“عن حلم هرتزل الذي بدأ قبل احتلال فلسطين بـ 50 سنة

منذ أن بدأ رجل الأعمال اليهودي موشيه مونتفيوري أولى خطواته في تحقيق فكرة حلم الوطن الدائم لليهود سنة 1840م، كان تيودور هرتزل أشهر رموز الكيان الصهيوني وسعى لتحقيق هذا المراد، وكان لهم هدف واحد وهو “دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات”.

تأسست إسرائيل رسميًا سنة 1948م بعد هزيمة العرب في النكبة، وأعلن دافيد بن جوريون تأسيس الكيان المزعوم، وفي ذلك حقق ما كان يسعى له هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية في العالم المعاصر، وهي نبوءة الظفر بأرض الميعاد التي ورد ذكرها في سفر التكوين.

اقرأ أيضًا 
هل توقع “مرنبتاح بن رمسيس الثاني” زوال إسرائيل منذ آلاف السنين؟

حين قامت الحركة الصهيونية، لم يكن هدفها في المقام الأول الظفر بأرض فلسطين بقدر الاستيلاء أولًا على أراضي سيناء بالكامل، وشهد يوم 29 أغسطس 1897م انعقاد أول مؤتمر للصهيونية.

رفض هرتزل أن تكون فلسطين هي الوطن المختار للكيان الصهيوني، نظرًا للكشافة السكانية العالية بها، لكن على الرغم من ذلك كانت هي مجرد دولة وسط قائمة لـ3 دول مقترحة لإقامة وطن اليهود، إما في الأرجنتين أو أنجولا وبينهما فلسطين.

اقرأ أيضًا 
المطران كبوجي “المقاوم الذي كرهته إسرائيل فأوقعته بالخيانة”

كما رفض أغنياء اليهود تمويل ذلك المشروع، وجذب من بقاع الأرض في دولة واحدة، فتمكن هرتزل من ربط الإمبريالية بالعقيدة فجعل الوطن هو وعد الرب في أرض الميعاد، ونظرًا لأن المسألة ارتبطت بالعقيدة فكان لا بد أن تكون مصر على رأس الأولويات، ولا توجد بقعة مهمة في مصر لليهود سوى سيناء.

تذكر موسوعة الصهيونية للدكتور عبدالوهاب المسيري، أنه بعد انعقاد المؤتمر الصهيوني بمدينة بازل في 23 أغسطس عام 1897 الذي نص على إنشاء وطن قومي لليهود، تطوع يهود مصر في دعم هذه الدعوة وتحملها ماركيو روخ الذي جاء إلى مصر عام 1896م، وأسس منظمة صهيونية عرفت باسم جمعية ماركو خيا” الصهيونية، وبدأت تتواصل مع هرتزل.

إقرأ أيضا

مسرح عرائس غزة .. الفن كسلاح ردع لليأس

عقب انعقاد مؤتمر بازل، اتجهت أطماع هرتزل صوب سيناء وسعى بالفعل لإقامة وطن قومي لليهود فيها، حيث كان يرى أنها الأفضل وكان يطلق عليها فلسطين المصرية، ولو تمكنت شركة يهودية من أن تضع أقدامها فى سيناء والعريش فإنه سيبدأ بإنشاء مشروع الوطن القومي، وكان يخطط للانقضاض منها على فلسطين.