همتك نعدل الكفة
468   مشاهدة  

شُفت في الحلم (1) : السادات وعبد الناصر في مباراة بلايستيشن  

السادات
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



 

  • وبعدين يا أنور السادات .. هتفضل مخنوق كدا كتير .. مش اسلوب دا يا أخي ؟ 
  • أعمل ايه بس يا جمال .. بقالي كام شهر ماخرجتش من البيت .. الحظر وسنينه !
  • وادينا خرجنا .. فُك يا بقى .. ماتخلكش غلس كدا .. هما كل اللي من المنوفية كدا خُلقهم ضيق؟
  • (أنور يضحك بصوت رخيم مجلجل)
  • طيب طالما فكيت تعالى أما الاعبك ماتشين بلايستيشن .. بقالنا كتير مالعبناش

كنت أنا عاملًا في البلايستيشن .. الصورة طشاش بشكل كبير .. سمعت من يدفع الباب الزجاجي بقوة .. اثنين من أصحاب الكاريزما الرهيبة دخلا إلى البلايستيشن ،  السادات رجل أسمر تزيده صلعته هيبة كبيرة يرتدي بدلة تبدو عليها صناعة خارجية ، أما الثاني وقد كسا الشعر الأبيض جانبي شعره الأسمر ، بنية عريضة وأنف حاد .. صاحب نظرة ثاقبة تدخل إلى القلب لا إلى العين .. أشار إلي الرجل الأسمر فجريت له ، فقال: يا إبني .. عايزين نحجز ساعة .. شوفلنا جهاز عال .. ونفخ في غليونه .

 

جهزت إليهما أفضل جهاز بلايستيشن 4 في المكان ، وجلسا ، كان الرجل الأسمر قد وضع قدمًا على الأخرى وكأنها في عرض أزياء .. أما الآخر فقد خلع جاكيت البدلة المحلية التي تبدو من صناعة غزل المحلة .. وطلب كوبًا من الشاي التقيل .. قائلًا بدون اكتراث : شاي .. هاه .. وشغلّنا أغنية حلوة كدا !

السادات
ناصر والسادات

اختار السادات فرقة اليوفنتوس ، أما عبد الناصر فقد اختار ريال مدريد .. ضحك السادات محزرًأ عبد الناصر من إن كرستيانو رونالدو قد ترك اليوفي ، والريال لم يعد كما يعتقدها، فقال ناصر : ليس مهمًا .. الريال فريق كبير وسيفوز مهما كان قوامه .. أما السادات فقد كان صامتًا إلى حد كبير أثناء عمل خطة اليوفي ، كل ما علية نفخة مكتومة من غوليونه بين الحين والآخر .. اعتمد عبد الناصر خطة هجومية .. أما السادات فقد اعتمد خطة دفاعية مع إمكانية خطف هدف

الشاااااي .. نزلت بالشاي على فالتقطه عبد الناصر ودعاني لمشاهدة المباراة .. لم أستطع أن أرفض الدعوة ، فقد كانت عيناه شديدة الحدة ..  جلست منزويًا لمشاهدة المباراة التي بدت حماسية منذ بدايتها .

بدأ فريق عبد الناصر (ريال مدريد) هجومًا شرسًا من البداية بينما الصمت التام يبدو على ملامح السادات ، على عكس عبد الناصر الذي بدت ملامحه شديدة الجدية، زادت الأغنية التي في خلفية المشهد الوضع حماسة  .. وبينما تتوالى الهجمات الناصرية .. كاد السادات أن يخطف هدفًا من تسديدة أرضية شديدة الدهاء على عكس اتجاه حارس المرمى .. التسديدة التي جعلت عبد الناصر يعتدل في جلسته ويضغط start  ويوقف المباراة .. ثم يخرج سيجارة كيلوباترا ويحرقها حرقًا .. بينما ابتسامة خفيفة بدأت تتسلل إلى شفتي السادات الذي بدا وكأنه غير مكترث بالمباراة من الأساس .. وبدأت المباراة مرة أخرى

 

كان الهجوم الناصري حزرًا تلك المرة .. هجمات مركزة على أطراف الملعب .. فوز دائم بالكرات المشتركة .. هجوم على أقدام ثابتة .. إلى أن جاءت هجمة ناصرية قادها اللاعب كريم بنزيما على أطراف الملعب وسلم الكرة للاعب إيدين هازارد ، طار هازارد على الجانب الأيسر من الملعب ، بينما كان كريم بنزيما قد اتخذ وضعه أمام المرمى رافعًا يده إلى هازارد حتى  يلتفت لوجوده … السادات الآن بدأ يشعر بالخطر، واختفت الابتسامة الخفيفة من شفتيه .. إيدين هازارد يرفع الكرة .. ينفعل عبد الناصر وترتسم على جبهته خطوط التكشيره .. يصعد كريم بنزيما بين مدافعي السادات ويضرب الكرة بقوة .. تسكن في المقص الأيسر لمرمى السادات .. بينما يضرب عبد الناصر كوب الشاي بقبضته فرحًا : هاهاهاهاهاهاهاهاهاها .. إلعب غيرها يا أنور افندي !

ضحك السادات ضحكة مجلجلة غير خالصة النوايا : لازال الـ game طويل يا سي جمال !

أشار السادات إليّ من خلف كتفه فشببت رأسي إلى جانبه فقال لي بصوت خفيض : إطفي صوت الأغاني اللي شغاله دا ..  ربما كان قصد السادات أن يخقض من حماس عبد الناصر المتفاعل دائمًا مع الموسيقى …. حاول عبد الناصر أن يعرف ما يدور بيننا فضحك السادات وسبقه بالنظر إلى الشاشة حتى صرف عبد الناصر النظر عما يريد معرفته .. وبدأت المباراة من جديد .. كانت الدقيقة 70 من المباراة .. الباقي فقط 20 دقيقة إما أن يعوض السادات ويتعادل أو يزيد عبد الناصر من غلة أهدافه .. أو تنتهي المباراة بفوز ناصري بهدف وحيد .

 .......................................... السادات وعبد الناصر في مباراة بلايستيشن

تنحنح السادات بداية لفتح كلام مع عبد الناصر .. وبدون مناسبة سأله : عارف يا عبد جمال إيه الفرق بيني وبينك ؟

كان وقع السؤال غير مريح لعبد الناصر فأغمض عينيه بنسبة ضئيلة وقال : إيه يا سي أنور ؟

  • إن أنا فلاح وانت صعيدي
  • تفتكر ؟
  • أكيد .. الصعيدي يمكنه أن يخسر كل شئ في مقابل استرداد حقه ؟
  • والفلاح يا سي أنور ؟
  • الفلاح هادئ ..لكنه يستطيع أن ينتظر مائة عام حتى يجد اللحظة المناسبة حتى يسترد حقه

بدى لي أن السادات يتعمد الكلام الزائد مع عبد الناصر حتى يخرجه عن تركيزه في المباراة ، وهو ما نجح فيه تحقيقه بشكل مبدأي .. حيث بدأ جمال بالنظر إليه وللمباراة معًا ….

إقرأ أيضا
الإخوان والدولة
  • طب وتفتكر يا سي أنور .. لما تصبر 100 سنة عشان تاخد حقك هيبقى دا حقك كله ، والا حقك ناقص 100 سنة .. وهو الصبر ع الحق مش حق تاني بردو ؟

هز السؤال عقيدة السادات من الداخل فظهر ذلك على تقاسيم وجهه .. وقال : عندك حق يا جمال .. أنا شايف ان النتيجة بين الفلاح والصعيدي متساوية .. هاهاهاهاها .. يعني تعادل

صوت ضحكة السادات المبالغ فيها جعلت عبد الناصر يحدق في وجه السادات .. وبينما الدقيقة أصبحت 90 في المباراة .. نظر أنور بنصف عين إلى الشاشة وبالعين الأخرى تأكد إن عبد الناصر لا زال يحدق في وجهه وتشتت تركيزه بالكامل .. بينما لاعب السادات يسير بالكرة من منتصف الملعب ويتسلل إلى قرابة قوس الـ 18 .. وبتسديدة تبدو ضعيفة لكنها موزه تلف بعيدًا عن الحارس .. دخلت المرمى ببطئ شديد .. لم يفق عبد الناصر إلا على احتفال جماهير فريق السادات !

أكمل السادات ضحكته : هاهاهاهاهاهاهاهاهاها : مش بقولك لازم تخلص تعادل يا جمال !

 في ذهول وصدمة شديدين .. نظر عبد الناصر إلى الوقت .. فقد أضاف الحكم أربعة دقائق وقت بدلًا من الضائع .. أضافت حماسة في صدر عبد الناصر ، بينما السادات لا زال على ضحكته .. وفيما بدأت المباراة من جديد .. فجأة .. أُغلقت الشاشة، واختفى الثنائي والبلايستيشن .. واستفقت أنا من النوم .. وقد كان صوت فيلمًا وثائقيًا عن عبد الناصر والسادات مدوٍ ف الغرفة بأكملها !

 

الكاتب

  • السادات محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان