همتك نعدل الكفة
2٬142   مشاهدة  

“صبي بيزلي”.. أسطورة رجل حكم إنجلترا في هيئة الملكة “إليزابيث الأولى”

"صبي بيزلي ".. أسطورة رجل حكم إنجلترا في هيئة الملكة "إليزابيث الأولى"


ساقها القدر إلى تولي مقاليد الحكم في بلادها، وعلى الرغم من تاريخ عائلتها الدموي إلا أنها اعتنت بالفقراء وخففت من الضرائب الإلزامية، كما أصدرت قانون باسمها لإغاثة الفقراء، أنها الملكة العذراء “إليزابيث الأولى”، التي حكمت إنجلترا لمدة 45 عامًا، وأدارت البلاد بالشورى واشتهرت فترة حكمها بالعصر الإليزابيثي، وازدهرت الدراما الإنجليزية في عصرها.

كانت إليزابيث أسطورة زمانها، التي نفد مداد المؤرخين عليها، حيث كانت حياتها عبارة عن لغز كبير يحوي بداخله بير عميق من الأسرار التي لم تُكشف حتى الآن، مثلًا لماذا لم تتزوج الملكة إليزابيث ولماذا لم تنجب وريثًا للعرش؟ وهل صحيح أن الملكة لم تكن أنثى بل رجلًا ؟ إليكم كل القصص والأسرار المذهلة خلف ملكة إنجلترا العذراء.

أسطورة صبي بيزلي

القسوة والغطرسة كانتا الصفتان الرئيسيتان للملك “هنري الثامن”، وكان معروفًا عنه أنه يعشق سفك الدم، أما عن عائلته، فقد كانت علاقته بهم شبه منعدمة تقريبًا، وقد ترك ابنته إليزابيث تعيش منفية في قصر مخصص للصيد والرحلات في مدينة بيزلي بعدما قتل والدتها، وكانت علاقتهم سطحية للغاية، وكانت الأميرة تعيش في رعاية الخدم ويرافقها صبي من عائلة فقيرة، وبينما كانا يلعبان سويًا ذات يوم إذ بها تسقط ضحية المرض المُفاجئ وتفارق الحياة، وكان ذلك قبل ليلة واحدة من وصول والدها لرؤيتها، وبالطبع ارتعب الخدم وخافوا أن يكلفهم الملك حياتهم، حيث كانت مهمتهم الأساسية أن هي الحفاظ على حياة الأميرة التي كان مُخطط لها الزواج من أمير فرنسي أو أسباني لإتمام تحالف دولي وكان يعهد إليها بإنجاب أطفال يحافظون على السلالة، وكان لديهم فرصة وحيدة لإخفاء الحقيقة عن الملك، حيث فكرت المربية أولاً بالعثور على فتاة في القرية وجعلها ترتدي ملابس الأميرة لخداع الملك، ولم تجد أي فتيات بعمر اليزابيث، فاضطرت إلى إجبار الصبي نيفيل الذي كان يرافق الأميرة على ارتداء ملابس رفيقته المُتوفاة، ولُحسن الحظ نجحت الخدعة، حيث كان الملك نادرًا ما يرى طفلته، وللأسف قرر الملك في هذه الزيارة أن تعود ابنته مع إلى لندن وتم الحكم على الطفل البائس أن يلعب دور الأميرة الميتة، ودفعه القدر لأن يعتلي عرش إنجلترا.

بيزلي

“تخلين عن أنوثتهن لتحقيق أحلامهن”.. نساء في زي الرجال

إذا اعتقدنا فرضًا أن تلك القصة صحيحة، هناك سؤال يطرح نفسه، ما هو الدليل على وقوع تلك القصة؟

يعزي المؤمنين بقصة صبي بيزلي، الذي كان يعيش باسم الملكة بعدة مبررات وحجج لتأييد قصتهم، فيما رد المُعارضين بحجج أخرى تلغي الأولى، سنعرض جميعها عليكم :

لماذا لم تتزوج إليزابيث وماتت عذراء؟

أشهر أسباب إيمان البعض بهذه القصة الغامضة هو امتناع إليزابيث عن الزواج حتى موتها، واضطرارها لأن تورث العرش لابن أكبر غريماتها “ماري ستيوارت” ملكة اسكتلندا، ويعزو البعض ذلك إلى حكاية الولد وبالطبع لن يتزوج حتى لا يتم كشف الأمر.

ولكن في نظرة على تاريخ إليزابيث نجد أن المؤرخون قد ذكروا عدة علاقات غرامية دخلت بها وكان من بينهما فضيحتان، الأولى حين أحبت شقيق زوجة أبيها، وكان أخيها إدوارد هو ملك إنجلترا في ذلك الوقت، وتعدت علاقة العاشقان حدود الأخلاق واصبحت فضيحة عائلية كبيرة، فلم يجد الملك الصغير حلًا وقتها سوى تلفيق تهمة الخيانة لخاله وقطع رأسه.

بيزلي

الثانية كانت بعدما تولت إليزابيث العرش، حيث وقعت قصة مشابهة بينها وبين مربي الخيول الملكي السير “روبرت دادلي”، وأشيع في المملكة أنه والملكة يعشقان بعضهما البعض، لكن وجود زوجة روبرت كان عائقًا أمام تتويج ذلك الحب بالزواج، وحينما توفيت زوجته في حادث غامض، قيل بأنها من تدبير الملكة وعشيقها، وصار وقتها إتمام الزواج مستحيلًا لأن في هذا تأكيد للشائعات عن علاقة الملكة بوفاة زوجة حبيبها وتهديد كبير لصورة العرش في عيون الشعب.

إذن في القصتين نفي لرواية صبي بيزلي، ويظل السؤال لماذا لم تتزوج الملكة؟، ومن الواضح أن الملكة كانت مولعة بلقب “الملكة العذراء” التي طلبت بأن يُنقش على قبرها.

إقرأ أيضا
عام

بيزلي

تفاحة آدم والمكياج الزائد

الحجة الثانية التي يقدمها مؤيدو قصة “صبي بيزلي” هو المظهر العام الذي كانت تحرص الملكة إليزابيث على الظهور به، حيث كانت ترتدي دائمًا ثياب مقفلة تُغطي منطقة الرقبة والصدر، وكميات كبيرة من المساحيق تغطي وجهها، وقالوا أن تلك الثياب ذات الصدر المقفل والريش الكثيف كان هدفها تغطية تفاحة آدم التي توجد في رقبة الصبي الذي انتحل شخصية إليزابيث، وأن مساحيق التجميل كان هدفها تغطية شعر الذقن.

ولكن الحقيقة أن الكثير من الصور المرسومة للملكة تظهرها فعلا بثياب تغطي الصدر ولكن هناك صور أخرى بصدر مفتوح وتم تجاهلها، أما عن طبقات المساحيق الكثيفة التي كانت تضعها الملكة، فهناك مُبرر من المعارضين أكثر معقولية ومنطقية وهو أن الملكة أُصيبت في صغرها بمرض الجدري، الذي ترك ندوبًا وآثارًا على بشرتها كانت تجتهد لإخفائها عبر استخدام تلك الطبقات من مساحيق التجميل.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
0
أعجبني
5
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان