على سيرة إسعاد يونس وفتزحية “صاحبة السعادة بين حديثي وَلِيَ علاجه وامرؤ فيك جاهلية”

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالغضب من قصة الفنانة إسعاد يونس وفتزحية التي نشرتها الممثلة عبر صفحتها الشخصية بموقع فيس بوك، وتتناول قصة إحدى فتيات الريف التي عملت في خدمة منزلها بطريقة فيها تنمر.

وبصرف النظر عن تفاصيل قصة إسعاد يونس وفتزحية لكن هناك جوانب إنسانية ودينية في تلك الحكاية التي روتها صاحبة السعادة بطريقة أرادت أن تكون كوميدية لكنها أوقعتها في فخ التنمر والإهانة وبلا أي سبب.

إسعاد يونس بين حديثي وَلِيَ علاجه .. إمرؤ فيك جاهلية

روى البخاري في صحيحه عن أَبَي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِذَا أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ ، فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ ، فَلْيُنَاوِلْهُ أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ ، أَوْ لُقْمَةً أَوْ لُقْمَتَيْنِ ، فَإِنَّهُ وَلِيَ حَرَّهُ وَعِلاَجَهُ”.

اقرأ أيضًا 
إسعاد يونس.. لماذا ترتدين الجلابية وانت تحملين في قلبك كل هذا الاحتقار لفتحية وغيرها؟!

يذكر الدكتور أحمد عمر هاشم أن هذا الحديث يمثل امتدادًا لظلال الهدي النبوي التي تشمل نوعًا من الناس قد لا يكترث البعض بهم فلا يحقق معهم المواساة اللازمة وهؤلاء هم الخدم، فوجه الرسول صلى الله عليه وسلم هذا التوجيه الخاص ببعض الشئون الدقيقة التي لا يعني بها كثير من الناس في حال المأكل، كما وجه أيضًا إلى أمور أخرى في غير هذا الحديث.

والحديث يتناول حالة خاصة عندما يحمل الخادم الطعام ويقدمه بعد الانتهاء من صناعته فإن على السيد أن يراعي حال خادمه الذي تحمل مشقة علاج الطعام وإعداده.

ربما يقال أن حديث وَلِي علاجه تم تطبيق على قصة إسعاد يونس وفتزحية لكن صاحبة السعادة ينطبق وصف امرؤ فيه جاهلية الوارد بحديث المعرور، كون أنها وقعت في معايرة الخدم التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم، فقد حكت إسعاد يونس قصة مضى عليها وقت ولم يكن هناك داعي لذكرها، إذ أنها عيرتها بشخصيتها وأهلها وأصلها.

إقرأ أيضا

فيلم الملحد .. هجوم غافل ورقابة أجازت وأمر مجهول

روى البخاري بسنده عن المعرور قال: لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه فسألته عن ذلك فقال إني ساببت رجلاً فعيرته بأمه فقال النبي صلى الله عليه وسلم “يا أبا ذر أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية، إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، وَلْيُلْبِسْهُ مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم”.

ويذكر الكمال بن همام في كتابه شرح فتح القدير « وفي الحَديثِ (يقصد امرؤ فيك جاهلية): تَقبيحُ أمورِ الجاهليَّةِ وأخلاقِها، وأنَّها زائلةٌ بالإسلامِ، وأنَّ على كلِّ مِسلمٍ هِجرانَها واجتنابَها، وألَّا يَكونَ فيه شَيءٌ مِن أَخلاقِهِم، كذلك فيه الحثُّ على الإحسانِ إلى الرَّقيقِ والخَدَمِ ومَن في مَعناهم كالأَجيرِ وغيرِه، والرِّفقِ بهم والنهيُ عن احتقارِهم».