبالفعل نجح في جذب انتباه طيار لشركة Asian Spirit، وهي شركة طيران محلية في الفلبين، وقام المراقب بتوجيه فيكتور حول كيفية تشغيل أدوات التحكم بالطائرة وقراءة مؤشرات السرعة والارتفاع، وقام بتحذيره من ترك الطائرة تنخفض إلى ما دون 160 كيلومترًا في الساعة، وتمكن فيكتور من الهبوط بالطائرة بأمان على الماء بالقرب من شاطئ في الفلبين، مما مكنه من إنقاذ نفسه والركاب الآخرين على متن الطائرة، ونجا كل الركاب باستثناء بعض الإصابات الطفيفة.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال