همتك نعدل الكفة
19٬402   مشاهدة  

شفيقة .. هرم طنطا الرابع التي عادت للحياة بعد وفاتها بـ٣ سنوات

شفيقة .......... هرم طنطا الرابع التي عاد للحياة بعد وفاتها بثلاثة سنوات
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



العصافرة – يوليو ١٩٩١

نصل إلى الأسكندرية في شقة أحد الأصدقاء لنقضي ١٠ أيام مصيف بعد نهاية الثانوية العامة أنا ومجموعة من الأصدقاء الذين تربينا سويا، عشرة أيام من الحرية نقضيها بعيدا عن الأهل والمعارف، اعتدنا منذ سنوات ثلاثة أن نقضي هذه المصايف خارج الزمن وكل ما يمس الانضباط، نشعل سجائرنا ونسأل عن مطرب هذا العام.

قبلها بعامين كانت مطربة العام هي أم كلثوم التي اكتشتفتها بالمصادفة أثناء المذاكرة وعشقتها وأصطحبت ألبوماتها لنسمعها في المصيف فسقط الجميع عشقا في صوتها، العام الذي تلاه كنا نعيد اكتشاف أحمد منيب، وكعادتنا عندما يصبح أحدهم مطرب المصيف لا نسمع غيره سواء على البحر أو عند لعب بولات الكوتشينة أو سهرات الشرب والعربدة.

يخرج صديق ألبوما ويضعه في الكاسيت لينطلق صوت امرأة قوي وشامخ تغني : جي بيحكي راجع يشكي.

نتوقف جميعا عن الكلام ليرتفع الصوت رويدا رويدا ونبدأ في التمايل معه طربا

فيقول صاحبنا بفخر المنتصر : مطربة السنة دي شفيقة.

YouTube player

طنطا – عام ١٩٥٧

العازف الشاب محمود رياض عطا والذي يلعب على آلة الأكورديون يستقبل مولودته الأولى في حي القرشي الذي يسكن فيه، تخبره الداية أنها أنثى فيطلق عليها اسم والدته “شفيقة” ويغادرها للعمل عازفا في أحد فرق الأفراح في طنطا في هذا الوقت.

يقولون أن رزق البنات أكثر من رزق الأولاد، كانت فترة ميلادها فترة مليئة بالأفرح وجاء الرزق على قدومها فعشقها والدها وبدأ في تعليمها الغناء أثناء تعلم الكلام.

تكبر الفتاة وتبدأ في ممارسة الغناء احترافا عام ١٩٧٠ بعد أن اكتشفها الملحن أمين جاد والمؤلف أحمد حسني

تعتلي خشبة المسرح الذي يديره لولي وتغني للجمهور للمرة الأولى وكأنها ولدت لذلك رغم سنها الصغير، وتطلق أول ألبوماتها بعدها بسلع سنوات بالتحديد عام ١٩٨٠ لتبدأ رحلة الكاسيت التي أطلق عليها فيها موزعو الكاسيت لقب “ملكة الكاسيت”.

YouTube player

القاهرة – ١٩٩٢

صار الاستماع إلى شفيقة مع الرفاق جزء من الطقوس العادية، كنا نبدأ في استكشاف أحمد عدوية ورمضان البرنس مع دخول الكليات والجامعات، وكانت أحد أهم رموز الغناء الشعبي في التسعينيات لهذا أطلق عليها أهل الغربية وعشاقها لقب هرم طنطا الرابع.

أكملت شفيقة حياتها داخل منزل الوالد الذي رحل في نفس الحي في طنطا وهو حي القرشي، وساهمت في تأسيس فرع نقابة المهن الموسيقية في طنطا وواصلت اصدار ألبوماتها حتى قررت الاعتزال عام ٢٠٠٤، كان سوق الكاسيت قد انهار تماما وخسرت في ألبومها الأخير الذي أنتجته لنفسها خسارة فادحة فقررت وهي تقترب من سن الخمسين – ٤٧ سنة – اعتزال الغناء وفتح مطعم سمك في الأسكندرية، لكنها فشلت في تلك المهنة التي لم تمارسها من قبل وأعادها شغفها للغناء عام ٢٠٠٧ لتغني في الأفراح والحفلات داخل مدينة الأسكندرية فقط حتى أسقطها المرض بجلطة في القلب عام ٢٠١٠  وتوفت في مايو عام ٢٠١١ تاركة العديد من الأغاني الشهيرة التي يعشقها جمهورها.

YouTube player

القاهرة – ٢٠٢٠

أثناء العمل كل كتابة هذا البروفايل عن المطربة شفيقة مستعيدا كل هواء وذكريات رحلة عام ١٩٩١ في سنوات شبابي الأولى فوجئت أن المطربة شفيقة ما زالت تغني بل وتحضر كضيفة في البرامج وتغني أغانيها القديمة بعدما صارت أصغر سنا.

إقرأ أيضا
العتاولة

وبما أني لا أؤمن بالزومبي ولم أرهم إلا في قصص الراحل أحمد خالد توفيق وتلك الألعاب التي يعشقها علي ابني ولا أفضل أفلامهم في هوليوود بدأت في تتبع الأمر لاكتشف أن اسمها نجوان  وشهرتها شفيقة، وبدأت الغناء منذ 6 سنوات من الإسكندرية بإحياء حفلات الزفاف، وطرحت أولى أغاني شفيقة» على طريقة الفيديو كليب، وهي “متشوقة” وهي فكرة لزوجها ومدير أعمالها إسماعيل فتحي.

المثير للدهشة أيضا أنني رأيت تصريحا لها في جريدة النبأ تقول فيه :

أنها عندما كانت في بداية حياتها الفنية، حاولت إقناع الجمهور أنها ليست «شفيقة»، فكانوا يقولون إن هذا مستحيل أو أنها ابنتها التي لم تعلن عنها أبدا، وكانوا يرفضون مجرد الاقتناع بأنها شخص آخر لا تعرف شفيقة بل ولم تقابلها يوما.

وفجرت نجوان مفاجأة مذهلة قائلة إن بعض الأشخاص اتهموها بانتحال صفة شفيقة، وأنها تسرق صوتها وتغني عليه «Play Back»، فقامت النقابة باستدعائها للتحقيق وعرضتها على لجنة لاختبارها، فكانت النتيجة أن صوتها حقيقي ويكاد يتطابق مع صوت شفيقة الأصلية؛ بل يتميز عنها بقوة أكبر، وهو ما أصاب اللجنة بالذهول، حيث لم يحدث لهم هذا الأمر من قبل.

YouTube player

الخاتمة

يبدو تطابق الصوت مدهشا لكن هناك شيء ما في القلب يشير لاختلاف.. هناك حزن ما في صوت شفيقة الأصلية لم يصل مع هذه النسخة الحديثة.

الكاتب

  • شفيقة أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
23
أحزنني
3
أعجبني
11
أغضبني
2
هاهاها
3
واااو
4


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان