716 مشاهدة
عندما بحث المخرج نور الشريف عن سيناريو “يشيله”.. والمنصات العالمية اجتمعت على السيناريست
-
ولاء جمال
كاتب نجم جديد
ليس انحيازا للكتابة الحبيبة ولكنها الحقيقة المؤكدة أن أقوي وأهم حلقة في العملية الفنية هي السيناريو، بل أنه العمود الفقري الفني للسينما والدراما ..سألوا المخرج الإيطالي الكبير “فيلليني” ذات يوم ماهو أهم شيء في العملية الفنية بأكملها فقال:”السيناريو”فهو كل شيء قالوا له ورقم اثنين رد قائلا:السيناريو وسألوه عن رقم ثلاثة فقال السيناريو أيضا.
العبقري نور الشريف بكل ثقله الفني والإنساني والثقافي حين أرد ان يخرج فليما، إذ أنه كان يحلم حينذاك بالإخراج رغم أنه نجم كبير ولديه شركة انتاج خاصة، لكن ظل حلم الإخراج يراوده حتي بعد أن كبر وكان لديه سيناريوهات كثيرة في شركته، ولكنه ذهب للسينارست محمد حلمي هلال لأنه كان يعرف قيمته ككاتب سيناريو له ثقل في كتابته.
ولأن نور الشريف ذكي ومحترف ويعلم تماما عمق وخفايا الفن من جذوره فقد قال له “أنا عايز أخرج وعشان أخرج يبقي لازم أروح لسيناريو تقيل يشيلني ولن امثل فيه سأقوم بإخراجه فقط “.
لأن نورالشريف يعلم تمام ان السيناريو هو الأساس والعمود الفقري للعمل، بل أن الورق هو الذي سيحمله شخصيا بكل خبرات سنوات عمره وابداعه وبالفعل كتب له السيناريست محمد حلمي هلال فيلم “دخلة وداد”ذلك الفيلم البديع الذي جال بيه نور الشريف في عوالم جديدة عليه لينفذه ويخرجه.
ذهب بالسيناريو إلي وزارة الثقافة في فرنسا بعد أن ترجم نصه للغة الفرنسية ليأخذ منحة فنجح الفيلم وبالفعل أخذ منحة تسمي خدمات إنتاجية، فاز الفيلم بدون وساطات أو علاقات دون جميع السيناريوهات المقدمة من جميع أنحاء العالم، وهذا كان نصرا ضخما كتبت عنه أغلب الصحف أيامها .
إلي هذا الحد يعرف الفنان الحقيقي قيمة الورق، ليس كما من الكلمات وجمل يكتبها عدة أشخاص مما يسمونها الأن ورش سيناريو أو انصاف مواهب كتابة قتلت الدراما.
اقرأ أيضا
إن نجاح الدراما والسينما مرهون بالورق والكتابة والسيناريو مهنة من أصعب المهن ليس لأي شخص حتي اذا كان كاتب قصة ممتاز ان يكتبها، وإلا كان كتب قديما إحسان عبد القدوس ويوسف ادريس وطه حسين سيناريوهات قصصهم التي مثلت في السينما كدعاء الكروان وغيره، وفي الدراما كان السينارسيت له احترامه وهيبته وكلمته الأولي .
كذلك مايحدث الأن في المنصات العالمية حسم الأمر بأن أهم شيء لديهم هو السيناريوهات والكتاب فعند إجتماع كلا من ديزني ونت فيلكس وإتش بي أو أتفقوا علي أن المجد والمستقبل للمنصات الرقمية وهي مسألة محسومة بالنسبة لهم، ولقد اتفقوا علي أن هناك إشكاليه واحدة يجب عليهم جميعا الإتفاق عليها وهي صناع المحتوي “كتاب السيناريو”وبالفعل إتفقوا علي أن كل منصة تحتفظ بصناع المحتوي الخاصين بها دون مزايدة من طرف علي أخر لخطف احدهم عن طريق رفع أجره، وخذ هنا في اعتبارك عزيزي القارئ أنه لم تتواجد عندهم اشكالية النجوم مثلا او أي حلقة أخري في العملية الفنية لا بل كتاب السيناريو، ماكانوا حريصون عليه أثناء اتفاقهم لأنهم يفهمون أن هذه الصناعة بمليارات الدولارات وتجني تلريونات من المكاسب وأن السيناريو أهم مافيها وهو عمودها الفقري.
بينما هنا غاب هذا المفهوم عنا في مصر بل انهم ضيعوا كتابا كبارا قامت علي أكتافهم الدراما المصرية والعربية مازال عطائهم موجود ويكتبون الي الأن ولكن القائمين علي الدراما يعتبرون ان السيناريو ماهو إلا “شوية ورق “أي شخص يكتبه بما يمليه عليه النجم او النجمة والمنتج ولا داعي لدفع ثلاثة ملايين مثلا لكاتب سيناريو كبير مبدع.
ومن هذا المنطلق كثرت ورش السيناريو وانصاف المواهب ورغم عددهم الكثير في المسلسل الواحد إلا أنهم لاينتهون من الكتابة بل يكتبون علي الهوا اثناء التصوير، وتجد المشاهد ترسل للفنان علي الواتس أب في نفس يوم التصوير أو قبلها بيوم وهكذا ضاعت الدراما لعدم فهم ماهي قوة مصر الناعمة التي اصبحت في يد من لايعي ولايدرك حجمها والتي يريد أن يدخل ليعبث بها الأن أحدهم ولما لا وهو يراها في أضعف حالتها والقائمين عليها عكروا المياه التي يريد أن يصطاد فيها كعادته.
الكاتب
-
ولاء جمال
كاتب نجم جديد
الوسوم
ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
1
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide