طاعة الله مصيرها الجنة “فما أزمتها التي أوصانا ربنا بالصبر عليها”
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
تبقى طاعة الله سبحانه وتعالى هي أهم عنصر للإنسان في هذه الحياة لأنها الضامنة لرضاه سبحانه فضلاً عن الجزاء، ورغم جماليتها إلا أن الله أوصى بالصبر فيها.
أدلة الصبر على طاعة الله متعددة منها قوله عز وجل في القرآن الكريم “رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا”، وقوله “وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى”.
الصبر بأنواعه الخمسة .. ما صلتها بطاعة الله ؟
خمس أقسام للصبر حددها بن القيم أولها الصبر الواجب مثل الصبر على الطاعات، والصبر عن المحرّمات، والصبر على المصائب التي لا صنع للعبد فيها: كالأمراض، والفقر، وفقد الأنفس والأموال وغيرها، وثانيها الصبر المندوب كالصبر عن المكروهات، والصبر على المستحبات، بينما ثالثها صبر محرم كالصبر على المحرّمات: كمن يصبر عن الطعام والشراب حتى يموت أو يصبر على ما يهلكه من سبع أو حية، أو حريق أو ماء، وهو يستطيع مدافعة ذلك بالأسباب النافعة، ورابعها صبر مكروه: كمن يصبر عن الطعام والشراب حتى يتضرر بذلك بدنه، وخامسها صبر مباح: وهو الصبر عن كل فعلٍ مستوي الطرفين خُيِّر بين فعله وتركه.
ما الأزمة في طاعة الله حتى نصبر عليها وكيف ؟
أكثر أقسام الصبر فضلاً هو الذي تتوافر فيها الشروط الثلاثة “الإخلاص لله، عدم الشكوى للعباد، الصبر عند الصدمة الأولى”، ومن كل ما سبق فإن الصبر على طاعة الله أمر حتمي لكون الطريق له سبحانه مكتظ بالعوائق، فكيف يقول سعيد بن وهف “النفس بطبعها تنفر من القيود، والعبودية لله قيد لشهوات النفس؛ ولذلك فالنفس لا تستقيم على أمر الله بيسر وسهولة، فلابد من ترويضها، وكبح جماحها، وهذا يحتاج إلى اصطبار”.
اقرأ أيضًا
محاسبة النفس عند الصوفية .. قصة نوعان أحدهما له ثلاث أصناف
الصبر على الطاعة يكون عبر 3 طرق أولها صبر قبل الطاعة بتصحيح النية، والإخلاص، والتبرؤ من شوائب الرياء، وهو الأمر الذي قال فيه سبحانه “إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِـحَاتِ أُوْلَـئِكَ لَـهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ”.
والثاني هو الصبر حال الطاعة حيث لا يغفل عنها أثناء تأديتها، ولا يتكاسل، وفي هذا قال سبحانه “وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِـحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْـجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ”، أما ثالث الطرق فهو الصبر بعد العمل فلا ينظر الإنسان لنفسه بعين العجب، فيتظاهر بما قدَّم سمعةً ورياءً؛ لئلا يحبط عمله ويبطل أجره، ويمحو أثره.
الكاتب
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال