همتك نعدل الكفة
105   مشاهدة  

عندما طلب نزار قباني قصيدة مديح في زوجته من شاعر آخر!

نزار قباني
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



يحكي الشاعر أحمد فهمي خطّاب في مقاله بالأهرام، والمنشور في عام 1998، عن قصة جمعته بالشاعر الكبير نزار قبّاني، وكانت غرابة الحكاية في أنه ذكر “قبّاني” بنفسه طلب منه كتابة قصيدة في زوجته العراقية بلقيس الراوي، ويقول: قابلت نزار قباني بمكتبه بحي العزيزية بالعاصمة اللبنانية بيروت سنة 1970، ولا يمكن أن أنسى اللقاءات التي قد تلت هذا اللقاء العاصف الذي اشتد الخلاف بيني وبينه فيه حول قوله: (قتلناك يا آخر الأنبياء .. قتلناك) .. والواقع يخالف ذلك تمامًا لأن جمال لم يكن نبيًا ولم يقل قائل سواك إنه كان نبيًا .. ولأنه لم يقتل !! .. وقد سألته في هذا اللقاء:

هل هذا الافتراء من باب أعذب الشعر أكذبه؟!

لم أزل أذكر ما اعتراه من لجلجة ولعثمة وعجز عن الإجابة .. وقولي له : يكفي هذا اعترافًا منك بلسان الحال بالخطأ والخطيئة .. وهما من صفات البشر إلا من رحم .. وقليل ما هم .. ولم أذل أذكر الهدوء والصفاء بعج تلك العاصفة القاصفة الخاطفة .. وما أسمعني من أشعاره، وما أسمعته من أشعاري التي وصفها بقوله .. لو سمع أو قرأ فُلان شطرًا واحدًا من أي بيت من هذه القصائد لكنت قبل الآن في خبر كان !! وقد طرب وعبرت عنه ابتسامته لوصفي له بشاعر الغواني .. وكانت إحداهن موجودة وقتذاك ويبدو عليها أنها من الهائمات به وبشعره!!

 

وقد تعددت بعد ذلك بيننا اللقاءات .. وظل حبل الود ممدودًا متصلًا وواصلًا بيننا حتى رحل قبلي .. وعدم الرحيل مستحيل .. ولا فوت من الموت .. وإنا لله وإنا إليه راجعون .. وإذا نسيت .. فلن أنسى وما حييت ما قاله عني وهو يقدمني لزوجته الجميلة النبيلة (بلقيس) وفاجئني بقوله : هيا ارتجل ما يلهمك جمالها وجلالها الآن .. ثم أسمعها قصيدتك الرائعة “ذكريات” .. فأنشدت مرتجلًا سبعة أبيات لم أذكر الآن سولى مطلعها :

 

(بلقيس) .. ماذا قال عنك الهدهد! .. وفي هذا إشارة إلى بلقيس ملكة سبأ وهدهد سليمان وقد ورد ذكرهما في القرآن! .. آه .. ثم آه من نعمة النسيان حينًا .. ومن نقمته في كثير من الأحيان .. وآه ثم آه من الذكريات التي تمسي سرابًا بعد أن كانت شرابًا !!

نزار قباني وزوجته
نزار قباني وزوجته

وأسمعتها هذه الأبيات من قصيدة ذكريات:

ترى تذكرين كما أذكر  …  زمانًا مذى ذكره مسكر؟!
زمانًا به مصر كانت لنا  …  وكنّا بجناتها نسمر؟!
وكانت الربيع شهي الجني …  وكانت لنا جنّة تثمر؟!
وكان الشباب قشيب المني  …  وكل المنى أنت يا كوثر؟!
وكانت وكنت وكان الهوى  …  وكانت لنا في الهوى أسطر؟!
ترى تذكرين كما أذكر  …  وقد ضاع منا الذي نذكر؟!
نعم ضاع منّا الذي نذكر  …  ودام لنا الحب يا عنتر!!

 

وطالبا أن أسمعهما قصيجى لبنان التي أذيعت ونشرت فأسمعتها هذه الأبيات:

 

طبا يا لبنان أرضًا وسماء   …   وشبابًا ورجالًا ونساء
كل شئ فيك يختال جمالًا  …  وكمالًا وجلالًا وبهاء
كل فرد فيك حر دون قيد  …  وبلا خوف يناجي الرؤساء
يا ملاذ الحر من كل مكان  …  دمت للحر ملاذًا ورجاء
فيك حرية عطر شذاها  …  يجعل الحاكم والمحكوم سواء

 

إقرأ أيضا
شادية

سألتني فاتنة اسمها أسماء ألا يستحق نزار منك ملحمة رثاء؟! .. قُلت لها:

أسماء ..  يا ذات الوفاء النادر

صعب  .. رثاء الشاعر للشاعر

 

الكاتب

  • نزار محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان