عصام عمر ..الحلم الذي تحقق
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الحلم …الشيء الذي جمعني بفنانين كثر أغلبهم مسرحجية، أهل المسرح الذين خرجت منهم بأصدقاء مختلفين (مجانين) هكذا يراهم الناس، ولكن جنانهم ما يدفعهم للحلم وتحقيق الهدف.
كنت طالبة في كلية آداب قسم علم النفس ، مبنى كبير بجامعة الإسكندرية يحمل أكثر من قسم؛ الدور الأول لعلم النفس، والثاني لقسم المسرح واللغة العربية.
تعرفت على طلاب قسم المسرح بقصر ثقافة سيدي جابر أولًا، ثم أصبحت أقابلهم أيضًا بالجامعة، وكان ضمن هؤلاء المميزين شاب طويل أسمر، ملامحه مصرية، خفيف الظل، طيب القلب، بشوش، لطيف، فيما اكتشفت بعد عملي كصحفية لتغطية مهرجانات مسرحية بالإسكندرية أنه موهوب أيضًا، موهوب جدًا رغم صغر سنه.
دفعة واحدة، سن واحد، وأحلام حول الفن، صداقة نشأت بيننا بها الكثير من الود والمعزة الخالصة دون مصالح حقيقية، فقط تجمعنا على الحلم، ورغم انشغالنا بمطحنة الحياة ، أرى عصام أو أحدثه تليفونيًا فأشعر وكأنني تركته بالأمس.
بدأ عصام عمر مشواره بمسرح الإسكندرية وشارك في مهرجانات دولية داخل مصر وخارجها وسافر في محاولة للعمل بالخارج ولكن لم يتحمل أن يترك حلمه وعاد سريعًا.
النداهة…التمثيل نداهة خاصة لهؤلاء أصحاب الموهبة الحقيقية.
يومًا ما ومنذ أكثر من عشر سنوات عُرض “قنابل مسيلة للحرية” كان عرضًا رائعًا من إخراج الفنان المتميز أحمد سمير، وبطولة عصام عمر، محمد بريقع وعبير علي أصحاب مواهب نادرة أيضًا.
أتذكر جيدًا كان دور محمد بريقع جديدًا على نوعية الأدوار الكوميدية التي يقدمها، ومع ذلك أدهشنا جميعًا في دور تراجيدي وجاد، وتميزت العبقرية عبير علي، فيما كان أداء عصام عمر رائعًا.
خرجت من هذا العرض على يقين سيصل عصام يومًا ما ولو بعد حين. عصام الذي ترك لي يومًا محفظته وحقيبته الشخصية حتى يتنتهي من أداء دور البلطجي بعرض ما، فخرج من العرض يبحث عني ليأخذ أشيائه، فتحدث مثل الشخصية التي يقدمها (بلطجي) فتفاجئت صديقة مشتركة من الطريقة التي يحدثني بها.
ضحكت جدًا وقلت لها: لم يخرج عصام بعد من الشخصية…اعذريه، يتبع عصام أسلوب التقمص، ولم يمر على انتهاء العرض سوى دقائق معدودة.
بدأ وجه عصام يصبح مألوفًا بعد إعلان فوادفون مع المطرب حكيم، ثم دور صغير في برنامج (تعا اشرب شاي) مع غادة عادل، ثم مسلسل (سوتس بالعربي) مع الفنان أحمد داود.
ولا يعرف الكثيرون دور هام لعصام عمر مع الفنان العظيم أحمد كمال بفيلم قصير وهو “” شفت مسائي” تميز فيه أيضًا.
ولكن كان الدور الحقيقي الذي جعل يسري نصر الله يتنبأ بقدوم فنان متميز، هو دوره بمسلسل “منورة بأهلها” دور صعب للغاية خاصة مشاهد الحلقات الأخيرة.
مثل عصام حيوان شرس في مشهد من المشاهد بشكل مرعب ومدهش في نفس الآن. مثل المرارة والوجع والفقد بكل ما استطاع من موهبة واجتهاد، ثم جاء مسلسل بالطو ليضع عصام عمر بمكانه الصحيح كنجم في صف الشباب الذين يستحقون النجومية لا بالمحسوبية أو الوراثة، ولكن عن دراسة أكاديمية واجتهاد وموهبة ومعافرة سنوات ومعاناة بعد انتقاله من الاسكندرية للقاهرة مع قلة الفرص بفترة ما وإيمانه فقط سيصل رغم كل الصعب الذي عايشه.
والآن بعد صدور خبر وجود عصام عمر كبطل في مسلسل”مسار إجباري” في رمضان تحولت حسابات الأصدقاء المسرحجية الاسكندرانية على مواقع التواصل الاجتماعي لزفة حقيقية.
مباركات وتهاني ورقص وتعليقات وكلمات محفزة، يتعامل الجميع أن عصام منهم، الذي لم يصل بعد يرى فيه الأمل، والذي وصل من قبل يفرح لأنه لحقه، يتعامل الجميع أن عصام منا..نحن عائلة مسرح الإسكندرية.
فرحة كبيرة وكأننا نجحنا جميعًا…سنوات الجامعة تمر من أمامنا، الذكريات، عروض المسرح التي تميز فيها، الشقا، التعب، المجهود، ابتسامة عصام التي لم تفارقه برغم كل الظروف.
عصام عمر حلم وتحقق وأتمنى أن يستمر لأن لا يصح سوى الصحيح.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال