طائر يطير لمدة ١٠ أشهر متواصلة .. ونحن أيضًأ خلقنا لنحلق

مبهرة للغاية أسراب الطيور التي تحلق في السماء وكأنهم يرسمون لوحة، بشكل شخصي أتابعهم دائمًا واتأمل قدراتهم الكبيرة على الاستمرار في التحليق لساعات طويلة، وأتمنى لو كنت أستطيع أنا أيضًا مشاركتهم الطيران ولكن لا باس ربما أيضًا انا أكثر حظً من غيري لأنني خضت تجربة الطيران داخل طائرة عدت مرات، ولكن هل نحلق من أجل المتعة، أم أننا منهكون ونطير فقط حتى نلحق بالحياة؟

(ولد ليطير) جذبني للغاية هذا العنوان الذي نشرته أحد المواقع الأجنبية عن طائر يسمى (أبوس أبوس) يعيش أغلب عمره في الهواء، حيث أم بعد العلماء بعد ملاحظة حياته، اكتشفوا انه يظل طائر في الهواء وعلى ارتفاع كبيرة مدة تتجاوز العشرة أشهر بشكل متواصل دون أن يهبط على أي جبل او سطح!

وأنه يستطيع أن يأكل ويشرب وأيضًا ينام وهو محلق، وكأنه لا يحتاج للأرض في شيء، ويقول العلماء أن أجسادهم تكيفت مع الرحلة التي لا تتوقف تقريبًا، وعن خصائصهم التي تسمح لهم بالطيران لهذه المدد الكبيرة هي أن أجنحتها طويلة وضيقة، وأرجلها قصيرة وخفيفة، ولها شكل ديناميكي هوائي مثالي تقريبًا، حتى أنهم عندما أمسكوا بها ليقوموا بدراستها في المعمل، كان المختصين كانوا يقومون بإزالة ريشها ببطء شديد على مدى ستة أشهر، لعدم ترك أي فجوات كبيرة يمكن أن تؤثر على هروبهم من المعمل.

وبسبب قضاء طائر ( أبوس أبوس) أغلب حياته في الهواء، فإنها تتمتع بعمر أكثر من غيرها من الطيور، ويعتقد أن حبها للطيران يؤثر على ذلك بشكل مباشر. حيث أن التواجد في الهواء لفترات طويلة أنه لا داعي للقلق بشأن الحيوانات المفترسة باستثناء الطيور الجارحة التي تصطادها دون علم، كما أنها لا تتلامس مع الكثير من الطفيليات أيضًا مثل باقي الطيور، وخلال حياتها تطير طيور (أبوس أبوس) أكثر من ثلاثة ملايين كيلو متر.

وللحقيقة أنه أكثر ما لفت انتباهي في حياة الطيور أنهم كلما استمرو في الطيران أكثر، كلما تجنبوا الكثير من مسببات الموت بالنسبة لهم، مثل الفطريات والحيوانات المفترسة، وأنهم يكونوا أكثر نشاط وهم محلقين في الهواء، وهذه الظاهرة نشترك أيضًا بها كبشر مع الطيور، قبل شهر تقريبًا كنت أتحدث أنا وأحد أصدقائي، وتخيلنا –افتراضيًا- ماذا لو سمحت لنا الظروف أن نوقف تروس الحياة التي تضيع بها سنوات من حياتها في تحديات خاصة بالعمل وبناء المستقبل وصراعنا المستمر مع الزمن حتى نحقق المعادلة الصعبة وموازن بين حياتنا الشخصية ومستقبلنا العملي وبين الحفاظ على صحتنا النفسية، بكل تأكيد المعادلة صعبة للغاية، وأن نأخذ إجازة لفترة من الزمن حتى نستطيع الاهتمام بالجوانب الأخرى لحياتنا، ولكننا في الغالب كنا نرجع السبب إلى عدم توافر الإجازات، ولم نكن نعلم أن القدر يخبئ لنا إجازة طويلة بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد كما حدث!

ولكن المفاجئ أنه عندما أتيح لنا الفرصة الحقيقية للاستمتاع بإجازة طويلة، كان الصمت السكون التام هو بطلها ولم نستطيع إنجاز أي شيء!

حقًا نحن ننتج أكثر ويكون لدينا شغف حقيقي في أوقات العمل أو الدراسة وليست الإجازات أو العطلات.

المصدر