عن شقة حمو بيكا .. متى ترعرع في وادينا الطيب كل هذا القدر من الحقد؟
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بالإضاءة الحمراء اللاذعة ، والعفش الدمياطي المبالغ في زينته ، واللمعان والبريق على الحوائط .. بالفانلة الصفراء وشورت رأس البر ، بجواره نمر التسعينات الأصفر الفاقع ، التقط نجم المهرجانات حمو بيكا سيلفي بعد أولى أيامه في قفص الزوجية ، قائلًا : ألف حمد وشكر ليك يا رب على نعمة الزوجة الطيبة وعقبال كل شاب وبنت .. حبيبي يا رب .
وبعد نشر هذه الصورة بثواني معدودة ، ضربت ماسورة من الحقد والغل والحسد الفج، المباشر ، من جميع الأطياف .. هناك من كان يتمنى زوال النعمة من الرجل علانيةً دون النظر لأي اعتبارات للخشا ولا العيب ولا غيره ، على كل ، تم تدمير نفسية الرجل وتسميم ليلة فرحلة بمثل هذه التعليقات ، ضف إلى ذلك التعليقات عن إن (الفلوس) لا تصنع الذوق ، وكأن حمو بيكا قال أنه من خريجي فيكتوريا كولدج .. وكأن حمو بيكا أدعى ثقافة ما أو قال ما قاله كثيرين من قبله بعدما لعب البلية معهم .. كل هذا يقودنا إلى سؤال كبير .. متى تحول مجتمعنا من مجتمع الخشا والأدب والذوق إلى مجتمع الزومبي ؟
إجابة هذا السؤال لابد أن تكون على أرضية صريحة من أول الكلام ، أنا أفهم جدًا أن يحقد رجل كادح على رجل لا يمتلك أي موهبة وفجأة تنزل عليه الملايين كالمطر ، وأي كلام غير ذلك في اعتقادي هو أونطة في أونطة ، طبيعي أن يشعر أحدنا بذلك فهي مسألة نفس بشرية، وطبيعي أيضًا ألا ترضى عن فنهم لأنه في الحقيقة لم ولن يكون فنًا ، في النهاية نحن أنفس بشرية والشنطة لا يوجد فيها كتاب دين .
وإذا اتفقنا على النقطة الأولى ، فإننا مضطرين للانتقال إلى المنطقة المليئة بالأشواك .. وهي المنطقة الملموسة التي نستطيع أن نعلن عليها الحرب ، هذه المنطقة تكمن في التصريح بتلك المشاعر ، وهو أمر غاية في الخطورة أن يفقد الإنسان سيطرته على كل ما بداخله ، ويرمي بكل هذه القاذورات إلى العامة ، فيتفشّى القبح ، وينزل الموضوع من الحقد على فنان أو مطرب أو رجل مشهور ، إلى حقد واضح بين الناس وبعضها .. كل من سيتميز عن الآخر بميزة ضئيلة للغاية سيحقد عليه الجميع بشكل مباشر .. كارثة مجتمعية بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. أنت الآن غير آمن في مشاركة الأقارب لحظاتك أفراحك ، اللحظات التي تنتظرها عمرًا طويلًا لتشاركها مع أحبائك ، الآن تشك في نوايا من حولك .
أضرار جانبية
البعض يظن خطئًا أن حمو بيكا وشاكوش وشطة وغيرهم مجموعة فقدت المشاعر ، والبعض يصادر حقهم في الحياة ، والأغلب يقول : كفاية عليهم الملايين ، لا بد أن نسمم لهم هذه الفلوس بشكل أو بآخر .. والحقيقة أن هؤلاء المجموعة في الأخير عبارة عن بنى آدمين ، يزعجهم السب واللعن والحقد المباشر كما يزعج أيًا منّا .. بالإضافة لأنهم لا يحملون أحقادًا كفنانين كثيرين يبدو على كلامهم الدبلوماسية وهم وحوش في الكواليس . ربما أنك لا تظن أن بيكا قد نام ليلة حزينة بالأمس .. لكنه في أعماق نفسه .. بالتأكيد فعلها ! .. هناك مقولة مصدرها غير محدد لكنها أصدق ما يمكن قوله في ختام هذا المقال : الحقد كالوحش النائم داخلك .. لا تطعمة وإلا التهمك !
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال