ضفدع وصديق أزرق ..الرسالة الأولى المشاية أتوكأ عليها

إلى صديقي الأزرق، تسرق منا الأيام لحظات لا نستطيع استراجعها سوى بمقابلة من شاركناهم إياها.

نجلس سويًا نتذكرها ونضحك حتى نشعر بآلم البطن من كثرة  الضحك ويكون هذا هو الآلم الوحيد الذي نفتقده من حين إلى آخر.

أكثر الأشياء التي تعلقت بها في طفولتي (المشًّاية) التي كانت تقودني في طرقة بالبيت طويلة كنت أظنها مقابل حجمي الصغير أطول شارع يمكن أن أخطو فيه خطواتي الأولى.

أصول وأجول بها ولم أكن بهذا الوقت قد احترفت المشي وحدي، فكانت صديقتي التي أتعكز عليها كي تقودني بكل مكان بالشقة بسرعة كبيرة تدهشني، وتجعلني أذهب وأجىء بطرقة البيت الطويلة عدة مرات دول كلل حتى ينتابني التعب وأنام.

أقرأ أيضا..يوميات القلق

كانت مزودة ببعض الألعاب التي تتحرك هي الأخرى بحرية كبيرة وتثير بهجتي بأصوات متداخلة تشبه الموسيقى.

أصبحت المشاية كديكور بشقتنا، بركن دافئ يجعلني ابتسم كلما كبرت، يجعلني فخورة بالمرحلة الجديدة التي أمشي فيها وحدي بالشقة دون اللجوء إليها. أصبحت مجرد صديقة توارت إلى الظل بعد انتهاء دورها في إعطائي الدفعة المناسبة..

مع الزمن كبرت وتخلينا عن المشاية الصغيرة لصاحب النصيب الذي يبدأ رحلة جديدة بعالم جديد عليه، سيظن فيه أن أكثر تحدِ له هو تحدي المشي.

ولكن تغيرت المشاية لمفاهيم أخرى، أنت مثلا واحدا من هذه المشيات، وشلة الإسكندرية التي عرفتني على نفسي وعلى الحب غير المشروط.

أصبحت هناك معانٍ أخرى للمشايات، كأول أجندة أعطاها لي أستاذي الأول ماهر شريف، وأول مقال لي بموقع المولد، وأول برافو من الروائي أسامة الشاذلي.

إقرأ أيضا

زيت الزيتون .. بين الخرافات والحقيقة

تحملنا الحياة أشياء لم نتخيل أننا سنصبح كبار بشكل كافٍ كي نتحمل مسؤولياتها، بهذا الوقت أتذكر صداقتنا وأتذكر أن رب أخ لم تلده أمك، وأتذكر أول مشاية توكأت عليها.

السلام ختام …7 أكتوبر 202