ظهور جثة وحش بحيرة لوخ نس.. المقلب الذي قلب لندن رأسًا على عقب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الفكاهة والمقالب يجب أن يكونوا أشياء لطيفة وخفيفة، تبعث البهجة وترسم البسمة على الوجوه، ولكن أن تقوم بعمل مقلب يتسبب في قلب مدينة بأكملها رأسًا على عقب، واستدعاء الشرطة وعلماء كبار للمكان، فذلك قد يتخطى حدود المزاح اللطيف، ويجلب المتاعب لصاحب الفكرة، وهاذ بالضبط ما حدث مع جون شيلدز، الذي قدم بلاغًا كاذبًا يفيد بعثوره على جثة وحش، وذلك كنوع من أنواع المزاح، ولكن انقلب السحر على الساحر.
وحش لوخ نس
في شهر مارس عام 1972م، كان العلماء يتتبعون أثر حيوان ضخم يعيش في بحيرة لوخ نس الأسكتلندية، والتي تعتبر أكبر بحيرة مياه عذبة في بريطانيا، وقد كان هناك عدة بلاغات تفيد بوجود كائن غريب يعيش في مياه البحيرة، لدرجة أنهم اطلقوا عليه اسم وحش بحيرة لوخ نس، طبقًا للمواصفات التي قالها الشهود، وفي صباح مبكر من أحد الأيام، وأثناء تناول العلماء للفطور في الفندق الذي يقيمون به، جاء اتصال مجهول من أحد الأشخاص، يفيد فيه بأنه شاهد جسمًا ضخمًا وغريبًا يطفو في مياه البحيرة، ومن المرجح أنها جثة الوحش، وأسرع العلماء لمكان البلاغ، وبالفعل وجدوا جثة ضخمة غريبة الشكل تطفو فوق الماء، وانتشلوها للخارج واعلنوا أنهم عثروا على جثة وحش لوخ نس.
الوحش المزيف
انتشرت الأخبار بسرعة رهيبة، وتهافت الصحفيين والمذيعين على المكان ليصوروا الوحش، وانتشر خبر العثور على الوحش في مختلف أنحاء العالم، ولكن داخل المعمل كانت الأمور لا تجري على ما يرام، فمن النظرة الأولى على الجثة التي عثروا عليها، أقر كبير العلماء أن تلك جثة لحيوان أسد البحر، كانت مجمدة بطريقة معينة، وشكلها مريب مثير للشكوك حول سبب وجودها في ذلك المكان، ومثل الخبر السابق انتشر ذلك الخبر أيضًا، حيث كتبت الصحف عن أن الجثة التي وجدوها ما هي إلا جثة مزيفة.
مقلب ثقيل
بعد انتشار الأخبار بيومين، خرج “جون شيلدز” المسؤول في حديقة حيوان فلامينجو بارك، بتصريح ناري، يفيد بأنه هو من وضع جثة أسد البحر في المياه والبلاغ عنها على أنها وحش البحيرة، وكان غرضه هو ممازحة زملاؤه وأصدقائه الذين حضروا للبحث عن الوحش، وقال أن أسد البحر قد تم العثور عليه خلال بعثة علمية أخرى، ولكنه توفى بعد وصوله للحديقة بعدة أيام، فجاءت له فكرة ذلك المقلب السخيف الذي جلب له ولزملائه المتاعب، وأقر أيضًا أنه قام بتجميد جثة أسد البحر في الثلج لمدة أسبوع تقريبًا، وغير من شكله قليلًا، حيث قام بحلق شواربه، ووضع بداخله بعض الحجارة الضخمة لينتفخ وجهه، وأعلن عن ندمه وأوضح أنه لم يقصد إثارة كل تلك البلبلة، وأنه كان يريد المزاح فقط، ولكن جرت الأمور على عكس مخططه، حينما أعلن زملاؤه للجميع عن عثورهم على الوحش، ومن ثّم إعلانهم عن الجثة المزيفة.
المصدر
[1]الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال