شفيق في الصفارة ..جه يكحلها عماها ولكنه مميز

الدراما تجعلك تتفاعل مع الشخصيات بالعمل وكإنك تعرفها، تلاحظ تفاصيلها، تتابع ما يحدث في حياتها، تتوتر من أجلها وخاصة لو كان خلف هذه الشخصيات سيناريو جيد مثل سيناريو مسلسل الصفارة.

ويقدم أحمد أمين في الصفارة شفيق الشخص الذي يتصرف بتلقائية شديدة وعلى سجيته، يميل لحب العائلة ويتعامل أنه سند لأخيه، خجول، طيب، رومانسي، ويثق في الناس ويحسن الظن فيهم بسرعة شديدة حتى أنه وثق في الشيخ لبلوب وصدقه بعدما كان يفر منه بأول الحلقة الأولى.

وكأي شخص بهذه التركيبة يلازمه التوتر من المواقف الصعبة وقبل المواقف الهامة حتى يخونه قولونه في موقف مصيري سيغير من حياته، والذي نعود له عن طريق الصفارة بأكثر من حلقة في سرد مميز ينقلنا بين الأزمنة.

اقرأ أيضا…ماذا لو امتلكنا الصفارة؟

وشفيق شخصية شفيق الشاب الخام، ولكن ليس كأي شاب خام لأنه يدخلنا في عوالم مختلفة وأكثر من سيناريو يتغير فيه شفيق وتتغير ملامح شخصيته وشكله وأحيانًا صوته.

الدور يتطلب وعي مختلف من الممثل ، فعلى الرغم من التغير الذي يصيب شخصية شفيق بكل عالم يدخله، إلا أن الصفارة تفقده الذاكرة لست سنوات  ينسى تفاصيل هذه التغيرات وكيف حدثت له وكيف وصل لما هو عليه؛ لذلك  يجب أن نرى شفيق بشخصيته الأصلية المتردد الخجول المتوتر وفي بنفس الآن علينا أن  نرى ملامح من الشخصية الجديدة التي أصبح عليها من شخصية نونو إلى شفيق رجل الأعمال وشفيق البلطجي.

ولكن أحيانا كثيرة تهرب الشخصية الجديدة من الفنان أحمد أمين الذي نراه بأداء ما كان يقدمه في برنامجه البلاتوه معظم الوقت، ولكن على الرغم من ذلك فقد أحببنا شفيق حتى لو كان يحتاج تفاصيل أكثر، وقد توقعنا من الفنان أحمد أمين مجهودا أكبر بعد روعة ما قدمه بمسلسل جزيرة غمام العام الماضي.

وساهم في  التغيير الذي نراه للشخصيات  مصممة الأزياء عبير البدراوي وكل من ساهم في  ظهور الشخصيات بهذا الشكل المميز الذي أكسبها الواقعية.

إقرأ أيضا

مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير .. أفلام تستحق المشاهدة

ومتعة هذا المسلسل في المفاجأت الدرامية التي خلقها السيناريو مع كل تغيير نراه بشخصية شفيق، فأصبح المشاهد ينتظر كل حلقة ليرى العالم الجديد الذي سيدخله مع شفيق وسيستكشفه معه ويتفاجأ  به.

أحب الناس شفيق وتعاطفوا مع مشكلته لأن كل إنسان يضع نفسه مكانه ويصدق معاناته بعد تعرضه للغدر والقهر، ولكن بالنهاية تصالحنا مع الماضي هو ما يجعلنا نسعى من أجل المستقبل ، ولا صفارة تستطيع تغيير حياتنا سوى الإرادة.