همتك نعدل الكفة
971   مشاهدة  

صدمة جديدة في الوسط الغنائي .. اعتزال المطربة آمال ماهر

آمال ماهر
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



في أواخر التسعينات بينما كان الرئيس الأسبق حسني مبارك يتفقد بعض الاستوديوهات في مبني التليفزيون بماسبيرو؛ حتى وجد طفلة مراهقة تغني برصانة شديدة أغنية للست أم كلثوم، وقف مبارك لبرهة كي يستمع إلي تلك الطفلة، ليأمر بصرف مكافأة قدرها خمسة الآلاف جنيه لها، لم يكن مبارك محبًا للفنون بشكل عام، وأشك أنه لم يكن يدرك حجم موهبتها الضخمة، لكن مجرد وقوفه أمامها ولو لمدة خمس دقائق كان بمثابة قرار غير رسمي بتبني تلك الطفلة الموهوبة لتصبح مشروع الإذاعة والتليفزيون القادم.

تلك الطفلة كانت “آمال ماهر” والتي اكتشف موهبتها أحد مدرسي الموسيقى في مدرستها الإعدادية، فأخذها من يدها إلي الموسيقار “صلاح عرام” الذي بدوره حولها للموسيقار الراحل “عبده داغر” الذي بدأت تتلقى على يديه أصول النغم، حتى دخلت التليفزيون المصري وهناك شاهدها مبارك، ليتولى تدريبها بعد ذلك الموسيقار الكبير “عمار الشريعي” والذي قدمها في أغنية “عربية يا أرض فلسطين” ثم قصيدة “سكن الليل” واستعان بها لتجسد بصوتها مرحلة من حياة السيدة أم كلثوم في المسلسل الشهير.

YouTube player

أصبحت “آمال ماهر” فجأة محور اهتمام الوسط الغنائي، ونالت من اسمها نصيبًا فعلق الجميع الآمال عليها لإعادة ضبط مزاجية المستمع المصري بعد سنين عجاف عانينا فيها من غياب الأصوات النسائية القوية في وقت كنا نملك فقط “أنغام” الغارقة في مشاكلها الشخصية، فقوبل ظهورها باحتفاء شديد وظهرت في العديد من البرامج التلفزيونية وشاركت بانتظام في حفلات دار الأوبرا والموسيقى العربية والاحتفالات الرسمية للدولة، ووصل الأمر لتنصيبها خليفة للسيدة أم كلثوم.

اقرأ أيضًا.

ملف مطربي التسعينات : هشام نور وأفضل أنطلاقة لمطرب شاب .

نعمة أم نقمة.

بمرور الوقت أصبحت مسألة خلافة أم كلثوم في دولة الغناء المصري، بمثابة حمل ثقيل على فتاة مراهقة الكل ينتظر منها الكثير، لكن هذا الصوت القوي الذي لا يتكرر كثيرًا، وقف حائرًا بين بيروقراطية الدولة وقراراتها المتخبطة، وما بين ماكينة الإنتاج التجاري التي تريد الاستفادة من صوتها لتحقيق مكاسب مادية بغض النظر عن جودة ما تقدمه.

كالعادة عجزت الدولة عن تقديمها في عمل غنائي قوي يقربها من المستمع، ومالت الكفة تجاه المصالح التجارية، فأصدرت على غير المتوقع ألبومًا خليجيًا بعنوان “في غير الزمان” من ألحان وإنتاج الموسيقار السعودي “عبد الرب إدريس”.

غلاف البوم في غير الزمان

كان هذا الألبوم بمثابة إعلان تخلي الدولة عن مشروع أمال ماهر، فقررت أن تخوض تجربة الغناء التجاري، في عام 2006 أصدرت ألبومها الغنائي المصري الأول حرصت فيها على تنويع اختياراتها ما بين الأغاني الشرقية الرصينة كما في أغنية اسألني أنا، وما بين الأغاني الإيقاعية السريعة في “ربنا يخليك ليا” وتركت بصمة قوية في أغاني “رايحالك روحي” و”إيه بينك وبينها” التي كانت من الأغاني الضاربة في الألبوم.

YouTube player

رغم النجاح الكبير الذي حققه ألبومها الأول إلا أن أمال ماهر كانت تدرك أنها مطربة حفلات لا ألبومات، فحافظت على ظهورها الحي أمام الجمهور، فأحيت الحفل الافتتاحي لمهرجان بيت الدين عام  2008، وافتتاح مهرجان هولندا للفنون، بالإضافة إلي حضور دائم في مهرجانات الموسيقى العربية و حفلات دار الأوبرا.

دخلت اّمال ماهر مفرمة الإنتاج التجاري فأصدرت عدة ألبومات كان آخرها “أصل الإحساس” عام 2019 بالإضافة إلي العديد من الأغاني الفردية، وبرغم تحقيقها لنجاحات كبيرة على المستوى الجماهيري، إلا أن اختياراتها كانت ضعيفة بعض الشئ قياسًا على قوة صوتها،  وافتقدت إلي التوجيه والمشورة الفنية السليمة التي كانت ستضعها في مكانة أكبر مما حققته.

أزمات شخصية واعتزال مفاجئ.

إقرأ أيضا
أنف وثلاث عيون

لم تخلى حياة اّمال ماهر من الأزمات الشخصية، ما بين زواج سريع من الملحن “محمد ضياء الدين” ثم تواتر عن وجود علاقة عاطفية بينها وبين أحد مستشاري الحكومة السعودية والذي يملك نفوذًا واسعًا في سوق الميديا العربية، ثم تفاقم الخلاف بينهما مما أدي إلي منع أغانيها من الإذاعة لفترة، كلها أمور عطلتها كثيرًا وأخذت من طاقتها وشغفها للغناء.

اليوم أعلنت آمال ماهر عبر صفحتها الشخصية على موقع الفيس بوك، اعتزالها الغناء بعد رحلة دامت عشرون عامًا، لم تفصح عن أسباب هذا القرار المفاجئ والصادم لكل عشاقها وعشاق الطرب الأصيل، لكنها لخصته في أسباب خاصة وظروف خارجة عن إرادتها.

آمال ماهر

رغم أن القرار كان متوقعًا لدى البعض على خلفية الأزمات الأخيرة التي حدثت معها، إلا أنه سيترك تأثيرًا ضخمًا على الوسط الغنائي وسط مخاوف من تكراره مع العديد من الأصوات القوية وتفريغ الساحة لصالح من هم مرضي عنهم من قبل المتحكم الأول في العملية الإنتاجية. 

الكاتب

  • آمال ماهر محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
4
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان