همتك نعدل الكفة
2٬754   مشاهدة  

عبد الله الشريف .. ثقة الجاهل لا تعني صدقُه

عبد الله الشريف
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



لسنا هنا بصدد النقاش مع عبد الله الشريف .. لن نقع في هذا الفخ من البداية، لأن هذا أصلًا ما يقتات عليه هذا البتاع ، كثير الضجيج معدوم المنطق، ووصف – بتاع- هنا يكشف الحالة التي يظهر بها فعلًا ،  ليس تقليلًا من شأنه ، ولو انه في الحقيقة يستحق التقليل .. لكن الحقيقة أن كلامنا هنا ليس موجهًا له بشكل شخصي ، على قدر ما هو موجه لمن يشاهده عبر اليوتيوب ، نود أن نفكك فقط هذه الصورة المشوشة التي من الممكن أن تخيل على بعضًا من (الغلابة) أو ممن لم يصلهم أبديت لغة “الهري” الجديدة للتو، و التي يستخدمها عبدالله ومن معه

ماذا يجدون عنده؟

شاهدت كل حلقات هذا الرجل الذي يعاني من فرط الحركة ، والحقيقة أن هناك تيمة واحدة يلعب عليها، ربما يشعر بها من يسمعه ببعض القوة التي فقدها على الأرض، يتساوى في كلامه الحق بالباطل ، ويضع حقائق بينه وبين نفسه ، ثم يبني عليها فرضيات من وحي خياله ، ثم يجبرك أن تصدقها بكل بساطة وإلا كنت – من وجهة نظره- ممن يقفون مع الباطل ، عندك مثلًا حلقة كان يناقش فيها قضية بعض التكفيريين الذين اعترفوا بقتل أحد رجال الدولة منذ فترة ، فتم إعدامهم،  وسواء كان رجل دولة أو غفير!

عبد الله الشريف

شاهد معي هذا الترتيب .. أولًا : أشخاص قتلوا شخص .. ثانيًا : اعترفوا بقتله .. ثالثًا : تم إعدامهم ، ما العجيب في ذلك ؟ ما الذي يجعلنا في هذه الحالة نسمع لكلام عبد الله الشريف سواء أكان يرفض إعدامهم أو عدمه؟  هذا في الأخير رأيه الشخصي كإرهابي ، وطبيعي أن شخص إرهابي لا يريد العقاب لإرهابيين مثله ، الدور والباقي عليك أيها المشاهد ، تخدعك أحيانًا الثقة الزائدة المستمدة من المنطقة المريحة التي يبث منها هذا الكلام الفارغ ، المنطقة التي يكتنز منها الدولارات ، وهو قادر أيضًا أن يلصق بعض المنطق بما يفعل ليقنعك به، من الممكن مثلًا إذا سألته : لماذا تأخذ الدولارات مقابل ما تفعل، سيقول لك : وأنت في في مهنتك لا تأخذ راتبك الشهري؟ ، تدخل أنت في حالة ارتباك نتيجة لثقته وسرعة الرد ، تتلجلج ثم تظنه على حق ، لكن بعد أن ينتهي الموقف وتعيد شريط ما حدث ، تجد أنك ساوى بين عملك الحلال الذي تفيد ولو شخص واحد ، وما يفعله من محاولات فاشلة لصنع ارتباك في كل بقاع البلد ، ارتباك هو نفسه لا يعلمه بالتحديد ، لكنه سيكون راضيًا إذا وقعت أي مصيبة ، لتكون ذريعة لحلب مزيدًا من مموليه البهائم الذين يظنون أنه قادرًا على فعل شىء!

 

عبدالله الشريف وفن اللا شىء

وهنا تكمن قوة البتاع، لديه أسلوب سأخبرك عنه يجعلك تشفق عليه وترى أنه من الخسارة تضييع بعض الميجا بايتس في هذا السخف ، وأنه من الأجدى مشاهدة حلقات الدحيح مثلًا أو الاسبتالية عن هذا الفنكوش ، والفنكوش هنا بالتحديد ما يفعله ، بنصف ابتسامه واثقة يصدقها الغلابة أثناء الحديث ، يقول لك أن لديه معلومات شديدة الأهمية ، عن فولان وفولان وفولان ، ثم يبدأ بسرد المعلومات التي تظن أنها عبقرية ، لتجد في النهاية أنه قد دخل على أكونت فيس بوك لأحدهم ثم قام بتحميل بعض الصور من حسابه الخاص ، وتنزل أثناء الحلقة على إنه جاب الديب من ديله ، ولو إنه لا جاب الديب ولا ديله ، هو فقط دخل على أكونت أحد الأشخاص الذي من الممكن أن تدخله بضغطة زر ! ويغطي هذا بعبارات تشعرك بقوة موقفه كـ “حسبي الله ونعم الوكيل في كل واحد عمل كذا وكذا” ، “الحقيقة لن تغيب يوم” كل هذه الجيفاريات التي انتهى زمانها وحتى حين كانت تستخدم فتُستخدم للحرب في سبيل الحقيقة وليس لقلب الزيف إلى حقيقة، ناهيك عن لي عنق الجرائم الواضحة لتصبح مظلوميات ، والأمر أحيانًا ما يحتاج لدمعتين قد يزرفهما لكي تختلط إليك المشاعر ، كطفل صغير يبكي بحرقة ليأخذ شيء ليس من حقه ، ماذا تفعل أنت؟ ليس عليك إلا الانتظار إلى أن يبلغ سن الرشد ويعقل الأمور ليفهم ما يفعل !

عبد الله الشريف

قليل من المؤثرات لا يضر

يستخدم التنين المجنح ، الفتك ، دائمًا ، بعض من صدى الصوت في نهاية الحلقات ظنًا منه أنه ينتهي من خطبة عصماء ، وهي الطريقة التي تتبعها الشبكات الإخبارية التركية في تغطياتها لخطب أردوغان لمخاطبة اللاوعي عند الفرد ، فحينما يستخدمون هذا الاسلوب فقد قيدوك بفكرة صدق القول أصلًا ثم تعديل طريقة عرضه .. وهو أمر نفسي بحت!

تداول عبارات مثل “إذا ضربت فأوجع فإن العاقبة واحدة” ، حينها يفشخ الغلبان من دول ضبه ظنًا منه أن هذا الشخص صاحب قدمين ثابتتين ، لكنك في الحقيقة لو مررت العبارة على الشئ الموجود داخل رأسك الذي يدعى “المخ” ، فإنه من الممكن جدًا أن تكون ضربتك هذه في الباطل ، توجع بها شخص على حق ، وعاقبتك – وقتها- لن تكون واحدة بل عاقبتين ، واحدة في الدنيا من العباد، وأخرى في الآخرة من رب العباد ، ويكون كل ما قاله له أخينا مجرد تحريض في ظاهرة حق وفي باطنه باطل

إقرأ أيضا
الحشاشين

في الأخير

أرفض بشده وصف بعض الإعلاميين لعبد الله الشريف بـ “العنصر الخطير”، فهو شيء من التقييم في الحقيقة المجردة لا يستحقه ، ويفضل أن يوصف بـ “العنصر الغبي”  .. ضئيل الذكاء يخاطب معدوميه ، إذا قيمنا مستوى ذكائه بواحد في المائة ، فمن يصدقه مستوى ذكاؤه صفر في المائة ، في الحالتين هما الاثنين أغبياء !

ووصف عبد الله الشريف بضئيل الذكاء هنا شيء شديد الموضوعية ، رجل متاح له كل أدوات التخريب ، عشرات الحلقات ، كاميرات ، ودولارات ، وتغطيات من القنوات الشمال سعيًا لتنجيمه ، ولجان إلكترونية تفعل هاشتاجات تصدر منه ليظهر مؤثرًا في الرأي العام ، وعبارات رنانة ، وكلام مجعلص ، وفي الآخر المحصلة صفر ! ، وستظل صفر حتى لو فتحت قناة مخصصة أربعة وعشرون ساعة لعبد الله الشريف ودخلت كل بيت مصري ، هذا لأنه يقف في صف الباطل وهو يعلم ذلك ، ونحن نعلم ذلك ، وكل رهانه فقط على زيادة عددية من الأغبياء من متابعيه ، لاحتمالية عمل أي شئ هو لا يعلمه ، ولا نعلمه نحن أيضًا ، فقط كثير من الضجيج ، انعدام تأثير ، ثقة في الحديث الجاهل ، فقاعة ككل الفقاعات ، لكن وجب التنويه لمن يتوهم أن هذا الكلام به شيء من الصحة !

الكاتب

  • عبد الله الشريف محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
19
أحزنني
0
أعجبني
18
أغضبني
11
هاهاها
7
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان