همتك نعدل الكفة
561   مشاهدة  

صور: قصة أثر .. مقياس النيل والمهندس المجهول

النيل


مصر هبة النيل قالها هيرودوت، وارتبط مصير مصر ومصير أهلها على مر العصور بالنهر ارتباطا وثيقا فمنذ فجر التاريخ ونشأة الإنسان المصري على ضفتي النهر.

الجميع عرف قيمة النيل وأهميته وتأثيره في جباية وتحصيل الضرائب التي تفرض على المصريين زيادة أو نقصاناً، واستمر الحال حتى دخول الفتح الإسلامي لمصر، حيث كان العرب يجهلون أحوال مصر وشئون إدارتها.

داخل مقياس النيل
داخل مقياس النيل

عمل عمرو بن العاص بنصيحة المقوقس التي ساهمت في ازدهار الوضع الاقتصادي بمصر تحت حكم الإسلام، فشق الترع والقنوات وأصلح السدود، ثم إذا انتهى الفلاحون من جمع الغلال تفرض عليهم الضرائب، لكن الذي لم يتغير هو اهتمام المصريين بالنيل، حتى أن المصريين كان لهم عيد يسمى عيد الشهيد في شهر بشنس بالتقويم المصرى القبطى القديم وهو موسم الحصاد.

كان المصريون على قناعة أن النهر لا يفيض إلا إذا ألقوا به تابوتاً من خشب به أصبع من أصابع الأسلاف من الموتى فيجتمع المصريون من كل القرى يحتفلون وينصبون الخيام على شاطئ النيل واستمر الاحتفال بهذا العيد حتى عصر الملك الصالح محمد بن قلاوون.

اهتم المصريون بمعرفة منسوب النيل وفيضانه منذ الأزل، فالفراعنة أسسوا مقياساً له، وكذلك الرومان والبيزنطيون وكان واقعاً بحصن بابليون، أما العرب فبنوا مقاييس على النهر في حلوان والمنيا، لكن أشهر مقياس كان الذي تأسس في الروضة.

قبة مقياس النيل المخروطية
قبة مقياس النيل المخروطية

مقياس الروضة أمر ببنائه الخليفة العباسي المتوكل على الله عام 247 هجري، ونقش اسمه على الشريط الحجري بفوهة البئر، ويقع المقياس في الجهة الجنوبية الشرقية لجزيرة الروضة، ويدل بناؤه على براعة العرب في اختيار مكان بنائه حيث تقل وتهدأ تيارات النهر ولا يدخله الكثير من الطمي التي تترسب بقاع المقياس مما يمنع عملية القياس.

يتكون المقياس من بئر عمقها 12.5 متر ينزل إليه بسلم على جدران البئر من الداخل حتى يصل الى قاع البئر ، يتصل المقياس بالنهر عبر ثلاثة أنفاق لدخول المياه، ويعتبر المقياس ثاني الآثار الإسلامية قدما بعد مسجد عمرو بن العاص.

خلاف كبير أحاط بمهندس المقياس، من المؤرخين من نسب هندسة المقياس إلى محمد بن كثير الفرغاني العراقي، ومنهم من جعله سعيد بن كاتب الفرغاني القبطي، وآخرون اعتبروه أحمد بن محمد المحاسب.

من داخل مقياس النيل
من داخل مقياس النيل

وسبب الخلاف يرجع الى أن النقوش الجدارية التى تحمل اسم مهندس المقياس قد أزيلت في العهد الطولوني رغم التشكيك في صحة المعلومة كون أن ابن طولون كان تحت الحكم العباسي شكلاً، بينما قال آخرون أن الإزالة تمت في عهد الفاطميين عندما جدد بدر الجمالي المقياس.

والبعض قال في العصر المملوكي على يد الظاهر بيبرس حتى عصر الخديو عباس حلمي الثاني؛ حيث أقام القبة المخروطية الحالية التي تعلو مقياس الروضة، ثم أسس حسن فؤاد المانسترلي باشا محافظ القاهرة في عهد سعيد باشا وناظر الداخلية قصراً بجانب المقياس عُرِف باسمه.

بعد بناء السد العالي توقف العمل بمقياس النيل في منيل الروضة، ولزيارة المقياس ركوب المترو والنزول في محطة مار جرجس ثم عبور المانسترلي الخشبي والدخول يساراً يكون المقياس أمامك.

إقرأ أيضا
جرائم الكيان
مقياس النيل
مقياس النيل
قبة مقياس النيل المخروطية
قبة مقياس النيل المخروطية
قبة مقياس النيل المخروطية
قبة مقياس النيل المخروطية
الكوبري الخشبي للمانسترلي
الكوبري الخشبي للمانسترلي
النيل
من داخل مقياس النيل

 

إقرأ أيضاً

“تمهيد وقصة ومبادئ”.. أروع الكتب التي نُشرت عن الفلسفة

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide






حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان