همتك نعدل الكفة
798   مشاهدة  

عن أغنية فيك العبر ل أحمد بتشان ومحاولة جديدة لاستعادة فكرة قديمة

أحمد بتشان
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



أصدر المطرب أحمد بتشان أغنية جديدة بعنوان “فيك العبر” من كلمات الشاعر أيمن بهجت قمر ولحن وتوزيع خالد عز.

يمتلك أحمد بتشان صوت جيد ويحسب له الابتعاد عن لون والده الغنائي الشعبي الصاخب وأن حاول أن يتماس معه في تلك الأغنية التي جاءت في نفس الأفكار التي سارت عليها الغناء الشعبي والتي تبتعد عن الأغاني العاطفية وتركز على ثيمات معينة مثل قسوة الزمان وغدر الاصحاب.

فكرة الأغنية لم تأتي بجديد وأن حملت بين طياتها بصمة الشاعر “أيمن بهجت قمر” الذي يجيد تناول فكرة قديمة بأسلوب جديد، حيث يستخدم أسلوب الصدمة أحيانًا في استدعاء مفردات جريئة من الحياة اليومية العادية ويضفرها بشكل جيد داخل الأغنية، وأن عابه هو الإفراط المبالغ في جزء “والله أخيه” والذي كان يمكن الاستغناء عنه حيث ضر الأغنية أكثر ما أفادها.

الجزء الذي لن تجد له تفسير هي كلمة “الكِبَر” في جزء “فيك العبر سايق الكِبَر” والذي نطقها بتشان بفتح الباء فغير المعني تمامًا، وأظن أن قمر كان يقصد ” الكِبْر” بتسكين الباء بمعنى الغرور واحتقار الآخر، وهو الجزء الذي يبدو أن القافية ورطته فيه.

أقرأ أيضًا … مراجعة ألبوم أنغام الخليجي “مزح” البدلة الرسمية لا تليق بالغترة والعقال.

أما خالد عز فبدأ الأغنية بموال اختاره من سينو الأغنية، جملة لحن الموال لم تكن جيدة ولم تسمح بمساحات ارتجال لبتشان كي يبرز إمكانيات صوته وبدا وكأنه مكبل بعض الشئ، بالإضافة إلي استخدامه للجيتار الغربي مع كي بورد كي يمهد لدخول الموال عكس الشائع، وإن حاول أن يتدارك الأمر بالاستعانة باّلة الرق على إيقاع شرقي الذي يستخدم عادة في مصاحبة المواويل لكنه لم يكن الخط الرئيسي حيث احتل الجيتار والكيبورد الخط الأمامي، وكان من الممكن أن يصاحب الموال اّلة فردية شرقية مع الإيقاع مع التقليل من جرعة الموسيقي بمؤثراتها التي طغت على الموال أكثر.

اختيار عز لإيقاع المقسوم جاء جيدًا يلائم طبيعة هذا النوع من الأغاني التي يمكن تصنيفها على أنها شعبية صرفة، لكن تشعر بأنه لحن الكلمات وهو يرتدي الجينز على عكس الكلمات الغارقة في الشعبية، وأن يحسب له التمهيد الجيد من البداية لجمل اللحن خصوصًا في السينو، أما التوزيع كان بسيطًا مستعينًا بالجيتار والأكورديون والقانون في صنع زخم بجانب المقسوم دون اللجوء لكتابة خط وتريات مصاحب.

هناك مشكلة أخرى هي أن الكوبليه الوحيد في الأغنية جاء متشابه في القافية مع نفس قافية المذهب في جزء “أخلصت لك شفت البدع” وكان من الأفضل هو العودة إلي جزء “مش ده اللي انا متوقعه عملت ايه يا خسارة اللي بنرفعه  ونعلي فيه في الجد يسيبك تقع” ثم الرجوع إلي السينو مرة أخرى ليحافظ على اتساق المعاني قليلًا، وفي نفس الوقت إطالة زمن الأغنية التي لم تتعدى الأربع دقائق فقط. 

إقرأ أيضا
فراولة

تبدو المحاولة واعدة من مطرب شاب لا زال يتحسس خطواته الفنية الأولي، لكن يجب عليه تنويع اختياراته قليلًا وتجريب اشكال مختلفة خصوصًا أن قماشة صوته تتسع ذلك، لكنها تظل محاولة جديدة لإستعادة فكرة قديمة في الغناء.

YouTube player

الكاتب

  • أحمد بتشان محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان