صور فارقة .. الحلقتين الخامسة والسادسة من مسلسل النمر
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
الحلقة الخامسة من مسلسل النمر بتبدأ بحدث غير منطقي بالمرة، “نوح” خارج من لقاءه مع “شمس” اللي بهرته بدماغها العالية ومعرفتها لكل صغيرة وكبيرة في الصاغة.. ورايح على شغله اللي هي ماتعرفش عنه حاجة في محل “الشيمي”، فأتمنى تكون دي خطوة هي عاملاها في السر عشان ماينفعش خالص كده.. الشخصية هتبوظ فعلًا.
الصورة دي تحديدًا محورية في الأحداث جدًا، جانب جديد وعجيب من شخصية “نوح” بيظهر، المريب بقى أن الملاحة ماستوقفتش حد غير “سكلانس” و”حسن الحلق”.. باقي شهود الواقعة تعاملوا عادي مع فكرة أن “نوح” يكشف على “عنتر الحلق” ويشخص الحالة ويكتب له (النيتروجلسرين) علاج الطوارئ المناسب ليها، “سبحان الله” دي تمشي لو كان مكسور وجبره.. مخلوع ورد له الخلع.. حاجة كده، إنما كتابة علاج أظن كانت محتاجة توقف أكتر من كده شويتين تلاتة.
أما الصورة دي فعمليًا ماينفعش تتحقق على أرض الواقع، لا مساحة شوارع الصاغة ولا مداخلها ومخارجها.. ولا حتى ديموغرافيتها يسمحوا بحاجة زي دي، الشوارع ضيقة ومتعرجة وزحمة والناس متأهبة بطبيعتها، فأي حد يعمل “نوش” جوه هيقابل صعوبة شنيعة في الخروج منها.. خصوصًا لما يكون مستخدم مركبة مهزءة زي الموجودة في الكادر.
اقرأ أيضًا
النمر وبراعة الاستهلال
أرجع أقول أن الضيق من الأخطاء سببه سهولة حلها، كان ينفع يلاقوها مرمية في مكان تاني وماحدش يشوف واقعة الرمي.. وبرضه يلاقيها البطل اللي عايزين نخلي له جميلة على كل بيت في الصاغة.
الألبوم فيه صور توضح أن فيه تطورات جاية في الأحداث مبنية على معطيات جديدة خالص، زي صورة عامر العقاد وتابعه سعفان، المشهد ده اتحطت فيه قايمة مبدئية للمتهمين في سرقة الألماظ، صحيح الكلام بدء إن الشك محله الدايرة المقربة من “الشيمي” وانتهى بضم “شمس” و”علي” ابنها للقايمة.. بس قشطة هنعديها.
هنا أحب أشيد أشنع إشادة بممثل الشخصية أحمد عبدالله محمود .. ممثل هايل قافش الكراكتر وعايشه حلو أوي أوي خصوصًا على مستوى الـ Body Language.
فيه كمان صور بتقدملنا تركيبات تقاطعات جديدة في شبكة علاقات الشخصيات ببعضها، إن كان بتواصل جديد بين شخصية والتانية.. زي مقابلة “نوح/رجب” بغريمه “أمين اللوكس”، فبغض البصر عن الدخلة غير المناسبة وغير المبررة اللي دخلها “الحمبولي”.. نقدر نقول أن الصورة دي تحول مهم في مسار الأحداث.
أو زي صورة خالد الشيمي مع شمس اللي تفتح دماغنا على سيناريوهات لا نهائية، معقولة “خالد” بيسرق أبوه لحساب “شمس”؟.. ولا يادوب بينقل لها معلومات عملية مهمة وهي تكسب بطريقتها؟ ولا ياترى إيه تاني ممكن يجمعهم؟ بس هو في كل الأحوال صعب أوي يطلع خير.
أما أكتر صور ترّوَش في الحلقة من مسلسل النمر يفوز بيها مشهد جلسة “شمس” مع “نوح” في بيتها، الجلسة دي فيها صورتين لو تفسيرهم الأولي سليم تبقى الأحداث هتروح بينا في مشاوير بعيدة.. وغويطة. ع الشمال “نوح” وهو بيسمع خبر المكافأة اللي “الشيمي” وعد بيها “العقاد” مقابل القبض على حرامي الألماظ.. وعلى اليمين “شمس” بعد ضحكة نتيجة إطراء “نوح” على ذكائها وأثناء ما بتسأله (بنبرة لا تخلو من الدلع) عن نفسها: عجباك؟
وسريعًا ما تقفل الحلقة بصورة تضمن لنا حلقة بكرة تبدأ بأحداث شديدة السخونة.
لأسباب تقنية الحلقة الخامسة من مسلسل النمر ماتمش نشرها في ميعادها (أمبارح)، فاسمحولي اضم الحلقتين “5-6” في موضوع واحد.. ونقول مثلًا أني هَكَبَرّ ألبوم الصور (قال يعني بمزاجي).
الحلقة الساتة بدأت كالعادة بتذكيرنا بقفلة الحلقة اللي قبلها، ثم بختام الجلسة الصباحية بين “نوح” و”شروق” في بيتها.. عشان نعرف تخطيطها لاستخدام “نوح” في تحسين حال ابنها، ثم حلت علينا أول صورة تفتح لنا خط جديد في الأحداث.
مش بس لإنها بتظهرلنا شخصية جديدة تمثل جانب معتم في حياة “الشيمي”، إنما كمان لإن النظرة اللي ظهرت في عين “إلهام” في نهاية المشهد بتقول أن جواها غير براها خالص.. وينفع جدًا تكون لاعب جديد في الساحة.
دي صورة متوقعة من نهاية الحلقة الخامسة، كمان نتيجتها النهائية متوقعة.. فشخصية “الحاوي” الظاهر منها حتى الآن إنها شخصية رجل “قليل الحيلة” زي ما اتوصف أكتر من مرة خلال الكام حلقة دول، تركيبة تخلي الواحد يتسائل بينه وبين نفسه: هو الجدع ده كان متجوز “شمس” أزاي؟!
إنما الصورة غير المتوقعة فمن جلسة “العقاد” وتابعه “سعفان” مع “شمس” في محلها.. تحديدًا صورة الاتفاق بينها وبين العقاد على إنه يشتغل لحسابها من ورا ضهر “الشيمي”. تاني عايز اتكلم عن حلاوة اللوكيشن.. منظر من حلاوته الواحد مستخسر أي مشاهد ضيقة فيه وهيستحمل أي لونجات حتى لو مالهاش لزمة.
فيه مثلا صور غير منطقية.. زي دي، أظنها خطوة متسرعة شويتين تلاتة، إلا لو المطلوب توصلنا لمشاعر وهمية هيعيشها “نوح” مع نفسه.
خطوط بتتفتح وعلاقات بتتطور وكروت بتتكشف أو بتتحرق.. وكلها بتشوقنا أكتر وأكتر لمواصلة متابعة النمر.
لكن شكلنا هنفضل طول الوقت مزنوقين في ثنائية التشويق والأخطاء، فنشوف الحلقة بتختم بمطاردة متنفذة حلو جدًا، بس بدايتها مش منطقية أو ع الأقل محتاجة تفسير.. ليه وأزاي كاميرات محلات الحلق واصلة على جهاز “سعفان”؟ هل هو راكبها ولا واصلة له بشكل متفق عليه؟.. ودي تفصيلة لا هي بسيطة في العالم ده ولا غير مؤثرة على الأحداث (زي ما هو واضح).
كمان نهاية الحلقة السادسة من مسلسل النمر فيها مشكلة محتاجة توضيح.. هو حجم السبيكة قد إيه بالظبط؟ عشان نحدد هو الإنسان يقدر يجري ويتشعبط ويعمل شقلبظات وهو ناتع على ضهرُه قيمة نص دستة سبايك غير لبشتين أساور.
بسؤال السيد google وسع الله سيرفراته نجد أن وزن السبيكة المعتمد في عملية الاحتياطي الرسمي للدول حوالي 12 كيلو، بس لو حبينا نخفف ونتكلم في سبايك الاستهلاك الشخصي هنلاقيها بتوصل لعدد 1 كيلو، يعني في كل الحالات إحنا حمولة كبيرة.. ده لو ماكنتش ضخمة.
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال