“على يد والد متحرش” كيف كانت بدأت علاقة الإخوان مع الأمريكان
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
منذ عقود بدأت علاقة الإخوان مع الأمريكان على كسب ود إدارات دول الغرب لمساعدتها في نشر أفكارها والوصول لدائرة الحكم بدول الشرق الأوسط والاستقواء بالأجنبي لتحقيق أغراض التنظيم الدولي الفوضوية الإرهابية.
في مارس عام 1954 تطورت علاقة الإخوان مع الأمريكان حيث التقى أيزنهاور الرئيس الرابع والثلاثين للولايات المتحدة، كبار قادة الحركات الإسلامية حول العالم، وهذا ما يبينه الكاتب الأمريكي “روبرت دريفوس” في كتابه الشهير “لعبة الشيطان”.
كان من بين الذين التقاهم أيزنهاور شاب مصري في العشرينيات من عمره، “سعيد رمضان”، وهو صهر حسن البنا وزوج ابنته الصغرى، ووالد طارق البنا الداعية الإخواني الذي تم القبض عليه منذ أشهر في فرنسا ووجهت له تهم الاغتصاب الجنسي.
ورغم أن سنواته لم تتجاوز 27 عامًا فى ذلك الوقت، إلا أن الإدارة الأمريكية وجدت ضالتها فى هذا الشاب الذي كان يملك 10 سنوات على الأقل من الخبرة في الجماعات الإسلامية وتنظيماتها المسلحة في الشرق الأوسط، وامتدت هذه الخبرة من القاهرة إلى كراتشي وعمان.
ورأت الولايات المتحدة أن جماعة الإخوان آنذاك تصلح كأداة متقدمة ورأس حربة في الدول العربية وبعض من الآسيوية التي ينتشر فيها الإسلام لمجابهة الشيوعية، ورغم ذلك انتشرت الشيوعية وخذلت الجماعة أمريكا ومخططتها ضد الشيوعية في وقتها.
ورغم ذلك، استمرت العلاقات الإخوانية الأمريكية وانتقل رمضان بعد ذلك إلى سويسرا، وكانت بدايات إنشاء التنظيم الدولي للإخوان، وكان الإخوان وقتها تمددوا وأصبحوا الراعي التنظيمي لأجيال متتالية من الجماعات المتطرفة التي خرجت من رحم الجماعة الإرهابية وتمددت في دول عديدة عربية وغربية، وعبر العقود الأربعة التي تلت لقاء رمضان وأيزنهاور، تحول الأول إلى شخصية ناشطة في المجالات المتعددة، وجميعها للأسف كرست لتقديم الإسلام كنسخة سماوية متطرفة، إلا أنها أصلت بين أتباعها لهذه الأفكار، ومن هنا ظهر مسلمون متطرفون في باكستان، ووفروا ملاذًا آمنا لتنظيم القاعدة في التسعينات.
عاد الرهان الأمريكي على جماعة الإخوان مرة أخرى مع دخول الألفية الجديدة، وتحديدًا مع صعود الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وتمكنت الجماعة من الوصول إلى سدة الحكم في مصر عام 2012 بعد 25 يناير 2011، والتي استغلها الإخوان لتنفيذ مخططاتهم.
رغم كل الدعم فإن هناك وثيقة رئاسية سرية تحمل رقم 11 أصدرها الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، كانت تشرح علاقة الولايات المتحدة الاستراتيجية وتحالفها مع جماعة الإخوان، لإحلال التغيير في الشرق الأوسط، وفي كل مكان بالعالم.
ورغم كل الصلاحيات والدعم الذي حظيت به الجماعة خلال فترة تواجد أوباما، إلا أنها فشلت في حكم مصر بقيادة مكتب الإرشاد والرئيس المعزول محمد مرسي، وذلك بعدما استوعب الشعب المصري المخطط الذي تريد تنفيذه الجماعة بالسيطرة على ربوع الدولة وقيادتها نحو الهاوية.
الكاتب
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال