طه الدسوقي .. فنان بقدر حالة خاصة

طه الدسوقي واحد من الناس الذين آمنوا بموهبتهم وحالفه أيضا الحظ للظهور مبكرا. تعلق  الجمهور بطه الدسوقي منذ مسلسل “موضوع عائلي” فتعلقوا بخفة دمه والشخصية التي أداها؛ الشاب الطيب الظريف.

ثم تفاجئنا بطه الدسوقي في مسلسل الصفارة وقد لعب دور  وجيه أخو شفيق، وقد تميز أمام الفنان أحمد أمين في تشخيص شخصيات مختلفة بالمسلسل.

بل وتفوق على أمين بتفاصيل كل شخصية أداها في مسلسل كوميدي عابه بعض مشكلات بالسيناريو خاصة أواخر الحلقات، ولكن كان إجمالا مسلسل يستحق المشاهدة.

اقرأ أيضا…مسلسل الصفارة الحلقة العاشرة والتنمر علامة على انتهاء الأفكار

ولكن في مسلسل حالة خاصة يثبت طه الدسوقي أنه حالة خاصة فعلا رغم صغر سنه. شخصية معقدة للغاية لأنها مصابة بالتوحد، فيؤدي طه الدسوقي شخصية مختلفة وصعبة ويستعين بأطباء نفسيين_كما أعلن على صفحته بموقع فيس بوك-كي يؤدي الدور بشكل صحيح بتفاصيله.

وعلى جانب آخر هناك صفات وتفاصيل يتمتع بها نديم -الشخصية التي يؤديها الدسوقي-مثل حبه لفرقة المصريين بالتحديد، ومثل تعلقه بأمه ورغبته في تنفيذ وصيتها.

حتى الحلقة السادسة مازال طه الدسوقي يحافظ على تفاصيل الشخصية؛ نظرة العيون، اللعب في الأصابع عند التوتر، طريقة تحدثه الهادئة، نبرات صوته حين الانفعال، طريقة تناوله للأشياء من حوله.

بل يتقن طه أدق التفاصيل، فتجد نديم يتعامل مع عم جميل بشكل، ويتعامل مع أماني بشكل، ويتعامل مع رام الله برومانسية مختلفة تناسب شخصيته بأجمل وأبسط عبارة غزل:

“شكلك حلو النهاردا…شعرك حلو النهاردا”

والتي كانت من الأشياء التي تحسب كلازمة لهذه الشخصية وجدت طريقها للترند عند الفتيات، وتحسب لمن أضافها، إن كان مهاب طارق السيناريست أم الدسوقي نفسه أم اقتراح من المخرج عبد العزيز النجار.

إقرأ أيضا

“المقاومة ليست سببًا للقتل” أول شهداء فلسطين في تاريخ الصراع مع إسرائيل

لن ينسى الجمهور هذا الدور للدسوقي، وسيصبح علامة في مشواره الفني وتاريخه مع الأيام، بل سيحدث نقلة كبيرة في نظرة الناس لأصحاب التوحد.

تعلق الجمهور بشخصية نديم الصادقة البريئة التي ترى العالم بشكل مختلف، وتهتم بتفاصيل الناس والأشياء. نديم الذي لا يفهم الهزل، ولكن في الجد ينتصر ويستطيع إثبات نفسه.

نديم الذي يستطيع أن يصبح رومانسيا وبنفس الوقت يعمل بمكتب المحاماة بجد، ويحاول دائما فهم الحياة وتطوير نفسه. نديم الذي لو كان العالم يشبهه لتغيرت حياتنا كثيرا وأصبحت أكثر سلاسة…تحية للفنان طه الدسوقي على هذا الأداء الممتع.