على كل لون ياحلاوة.. لماذا ارتبطت صناعة الحلوى والحمص في طنطا باحتفالات الطرق الصوفية

في شوارع مدينة طنطا يفترش البائعين شوادر الحلوى طوال العام، فالحلوى في معظم مدن مصر ترتبط بالاحتفالات كاحتفالات المولد الشريف مثلا، لكن في طنطا وبالتحديد في  الشوارع القريبة من ميدان السيد البدوي تتواجد الحلوى طوال العام وفي كل وقت، ومنها الحلوى الحمراء والبيضاء الجافة « نواشف» والحلوى الشعر مع أكياس الحمص والتي تشتهر به مدينة طنطا أيضا.

يحكي « أحمد » بائع يعمل في هذه المهنة منذ 16 عاما، أن شهرة مدينة طنطا بالحلوى، تحديدا الحمراء والبيضاء، ترجع إلى احتفالات مريدين السيد البدوي، فكانوا يأكلون الحلوى بعد الانتهاء من هذه الاحتفالات، وكذلك يشتريها زوار البدوي هدايا لأطفالهم وعائلاتهم.

و أضاف « أحمد» أن سبب اختيار اللون الأحمر بالتحديد تيمنا براية البدوي، فهي راية حمراء، وهذه الحلويات من مظاهر الاحتفال فكان لابد من اختيارها حمراء أيضا.

ويستكمل« محمد» بائع على إحدى الشوارد الخاصة ببيع الحلويات، يرجع شهرة طنطا بالحلوى أيضا بسبب سعرها الرخيص وجودتها الجيدة، فسعر الكيس يصل إلى خمس جنيهات، وهي اسعار مناسبة للأشخاص البسطاء الذين يزورنا مقام السيد البدوي.

وارتبطت الحلوى الحمراء والبيضاء بأكياس الحمص التي تشتهر به طنطا كذلك، لكن الغريب أن محافظة الغربية لاتزرع الحمص ويتم أخذه من قرى الصعيد، وبرغم ذلك اشتهرت بيه طنطا في أنحاء الجمهورية.

وعن كيفية إعداد الحمص كان للميزان حوارا مع أحد أشهر صناع الحمص في الجمهورية، « رضا الفلاح» فمعظم اكياس الحمص المغلفة التي قد تصادفها سواء كنت في القطارات أو المحال أو أي شادر به حمص تستطيع أن ترى بوضوح اسم « الفلاح» عليه.

يقول« رضا الفلاح» إن الحمص تتم زراعته في الشتاء في محافظات الصعيد، خاصة أسيوط والمنيا فهما الوحيدتان التي تكون بهما نسبة الأمطار ضعيفة مقارنة بغيرهم، وبعد ذلك يتم شراؤه من الفلاح مباشرة ليتني إلينا ونبدأ أولى خطوات إنتاجه.

ويستكمل« الفلاح» تبدأ المرحلة الأولى من انتاج الحمص بشراء الحمص و « نشره» في الأرض الزراعية وتستمر العملية قرابة الـ5 شهور تبدأ من شهر مايو وتنتهي في شهر أكتوبر، في هذه الفترة يتم تقليبه يوميا في وجود الشمس.

وأضاف وبعد الانتهاء من المرحلة الأولى يتم وضع الحمص في ماء الجير ويتم تقليبه جيدا، ثم يستخرج من هذه الماء ليأتي دور المرحلة الأخيرة وهي مرحلة المحمصة.

إقرأ أيضا

معبد أرتميس..واحد من أعظم عجائب العالم القديم

واستطرد يدخل المحمصة حتى يحمص  جيدا وبعدها يدخل مرحلة التقشير وفيها يتم فصل حبة الحمص عن القشرة الخارجية ليدخل بعد ذلك مرحلة التعبئة التي يخرج منها الحمص داخل أكياسه معدًا للبيع أما القشر الناتج عن الحمص يتم استخدامه كعلف للحيوانات”.

واخيرا حلوى الشعر وهي عبارة عن حلوى رفيعة جدا سهلة الذوبان في الفم، تشتهر بها مدينة طنطا واستخدمت في كذلك في احتفالات الطرق الصوفية، ويتم تصنيعها في طنطا شأنها شأن باقي الحلوى، ويصل سعر الكيس الواحد هناك 10 جنيهات فقط، يتم بيعها طوال العام كهدايا ونفحات من جوار صاحب الراية الحمراء السيد أحمد البدوي .