الصراعات القبلية والدماء..الوجه الأخر لإثيوبيا المهلهلة

تعتبر المواجهات المتعلقة بـ الصراعات القبلية من أكثر المشكلات التي يحدث على وقعها هدمًا للدولة وتعطل تناميها والقبيلة هنا تتلخص في أنها نماذج مختلفة في البنية الفكرية والثقافية وكل قبيلة تتمتع بذاتها التي تقوم على القرابة تارة وعلى الولاء السياسي لأشخاص معينين تارة أخرى حيث تشكل القبيلة الهوية والسياسية ويكون الفرد فيها متشددًا لقبيلته وليس للدولة وعلى قيمها الشخصية ومبادئها القيمية لا قوانين ولا سياسات ولا علاقات بين الأفراد ولا عقد اجتماعي يتمثل في دستور ومجموعة من القوانين وهذا المشهد اختصارًا لما يحدث في إثيوبيا منذ عقود.

تشهد اثيوبيا الصراعات القبلية بين قومياتها المختلفة وهي الدولة التي تعد مثالُا على ولاء الفرد لمجموعته الإثنيَّة وتفضيلها عن الانتماء للوطن على اعتبار انها هويته الأولى حتى وإن كان جميع الأفراد في هذه القبائل يزعم بأن لديه عقيدة وطنية يعيش من أجلها لكن على مستوياتٌ سياسية وأخرى اجتماعية فهناك تناحرً قبلي يصل إلى التَّعصُّب المفرط وربما إلى الإقتتال واشتعال العنف.

بعكس ما يتظاهر المواطن الاثيوبي بانتمائه لوطنه فالأفراد في الدولة التي جاءت حكومتها الحالية بقيادة أبي أحمد وهو رجلًا من رحم القبيلة قد يتظاهر بالانتماء بهوية قيام دولة اثيوبيا وهو لا يعترف بدولة ولا بلغة رسمية غير لغته “عفان أورومو” كما هو الحال بالنسبة لافراد قبيلة الأورومو الذين يشكلون أغلبية في أثيوبيا إذ يرفضون الهوية الأثيوبية برمتها وترفض هذه العرقية بشكل قاطع التحدث باللغة الأمهرية.

إقرأ أيضًا….

14 دولة إفريقية تدفع ضرائب استعمارية لفرنسا حتى اليوم.. فهل مازالت قارتنا محتلة؟!

في حالة الصراعات القبلية من الصعب تقديم تنازلات فهي لا تقبل القسمة على اثنين وهنا نتحدث عن قبيلة متعصبة ترفض اللغة الأمهرية ووجودها كلغة رسمية للدولة في سبيل الحفاظ على هويتها وثقافتها بشكل منفرد وتدعي التماسك الاجتماعي فيما بينهم كما يدعيه أبي أحمد في خطاباته حيث يرى في نفسه أنه رجل سلام رغم انه صعد للسلطة نتيجة العصبية وتولى المنصب الأعلى في الدولة ليزيدها تعصبًا بسياساته الداخلية والخارجية.

وعلى أية حال فالدولة التي يعتلي سلطتها حكومة كنتيجة لـ الصراعات القبلية يع القبائل للسيطرة على الموارد من خلال جهازها الأمني القمعي فقد بلغ عدد ضحايا الاحتجاجات الإثنية والعرقية في دولة إثيوبيا في الأيام الماضية على وقع مقتل المغني هاشالو هونديسا وهو ينتمي إلى الأورمو العرقية لتي ينتمي إليها رئيس الوزراء أبي إلى 166 قتيلا بالإضافة إلى 167 جريحا وبلغ عدد المعتقلين 1084 شخصا.

لم تكتفي قبيلة الأورمو التي صنفت جماعة إرهابية عام 2009 من قبل حكومة بلادها فمازال الصراع قائمًا بين القبيلة والسلطات الحاكمة إذ أن العرقية التي ينتمي إليها أبي أحمد لن تتنازل عن السيطرة والإرهاب وتأجيج الصراع في ظل مطالبات أخرى بتكافؤ الفرص والحصول على الحقوق والحريات وهو ما يزيد التناحر بين القبائل الإثيوبية في الصراع الذي بدأ داميًا ولم ينتهي حتى الأن.

إقرأ أيضًا…

تمثال سامح شكري .. كيف اخطأت المواقع الإخبارية وحتشبسوت أولى يا سيادة الوزير

قومية الأورومو

تعيش عرقية الأورومو في اقليم أو منطقة أوروميا الواقعة وسط إثيوبيا و يشكل الأوروميون نحو 34.5 في المائة من عدد السكان ويتحدثون اللغة الأورومية ويعملون في الزراعة ورعي الأغنام وغيرها ويعتنق غالبيتهم الدين الإسلامي.

قومية الأمهرة

أما قومية الأمهرة فقد يعيش الأمهريون شمالي البلاد ويشكلون نحو 26.9 في المئة من عدد السكان في اثيوبيا ولغتهم هي الأمهرية ويعتنق أغلبهم الديانة المسيحية.

قومية التيغراي

ويطلق على هذه القومية بقومية الدولة العميقة و يعيش أغلب قبائل التيغراي شمالي إثيوبيا يشكلون نحو 6.1 بالمئة من عدد السكان في البلاد ويعتنق غالبيتها الديانة المسيحية.

الصوماليون

أما الصوماليون فيعيشون في منطقة تسمى أوغادين في شرق البلاد ويشكلون نحو 6.2 بالمئة من عدد السكان ويعتنق أغلبهم الدين الإسلامي.