7٬992 مشاهدة
“عزيزي عمرو دياب .. “بلاش أغاني وطنية مش سكتك
أطلقت شركة فودافون أغنية جديدة للفنان الكبير عمرو دياب بعنوان “يا بلدنا ياحلوة”، يعيد فيها الهضبة تقديم أغنية الكنج محمد منير “عقد الفل والياسمين” التي غناها في منتصف الثمانينات .
للأسف جاءت نسخة عمرو دياب مشوهة وعقيمة الخيال ليس فقط لأن الهضبة طيلة مشواره الفني لم يقدم أغنية وطنية ناجحة منذ غنى ” بالحب اتجمعنا” في افتتاح بطولة الألعاب الأفريقية عام ٩١ لكن لأن الأغنية الأصلية كتبها الشاعر العظيم فؤاد حداد أبو الشعراء، وأغنية الهضبة كتبها تامر حسين، أول شاعر منزوع الخيال في تاريخ الأغنية العربية.
تبدأ الأغنية بمقدمة “يا بلدنا يا حلوة بالناس الحلوة، والناس الحلوة في بلدنا كتير” وكما تقرأ عزيزي القاريء اضطر الشاعر هنا لتكرار كلمة حلوة لأنه “مزنوق” فعليا في القافية ولأنه لديه مشاكل في تنويع الكلمات لإعطاء نفس المعنى أي بالبلدي مخزون كلماته فقير.
في وشوش سمرا وجميلة تقابلهم تبتسم
صور والنوبة عيلة صورة حلوة بتترسم
المنيا سوهاج قنا في القلب قريبين
الأقصر أسيوط بيوت بالجدعنة معروفين
يبدو هذا الكوبليه مثالا عمليا لرص الكلام دون أي معنى حقيقي أو خيال، المهم ضبط تبتسم وتترسم بغض النظر عن معنى “النوبة عيلة صورة حلوة بتترسم” التي ستتوقف أمامها تراكيب الجمل في اللغة العربية الفصحى والعامية مذهولة، أما رص المحافظات وربطهم في الفي القلب قريبين واللي بالجدعنة معروفين ففيها شبهة “نحت” واضحة من أغنية أيمن بهجت قمر الشهير “بشرة خير”.
دعني أتوقف قليلا عزيزي القاريء لنقرأ سويا كوبليه من كوبليهات العظيم فؤاد حداد لأغنية عقد الفل والياسمين – لاحظ فارق الاسم في الأغنيتين”
بلبيس حنلبس دبلتها
شربين شربنا في قلتها
بعد المحلة ما حليتها
بنها العسل راح يشفينا
و دنشواي اسمها اصبح
اقل شاهد بيسبح
ف المنزلة الضي بيرمح
و ف بحر يوسف سواقينا
يبدو خيال الشاعر جامحا يعتبر بلبيس عروسة تلبس الدبلة والضي الذي يجري في المنزلة وتمده ثقافته بالقدرة على الكتابة عن عسل بنها العسل – هدية رسول الله من المقوقس – وحادثة دنشواي الشهيرة، وعندما تجتمع الثقافة والخيال داخل موهبة حقيقية تخرج هذه الكلمات لتبقى خالدة على مر السنين.
نعود لكلمات أغنية عمرو دياب التي وقع في فخ كبير عند تصويرها لتخرج نسخة مقلدة من أغنية تامر حسني التي غناها مع شركة WE في رمضان الماضي أيضا في النيل بنفس ستايل اللبس وباقة الألوان.
يقول الكوبليه الثاني
خدلك هنا أحلى صورة منصورة بأهلها
دي محلة جمالها حلة الدنيا كلها
على راس البر روح اتفرج على الجمال
أشمون واخدة العيون والقعدة هناك خيال
محلة جمالها حلة، لم يحدد الشاعر هنا نوع الحلة بيركس ألومونيوم تيفال، وبأي منطق لو المقصود بها الحلاوة – كثر ذكر الحلاوة في الأغنية يليق بأن ترعاها شركة الرشيدي الميزان وليس فودافون – أن تكون المحلة قد تحلي الدنيا كلها تاريخيا أو اجتماعيا أو ثقافيا، لكنها عادة رص الكلام أي كلام والسلام، لكن جريمة أشمون واخدة العيون ستبقى الجريمة الأكثر خلودا في هذه الأغنية التي غالبا سينساها الجمهور بعد مرور شهر.
الشاعر تامر حسين يصر على ذكر كلمة العيون في كل أغانيه، لكن بالله عليك يا عمرو يا دياب أنت وكل صناع الأغنية أجب على هذا السؤال ” أشمون ذلك المركز في محافظة المنوفية سيأخذ العيون والقعدة فيها خيال؟”
لكن الشاعر اضطر للخيال لأن الشطرة التي سبقتها كانت الجمال وأشمون على وزن العيون ومش مهم المضمون.
عزيزي عمرو دياب عد لعالمك واترك الأغنية الوطنية في حالها أنت وشاعرك المفضل الله لا يسيئك.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
