همتك نعدل الكفة
427   مشاهدة  

عبد الحليم ليس “فوتوجينيك”

عبد الحليم


لم ينم عبد الحليم حافظ في تلك الليلة ، التي صوره فيها المخرج عاطف سالم وذلك  نهاية عام 1953 بعد أن أخبره أنه سوف  يضع تلك المشاهد في (تترات)  فيلم ( فجر)  ليراه الناس ، الغريب أن الأغنية لم تكن أساسا من نصيب عبد الحليم ، كان المفروض أن يغنيها المطرب الأشهر في ذلك الزمن  عبد الغني السيد ، إلا أن خلافا فنيا على أسلوب الأداء   مع الملحن كمال الطويل حال دون ذلك ، وغادر عبد الغني  الاستوديو غاضبا و مزمجرا وساخرا  من الطويل ( فاكر نفسك عامل كوفاديس)  وكان هذا هو أسم فيلم أميركي   تاريخي ضخم التكلفة ،  فأنقذ عبد الحليم  الموقف ، حيث  كان في ذلك الوقت عازفا (للأبوا )  في الفرقة اثناء البروفات ، وسجل الأغنية  ، لم يكن لعبد الحليم  دور في الفيلم ، ولكنه فقط سيظهر في (التتر) ، إلا أن الفرحة لم تكتمل ، وذلك أن المنتجة ماري كويني اخبرت المخرج  أنها بعد أن شاهدت صور عبد الحليم لم تقتنع به أمام الكاميرا ، وسوف تكتفي فقط بصوته ، لأن ملامحه ليست ( فوتوجينيك ).

الغريب في الأمر أن عبد الحليم بعد بضعة أشهر يقدم أغنية ( على قد الشوق اللي في عيوني يا جميل سلم ) وتحقق نجاحا جماهيريا ضخما ، ويتهافت عليه المنتجون خاصة بعد نجاح فيلمه ( لحن الوفاء) فتسعي ماري كويني  للتعاقد معه بالرقم الذي يريده ، إلا أنه يرفض تماما أن يقدم من انتاجها  أي أفلام ، فهو لم يكن يتسامح  بسهولة مع من رفضوه في البداية  .

حكايات مماثلة ستجد أن نجوما موهبين  تعرضوا لها ،مثلا  لم يقتنع أنور وجدي بأن عادل أدهم من الممكن أن يُصبح ممثلا  ،وذلك في نهاية  الأربعينيات ، عندما ذهب إلى مكتبه بحثا عن فرصة ، فقال له بعد ان أجرى الاختبار بطريقة توحي بالرفض ( لما نعوزك ح نقولك) ، فغادر عادل أدهم المكتب ولم يعد ،قبل ذلك بسنوات كان أنور وجدي  يشن هجوما كاسحا على النجم الجديد  كمال الشناوي الذي بزغ نجمه في مطلع الاربعينيات ، وكان يصفه أنه   مجرد ( واد شكله حلو وشعره ناعم ) سرعان ما سوف ينتهي وكأن شيئا لم يكن .

أما المخرج التليفزيوني محمد فاضل فلقد نصح محمود عبد العزيز بأن ينسي تماما حلمه بالتمثيل  ، ولهذا  قرر محمود كرد فعل  السفر إلى فيينا لكي يبيع  جرائد هناك  ، وبعد عام  يعود مجددا  للقاهرة  محققا  في غضون سنوات قلائل  نجاحا  طاغيا أهله ليُصبح  واحدا من أهم نجوم السينما العربية ، وقدم العديد من المسلسلات أشهرها  ( رأفت الهجان ) مع  المخرج يحيي العلمي منافس   محمد فاضل الأول .

المطرب محرم  فؤاد  الذي  انطلق  في نهاية الخمسينيات ،  في حوار تليفزيوني أجراه معه  في بداية الألفية الثالثة  عمرو أديب ،ذكر   أن على الحجار لا يصلح كصوت منفرد ، فهو  لا يمكن أن يتجاوز مكانته كأحد أفراد ( الكورال ) ،بينما وصف هاني شاكر بأن عليه أن يغني فقط للأطفال  ويبتعد عن الغناء العاطفي .

 المخرج صلاح أبوسيف ،  تم تكليفه باستكمال تصوير فيلم ( فجر الإسلام ) بعد أن كان المخرج عاطف سالم قد صور منه أسبوعا واسند دورا رئيسا لنور الشريف ، ولكن  أصيب  عاطف بوعكة صحية حالت دون استكمال  تنفيذ الفيلم ،واستتبع الأمر سفره للخارج، أشترط صلاح على جهة الإنتاج أن يعيد تصوير الفيلم ، وأول قرار اتخذه هو استبدال نور الشريف بمذيع تليفزيوني ، كان قد حقق شهرة عريضة  في نهاية الستينيات ،وهو عبد الرحمن على ، وربما هذا يفسر لك  لماذا طوال تاريخ نور الشريف والمخرج  صلاح أبوسيف لم يلتقيا فنيا ، بينما قدم نور أفلاما لمخرجين من جيل أبوسيف مثل  مكتشفه حسن الامام  ويوسف شاهين وكمال الشيخ وعاطف سالم  .

إقرأ أيضا
لحظة غضب

الكبار في كل المهن لديهم قطعا خبرة ووجهة نظر يعتد بها ،إلا أنهم أيضا  يخطئون ، ليس بالضرورة  عن تعمد  ، من الممكن  أن يخونهم التقدير ، مثل ماري كويني وأنور وجدي و محرم فؤاد وصلاح أبوسيف ولكل جواد كبوة ، واحيانا كبوتين  !!






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
1
هاهاها
1
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان