عن رياض الهمشري و عاطف الطيب .. ولاد الناس يتفات لهم بلاد
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
التاريخ جامد صلد، ينقل أحداثا رئيسية، لا يملك احساسا يخبرنا بأن رياض الهمشري كان يخوض معاركا من أجل أجره لأنه كان يهب نصفه فقط للمحتاجين – زوجته لا تعرف -، بينما كان عاطف الطيب يوزع الماء والغذاء على عساكر المرور لأنهم مجبرين، كلاهما كان مختلفا، كلاهما كان لديه موهبة تفوق أهل مهنته كلهم.
يقول الخبراء أن رياض الهمشري كان بليغ حمدي الثاني، صنع كلاهما التطور الحقيقي في الموسيقى المصرية والعربية، كان رياض الهمشري امتدادا يليق بموهبة بليغ لكنه لم يلق التكريم لذي يستحقه لضعف تدوين فن الثمانينيات ، لكن واجب على كل من عاصر تلك الفترة أن يلقي بشهادته عن هذا الملحن الفذ الذي كان يفاوض على أجر “الغلابة”، اعتمد تلك النظرية منذ بدياة انتشاره، قال لأحد أخصائه أن لهم أجرا في موهبته، أعطى لهم هذا حتى رحل، لم يهتم كثيرا بما يحصل عليه، لكنه حارب من أجل أجرهم من أجل جنيه زيادة يحصلون عليه، أعطى نصف أجره للمحتاجين وأخفى هذا حتى عن زوجته، أعتبره دينا في رقبته وسدده حتى أخر لحظة في عمره.
لم يكتف رياض الهمشري بتطوير الموسيقي العربية في العقد التاسع والعاشر من القرن العشرين لكنه فضل أن يبقى إنسانا يفعل ما يفعله من أجل محتاج.
كذلك كان عاطف الطيب، مخرج السينما الذي كا يطبخ وجبات مخصوصة لعساكر المرور يدور عليهم بها محملة بالفاكهة والمياه المثلجة من أجل تعويضهم عن المجهود، كل يوم، دون كلل أو ملل.
يطبق كلاهما قول رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام : إن لله عبادًا اختصهم لقضاء حوائج الناس
كان كلاهما عبدان صدقا ما عاهدا الله عليه، كانا مبدعان أدهشانا كثيرا بما قدما وكأنهما كان يدركان أن الرحلة قصيرة جدا.
كلاهما حارب من أجل المعدمين متغاضيا عن روحه وكأنه مسؤولا عنهم
رحمة الله على رياض الهمشري
رحمة الله على عاطف الطيب.
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال