شوقي شامخ .. “حيفضل لنا إيه منها غير سيرة زي الشهد”
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
هو نسيم في زيزينا، رجاء في يارجال العالم اتحدوا، محمود الكومي في حلم الجنوبي، كمال خله في ليالي الحلمية، شريف ظاظا في أرابيسك، دكتور شوقي في مسلسل رجل في زمن العولمة، سعيد في سرقات صيفية، هو مكرم في الشهد والدموع، الرائد كمال في كتيبة الإعدام.
هو صاحب عشرات الأدوار التي لن نتوقف على الإعجاب بيها طيلة تاريخه الفني الذي كان تماما كالحلم جميل يحمل أمنية، وشوقي جميل بحمل موهبة.
المتمرد الطيب
في بداية السبعينيات لم يكن تمرد الأجيال الصاعدة يشبه ما نعيشه من أيام، أنهى شوقي شامخ دراسته والتحق بمعهد الفنون المسرحية لدراسة التمثيل الذي يعشقه لكن رغبة الوالد هزمت رغبته واتجهت به لدراسة إدارة الأعمال في كلية التجارة، ليعمل بعدها محاسبا، ثم موظفًا في التربية والتعليم لكنها لم تكن بعيدة عن الفن، فقد كانت طبيعة عمله مرتبطة بالمسرح المدرسي وكأن روح المتمرد تأبى الإستسلام، وكأنه أدرك منذ البداية أنه قطعة البازل التي تجعل اللوحة رائعة حتى لو كان دورها صغيرا.
البداية
دور صغير على مسرح عادل إمام في مسرحية شاهد مشافش حاجة في دور المخرج التليفزيوني ثم دورا صغير في مسلسل الشوارع الخلفية عام ١٩٧٩ يخبران الوسط الفني أ، هناك ممثل ثقيل العيار والموهبة اسمه شوقي شامخ، لكن البدايات والبشارات التي لا يأتي خلفها التحقق تصيب الموهوبين باليأس، لهذا يقرر شوقي شامخ بكل ارادته السفر للعمل في الجزائر هاجرا الفن وروحه التي تعلقت به على الرغم من عمله مديرا للمسرح في الجزائر حتى التقى بالكاتب والسيناريست أسامة أنور عكاشة الذي يقنعه بالعودة للتمثيل من جديد ويقدم معه مجموعة من أروع أدواره.
كان فنانا من الجمهور يشبه كثيرا ملح الأرض، قد لا تعده مكونا أساسيا للعمل لكنه تماما كالملح بدونه يبقى العمل باهتا مذاقه غير جيد وبوجوده يتزن كل شيء، عاش شوقي ملحا كما أراد وهو لم يريد سوى الفن للفن.
النهاية
هذا الحضور الدافيء دائما الذي تشعر معه أنك إما مع خالد أخيك الأكبر أو ابنة عمك، هذا الفنان الذي يشبهنا يحمل انفعالاتنا ذاتها الذي لا يشعرك لحظة أبدا أنه يمثل، الموهوب الذي يملك كل مفاتيح شخصياته فيتحرك خلالها بما يمس كل القلوب كان حاضرا في كل لحظة من حياته حتى أصيب بجلطة في أخر أدواره في مسلسل المصراوية وكيف يحتمل قلبا بشريا كل هذا الكم من المشاعر.
حتى توفي يوم الخميس ٢٦ مارس ٢٠٠٩ داخل أحد المستشفيات، دون أن يشاهد المسلسل، كما عُرض له بعد وفاته فيلم “لمح البصر” مع أحمد حاتم وحسين فهمي.
رحل ملح التمثيل وقطعة البازل المتممة دائما في صمت .. بالتأكيد راضيا عن المشوار، بالتأكيد جزء من ذكرياتنا وحبنا لكل ما قدم
رحمة الله عليك يا أستاذنا
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال