عربة التسوق كانت مرفوضة من قبل الزبائن عند اختراعها
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
عربة التسوق جزء أساسي في متاجر البقالة في يومنا هذا لكن هل تعلم أنها لم تكن موجودة قبل 100 عام؟ حيث لم تظهر حتى الكساد الكبير واضطرت إلى خوض معركة شاقة لتصبح جزءًا أساسيًا من حياتنا كما نعرفها الآن.
بقال صاحب فكرة
في عام 1934، خلال ذروة الكساد الكبير، اشترى البقال سيلفان جولدمان العديد من فروع سلسلة “هومبتي دومبتي سوبر ماركت” في ولاية أوكلاهوما . كانت سلسلة البقالة تعاني من العديد من المشاكل المالية على غرار الشركات الأخرى في ذلك الوقت. وكان جولدمان يبحث عن طرق لجعل تجارته مربحة.
بدأ بدراسة زبائن سلسلة البقالة للحصول على فهم أفضل لعاداتهم في التسوق. ما لاحظه هو أن معظمهم – إن لم يكن جميعهم – توقفوا عن التسوق بمجرد أن أصبحت سلالهم ثقيلة جدًا. وبدلًا من الحصول على سلة ثانية، ذهبوا إلى الدفع. ذلك عندما قرر أن يخترع شيئًا يمكن زبائنه من قضاء وقت أطول في محلاته دون الحاجة إلى حمل البقالة.
أول صورة لعربة التسوق
لقد جاء الإلهام لعربات التسوق الأولى من نوعها من عنصر لا تتوقعه: الكرسي القابل للطي. خلال مرحلة التصميم، وضع جولدمان سلة بقالة على مقعد كرسي وآخرة تحته، وتخيل وجود العجلات ورفع الكرسي بضع بوصات عن الأرض.
في عام 1936، أصدر تعليمات إلى الموظف والميكانيكي فريد يونج لتحسين تصميمه. اكتشف يونج طريقة مكنته من تثبيت الهيكل السفلي إلى سلتين، واحدة على القمة والآخرة نحو القاع. كانت يمكن إزالة السلتين، مما أتاح طي الإطار وتخزينه بسهولة.
لسوء الحظ، الاختراع لم يتحمس المتسوقون للاختراع كما تمنى جولدمان. الرجال وجدوها إهانة لقوتهم بينما النساء قارنوها بعربة الطفل. الزبائن الوحيدون الذين أحبوا الاختراع كانوا كبار السن لكن الأغلبية ظلت متمسكة بما كانوا يعرفونه: سلال التسوق الخشبية والمعدنية.
عربات التسوق تزداد شعبية
لم يريد جولدمان أن يفشل اختراعه لذلك عمل بجد لجعل الزبائن يتقبلون عربة التسوق. حيث استأجر متسوقين مزيفين ليدفعوا العربة حول بقالاته كما قام بوضع عمال عند الباب الأمامي وكلفهم بمهمة تحية الزبائن وعرض عربات التسوق عليهم عند دخولهم. بعد ثلاث سنوات فقط من اختراعم، أصبحت عربات التسوق ذات أهمية كبيرة.
وأدى ادخال عربات التسوق إلى مجال البقالة إلى إحداث ثورة في تجربة التسوق. فبدلًا من كون الزبائن مقيديين بقوتهم وما يمكن أن تحمله سلالهم، أصبح بوسعهم أن يتجولوا في المتاجر بسهولة مما يعني أنهم أكثر عرضة لشراء أصناف غير مدرجة في قوائم تسوقهم.
دخول أورلا واتسون
في عام 1946، اخترع رجل يدعى أورلا واتسون “عربة التلسكوب”، وهي نسخة محدثة وأكثر ملاءمة من تصميم غولدمان. حيث ثبت السلة بشكل دائم في العربة مع إعادة تصميمها. وإعادة التصميم تلك سمحت بتخزينهم من خلال ادخالهم في بعض كما نخزنهم الآن.
حاول واتسون تسجسل براءة اختراع تصميمه لكنه وجد معارضة فورية من غولدمان الذي أصدر نسخته الخاصة من عربة التلسكوب وسماها “العش” في 1948. ما تبع ذلك هو معركة قانونية حيث أن واتسون لم يمنح إذن لجولدن لاستخدام تصميمه. تمت تسوية القضية بعد عام مع أمر جولدمان بدفع دولار واحد إلى واتسون كتعويض. وفي المقابل مُنح رخصة تشغيل حصرية يدفع عنها إتاوات لواتسون.
ظهرت القضايا القانونية مرة أخرى في عام 1950 عندما رفعت الحكومة الاتحادية دعوى قضائية ضد شركة واتسون “تلسكوب كارتس”. وأدى ذلك إلى اتفاق شهد توسيع نطاق الترخيص الممنوح لجولدمان ليشمل جميع المصنعين والذي استمر حتى انتهاء صلاحية براءة الاختراع.
منذ الخمسينيات لم تتغير عربة التسوق كثيرًا باستثناء التعديلات الطفيفة. وجاء التغيير الأكثر بروزًا في عام 1967، عندما أضاف ديفيد ألين أحزمة الأمان لمقاعد الأطفال.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال