عصام عمر وسر أبطال الديجيتال

في الرابع من سبتمبر المقبل سيعرض الفيلم المصري ” البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو” للمخرج خالد منصور وبطولة عصام عمر في إطار برنامج أفاق أخرى ” Orizzonti Extra ” بمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، ويعد هذا هو العرض العالمي الأول للفيلم، والفيلم الأول من بطولة عصام عمر، القادم بقوة ليحتل مكانة مميزة في تاريخ الدراما والسينما المصرية، وربما قد تعتقد أن هذا تنبؤ جامح أو توقع مبالغ فيه، ولكن لدي أسبابي.

القدرة على الاختيار

اللافت للنظر أنه وفق تصريحات صناع فيلم “البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو” أن التحضير للفيلم بدأ قبل 8 سنوات من الآن والحقيقة لا أعرف متى انضم عصام عمر إلى طاقم الفيلم ولكن الفيلم تم تصويره في القريب وربما بعدما بدأ نجم عصام عمر في الصعود، مما يحسب له بالتأكيد، اختيار الفيلم للعرض ضمن أحد البرامج الرسمية في مهرجان بحجم مهرجان فينيسيا السينمائي، هو شهادة بأن الفيلم يحمل جودة فنية جيدة.

 بالتأكيد لا يمكن تكوين رأي حول جودة فيلم قبل مشاهدته، ولكن قصته نفسها قد تحمل بعض الإضاءات حول الفيلم نفسه بالإضافة للتيزر التشويقي الذي تم إطلاقه، مما يشير لما يمتلكه عصام عمر من قدرة على الاختيار، وتلك سمة مهمة فيه، سمة يمكن أن تلتقطها منذ تلك اللحظة رغم أنه مازال في بداية مشواره.

في تلك المرحلة يبحث الممثل في الغالب عن الكم أو ما يطلق عليه الانتشار ولكن عصام ينتشر بطريقته ينتشر باختياراته، تلك التي تحددها بيئته التي بدأ فيها رحلته الفنية، فبالنظر لأول ظهور لعصام عمر في عام 2015 في لما تامر ساب شوقية، ثم أول ظهور مؤثر عام 2017 في حتى لا تطفئ الشمس، وما بعدها سنجد أن اسم عصام عمر ارتبط بأعمال ناجحة عبر المنصات الإلكترونية أكثر من القنوات التلفزيونية.

أول أبطال الديجيتال

عصام عمر أول أبطال جيل الديجيتال، يدرك آليات عصره وجمهوره، بدأ مشواره بعدما تربعت السوشيال ميديا على عرش وسائل التعبير عن الرأي ومتابعة الأعمال وتقيميها، ولد فيه برامج النقد الفني تبث عبر اليوتيوب وصفحات الفيسبوك، وفي عصر الميمز والكوميكس وغيرها من وسائل التعبير الجديدة، لذلك فهو ابن مخلص لجيله وأيضًا لوسائط هذا الجيل.

من منورة بأهلها لبالطو أشهر قليلة في عمر أي ممثل، ولكن خلالها أكتسب عصام عمر الكثير من النجاح، وباختياراته ربط اسمه بأعمال فنية جيدة ومؤثرة، خاصة في مغامرة بالطو، المغامرة التي بدأت في الأساس على صفحات الفيسبوك، حينما كان ينشر الطبيب أحمد عاطف والذي تحول لكاتب وسيناريست يومياته على صفحته على الفيسبوك قبل أن يجمعها في كتاب حمل عنوان “بالطو وفانلة وتاب” والتي تحولت بناء على اختيار ورغبة عصام  إلى مسلسل بالطو.

اختيار عصام لتحويل هذه اليوميات إلى مسلسل اختيار شديد الذكاء، اختار عصام جمهوره الذي ينتمي إليه، وربما كان على دراية أنه أيضا سيجذب مع شريحة كبيرة من أجيال أكبر سنًا، ولكن لأن عمر فهم مستقبل هذه الصناعة كان اتجاهه للمنصات الإلكترونية صائبًا ومؤثرًا.

اللعب خارج المساحات الآمنة

اليوم وربما بفضل عصام عمر وربما طه دسوقي أصبح لدينا متسع يمكن لجيل جديد أن يبدأ سريعًا وبشكل متوازي مع جيلين على الأقل يتصدر عدد من نجومهم الصفوف الأولى، وهذا أمر في صالح الصناعة حيث تنوع الموضوعات والتطرق لمناطق درامية جديدة وموضوعات درامية جديدة، وتجارب جديدة هو الأمر الهام في الأمر، فحينما يتوقف الفنان عن التجريب تتوقف الصناعة عن التجريب فتتوقف عن التطور.

إقرأ أيضا

سينما الكومباوند.. أين اختفى المهمشون وطبقتهم في السينما؟

عصام وجيله خرج بر حدود ما اعتقد قديمًا أنه الحيز الآمن للأعمال التلفزيونية والسينمائية، مسلسل يتحدث عن يوميات طبيب تكليف في مقتبل حياته، يتبعه مسلسل أخر يتحدث عن محامي شاب في مقتبل حياته يعاني من طيف التوحد، وغيرها من التجارب الأخرى التي ما كانت تخرج للنور لولا وجود المنصات الإلكترونية، والتي وجدت ضالتها في مواهب شابه حقيقية يحلمون بتقديم شيء مختلف وبسيط وقريب منهم ومن جمهورهم، والأهم أنه متقن وجيد الصنع.

وعلى الرغم أن هذا يمكن أن يكون إثقال على كاهل عصام عمر وهو في بدايته، ولكنه مشروع فني غاية في الأهمية، وممثل من المتوقع أن يكون أحد الأسماء الفارقة، فقط كل ما أتمناه أن يظل على جرأته في التجريب والتطوير والتلوين والتنويع بين ما يقدم، وفي انتظار السيد رامبو على أحر من الجمر.

شيفت مسائي ..الحلقة التي لا تنتهي لجيل كامل