51 مشاهدة
صلاح السقا وجنود مسرح العرائس .. كيف خاض الفن المصري حملة تحرير الكويت؟
لم يكن غزو العراق للكويت مجرد معركة خاضتها الدول العربية وفي القلب منها مصر على المستويات الرسمية فقط، بل كانت للقوى الناعمة مواقف حاسمة قررت فيها أن تنحاز لمن رأت وقتها أنه الحق .. وكانت لمسرح العرائس -وهو أحد أهم أركان القوى النعامة المصرية- كانت كلمته حاسمة في التضامن مع الكويت ضد الغزو العراقي، وذلك عبر عرض استثنائي في تاريخ المسرح .. وسرد الفنان صلاح السقا رائد فن تحريك العرائس شرحه التفصيلي بإحدى الصحف المصرية رأيه في العرض، وتفاصيل الاستعداد له، وكيف غيّر خريطة المسرح في العروض من أجل المشاركة في تلك الحملة الكبيرة لتحرير الكويت، وكان العرض بعنوان “لكي الله يا كويت”، وكٌتِبَ عنه وقتها:
الفنان الكبير صلاح السقا مدير عام مسرح العارائس يعكف حاليًا على وضع اللمسات الأخيرة في مسرحية “الله معاكي يا كويت” كأحدث عمل فني لمؤازرة ومساندة شعب الكويت الشقيق .. والمسرحية من تأليف وتنفيذ وإخراج صلاح السقا ويقدمها مسرح العرائس في يناير القادم .. ويقول الفنان الكبير صلاح السقا أن الحكاية كلها وبصدق شديد عبارة عن مشاركة وجدانية خالصة خالصة وواجبة لإنسان مصري عربي تجاه أهله واخوته في العالم العربي، والمسرحية هدية مني للشعب الكويتي الشقيق. وربما يسأل البعض عن تأخر عرض المسرحية فنقول أن العمل الفني لا يجب أن يُصنع في عُجالة ذلك لأن التعبير عن المواقف الوطنية والإنسانية الكبيرة لا يأتي هكذا بسهولة .. ولابد من امتصاص الحدث أو التجربة واستيعابها والتشبع بها ومعاناتها ثم صياغتها في رؤية فنية جديدة.
وعن معالجة العمل المسرحية فهي أن تبدأ القصة من قمة المأساة، وتحديدًا عندما تبدأ صلاة الفجر .. لحظة الغزو الغادرة والمباغتة لشعب شقيق مسالم وآمن في دياره ووطنه .. ومنطق الغزو اللا إنساني .. لا صوت يعلو على صوت الدبابات والمدافع وجحافل الجيوش الغازية .. ويتفجّر الموقف ويتحوّل في لحظات إلى مجزرة بشعة على كل ما هو كويتي أرضًا وشعبًا وأموالًا وأعراضًا .. وقد استخدمت في هذه المسرحية عناصر فنية عديدة ومختلفة ومزجت بينها في شكل فني جديد تمامًا .. شرائح العروض الفيلمية والسينمائية وخيال الظل مع الأقنعة، بالإضاف إلى مجموعة من الممثلين والعرائس الخشبية .. كما استخدمت نداء “يا أمة الإسلام” لياسمين الخيّام في صُلت العمل العمل الفني وتنتهي المسرحية التي يرددها المطرب الكويتي عبد الله الرويشد “اللهم اعتراض”.
ويعتبر هذا هو اللون الأول من نوعه الذي يقدمه مسرح العرائس، وقد بُذِلَ فيه كثير من الجهود .. فعندنا شهر كامل اعتمد فيه طاقم العمل على جمع الأشرطة وكل الحقائق المنشورة والمصورة والمسجلة الخاصة بغزو الكويت .. ثم رُسمت صورة السيناريو والحوار والتصور العام لإخراج المسرحية وتجسيدها على خشبة المسرح لاستنفار المشاعر والعقول والقلوب من خلال هذا العمل الفني الذي مدته 25 دقيقة فقط، ويختم “السقا” كلامه بأن العمل في قيمته لا في مدّته.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
