همتك نعدل الكفة
300   مشاهدة  

عملة نادرة ودراما مرتبكة

عملة


صحيح أنه مسلسل يجمع العديد من الأسماء اللامعة والمنتظرة وصحيح أنه لديه بعض المواهب التمثيلية المتميزة، وصحيح أن أحمد عيد وكمال أبو رية يقدمون أداء جيدًا، ولكن كل هذه المميزات تدور في فلك دراما مرتبكة سواء على مستوى الكتابة أو التنفيذ، فوقع عملة نادرة في فخ النجوم الذين لم يتم الاستفادة منهم حتى الآن.

ردود أفعال شخصيات عملة نادرة جميعها مبالغ فيها، فحينما يتطور الأمر لحرق النجع، فما سيكون التالي من ردود الأفعال، يقع مدحت العدل في فخ مخيف وهو عدم تقدير ردود الفعل المناسبة لكل شخصية، وكأن كل ما يهتم به هو تصاعد الأحداث بشكل جنوني ولكن على الرغم من اهتمامه بتصاعد الاحداث جاء بعض الحلقات مثل الحلقة الأولى، حدث واحد وردود أفعال.

في ظل هذا التخبط والتصاعدات غير المناسبة للشخصيات، لم يكن الحوار بالذكاء أو الحرفية المطلوبة فجاء باهتًا مباشرًا والأسوأ أنه جاء متشابه فكافة الشخصيات تتحدث مثل بعضها فلا يمكنك أن تفصل شخصية عن الأخرى إلا من أداء الممثل نفسه وهذا من أخطاء كتابة الحوار التي من غير المنطقي أن يقع فيها كاتب مخضرم مثل مدحت العدل.

مدحت العدل وقع أيضا في خطأ مناقشة كل شيء في نفسه الوقت، كإقحام فكرة التطرف ووجود خليه تستهدف مسيحي القرية ربما بدون مبرر على الإطلاق، بل إن خط دميانة نفسه ليس له أي سبب أو مبرر مجرد خطى ملقى في الأحداث نذهب إليه لنطيل مدة الحلقة دون تصاعد حقيقي أو مبرر.

الغريب أن يقع مدحت العدل في فخ أخر وهو الحلول الدرامية غير المنطقية، كأن نرى فجأة نادرة تراقب الكل وتكتشف مكيدة الكحك المسموم، أن تظهر شخصية الرجل الذي يسكن مغارة في الجبل من الهواء وفجأة بل وأن نادرة تتعامل معه بأريحية شديدة وثقة، وكذلك شخصية شداد وشخصية الرجل الذي اخفى نادرة في منزله، فالدراما في عملة نادرة تسير بشكل مرتبك فالشخصيات تخرج من العدم وتعود إلى العدم ثم تخرج، والاحداث تتصاعد بدون بناء حقيقي.

ذلك الارتباك صاحبة أيضا ارتباك غير مفهوم في الصورة، فمشهد من المفترض من المشاهد الهامة حيث يذهب مسعود “أحمد عيد” إلى نادرة “نيللي كريم” ليقنعها بالزواج منه بعد تراجعها، فيقرر محمد العدل ببساطة أن يتنقل بالكاميرا على وجه كل ممثل حينما يقول جملته طيلة المشهد ينتقل من وجه هذا إلى وجه تلك بشكل سيء وبقطع حاد طيلة اللقطات حتى تحول المشهد إلى مشهد مؤذي بصريًا ومرهقًا للعين بشكل مستفز.

على الرغم من جودة الصورة والديكورات الجيدة، لكن محمد العدل لم يحاول أن يستغل كل هذا، واكتفى بتحريك الكاميرا بشكل استعراضي للقطات الخارجية، بشكل لا يخدم الدرامًا، كذلك إصراره على التركيز على وجوه الممثلين اثناء الحديث كأنه الحل المرئي الوحيد، وهو ما ساعد على كشف مشكلة وقعت فيها نيللي كريم وهي التعامل مع الشخصية وانفعالاتها بشكل حاد فالشخصية أغلب المشاهد خالية من التعبيرات، وهو ما يبدو أنه مفهوم نيللي كريم عن الشخصية القوية.

حتى الآن لم يفي عملة نادرة بوعوده بل خلفها جميعا باستثناء ما كنا ننتظره من أحمد عيد على مستوى الأداء بينما كانت المفاجأة الوحيدة هي أداء كمال أبو رية المتوازن المناسب للشخصية التي يقدمها كأنه استقل بها عن المسلسل.

إقرأ أيضا
بركياروق والحشاشين

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان