عاد المسيح للحياة من جديد في روسيا فقط ليكون سبب في وفاة المصدقين به

عادةً ما يكون الدين مصدر أمان واطمئنان للمصدقين فيه إلا أن بعد الأحيان يكون سبب في ضرر أو حتى وفاة المصدقين به وهذا تمامًا ما حدث في روسيا مع طائفة “كنيسة العهد الأخير” الذي أنشئها رجل يدعى سيرجي توروب الذى ادعى أن روح المسيح عيسى تم استنساخها في جسده.

ولد سيرجي توروب في كراسنودار وبعد خدمته في الجيش السوفياتي، استقر في مينسسك. كان يعمل كضابط دورية قبل أن يخسر وظيفته في عام 1989 ويدعي أنه في عام 1990 “ولد من جديد” كـ”فاساريون” وهو نسخة مستنسخة من المسيح.

في معتقداته هذا لا يجعله الله، بل مجرد ناشر لكلمة الله. ويجمع دينه بين عناصر من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية وبين البوذية والقيم البيئية. وقد أسس توروب كنيسة العهد الأخير في كراسنويارسك بسيبيريا في عام 1991 قبل سقوط الاتحاد السوفيتي مباشرة كما أنه تنبأ بنهاية العالم الوشيكة التي لن ينجو منها سوى أتباعه. وقد بدل عيد الميلاد -الكريسماس- بيوم ميلاده يوم 14 يناير وادعى أنه يملك القدرة على شفاء السرطان والإيدز بلمسة من يده.

تعيش الطائفة في مستوطنة تيبركول في تايجا التي أنشئت عام 1994 على أراضي مساحتها 620 فدانًا، ووسعت إلى عدة قرى مجاورة بعد ذلك. ويبلغ عدد سكانها نحو أربعة آلاف نسمة، يعيشون في الغالب على نحو متأصل ويتبعون مبادئ بيئية. ويتقيدون بلوائح صارمة، بما في ذلك الامتناع عن اللحوم والتدخين وتناول الكحول واستخدام المال والاكتفاء بما يزرعون. لكن اللوائح الأغرب هي الامتناع عن زيارة الأطباء مما أدى إلى زيادة نسبة الوفيات بين أعضاء الطائفة.

وفي 22 سبتمبر 2020، اعتقلت السلطات الروسية “فايساريون” أو سيرجي توروب بتهمة إدارة منظمة دينية غير قانونية، واحتمال إلحاق ضرر بدني بالآخرين، والابتزاز. كما أن هناك شائعات أنه كان يقوم بالاعتداء الجنسي على الأطفال الذين كانوا يعيشون ضمن طائفته. المرعب أن توروب لم يكن الوحيد في التاريخ الذي قام بإنشاء طائفة دينية انتهت بالأذى لأعضائها.

فهناك القس جيم جونز الذي بدأ طائفة “معبد الشعب” لمساعدة المشردين، العاطلين والمرضى من جميع الأعراق، ولكن الأعضاء السابقين ادعوا سوء المعاملة على نطاق واسع داخل المجموعة. ولإبعاد جماعته عن المزيد من التدقيق، أخذ جونز طائفته للعيش في مستعمرة في غابات غيانا وعندما زار عضو في الكونجرس تلك المستعمرة مع ثلاثة صحفيين للتحقيق في ادعاءات التعذيب، أطلق عليهم الرصاص وقتلوا عندما كانوا يحاولون المغادرة. وبعد إطلاق النار، هلك 913 من أعضاء الطائفة -بما في ذلك مئات الأطفال- بعد شرب عصير مسموم. حتى يومنا هذا يوجد اختلاف على إذا كان الموت نتيجة لانتحار جماعي أم نتيجة لجريمة قتل ارتكبها جيم جونز.

مثال أخر هو طائفة “هيفين جايت” أو بوابة الجنة التي انشئها مارشال أبليوايت التي صدق أتباعها أن الأرض وكل شيء عليها على وشك أن “يُعاد تدويره” إلى لوح نظيف، واعتقدوا أن ركوب المذنب هيل-بوب في مارس 1997 يمكن أن يسمح لهم بالبقاء على قيد الحياة ولذلك سمّم تسعة وثلاثون عضوًا أنفسهم في نوبات في قصر في كاليفورنيا مرتدين أحذية رياضية من ماركة Nike. الغريب أن الموقع الذي استخدمته الطائفة مازال موجودًا على الإنترنت.

إقرأ أيضا

الرجل الثاني .. اغتيال صالح العاروري ومصير الصراع

الطوائف الدينية بشكل عام سواء كانت مبنية على أسس دين سماوي كأن المسيح عاد للحياة أو على أسس جديدة لدين جديد تمامًا أمر خطير للغاية حيث أن زعماء الطوائف الدينية هم سادة في السيطرة على العقل ويتسببون في أضرار كبيرة لمن يتبعهم وقبل أن تتسأل لماذا يفعل الناس تلك الأشياء المجنونة تذكر كم مرة قمت بفعل شيء بدون تفكير لأن شيخ أو قص ما أباح فعله.