غزالة بنت عمار ونسوة من الريف..كيف واجهن جرائم الاغتصاب؟
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
“لقد هتكوا عرضي واغتصبوني وتحملت اعتداءات بربرية” كلمات قاسية قالتها المجاهدة الجزائرية لويزة إغيل أحريز عبرت بشكل من الأشكال عن وحشية وفظاعة تعرض الجزائريات للإغتصاب من قبل الاستعمار الفرنسي أثناء الجلسة التي اتهم فيها الجنرال موريس بتهمة الاغتصاب وانتهاك العرض لتكون من أول المجاهدات اللائي رفعن راية الشجاعة لمواجهة الانتهاكات الجنسية المسكوت عنها والتي فعلها الفرنسيين بكل بذائة وخسة.
يعتبر “قبايلي هواري” الكاتب و أستاذ التاريخ أن جرائم الاغتصاب من قبل الجنود الفرنسيين ضد الجزائريات خلال الثورة كانت وليدة حالة من الكبت وأنها نزعة سادية ويضيف هواري المهتم بتوثيق جرائم الاغتصاب وهتك الأعراض إبان الحرب التحريرية أن الاحتلال وقتها اتبع استراتيجية بتوظّيف الاغتصاب كعمليات حرب أو كعملية إخصاء رمزي خاصة في المجتمعات الذكورية التي تقدس الشرف في ظل غياب تاريخي عن الأرقام الحقيقية للجزائريت اللائي تعرضن للإغتصاب من قبل جنود الاحتلال الفرنسي.
في كتابه بعنوان “La villa Susini – tortures en Algérie, un appelé parle” يقول الكاتب الفرنسي هنري بوليت إن الجنود المحتلين كانوا سيئين للغاية ويعتبرون أن الاعتداء الجنسي ما هو إلا جائزة لهم مؤكدًا أنهم كانوا يتنافسون على من يعتدي جنسيا على أكبر عدد من الجزائريات ومن يكون الأوّل في اغتصاب أوّل امرأة جزائرية تدخل المبنى.
وفي شهادة دونها التاريخ استدل الأكاديمي قبايلي هواري بشهادة أحد الضباط الفرنسيين يروي فيها قصة إحدى هؤلاء النسوة كن يواجهن الاغتصاب بطلاء أجسادهن بفضلات الحيوان والفحم ومن احدى هؤلاء النساء يُذكر في التاريخ الجزائري السيدة “غزالة بنت عمار” وهي شهيدة أوارس وتُعرف أيضًا باسم ” غزالة بنت أوراس” وهي تنتمي لمنطقة “تازبنت” والتي بدورها تتبع ولاية تبسة في جبل أوراس.
لم يكن سهلًا على النساء الجزائريات أن يواجهن عمليات الاغتصاب المنظمة من قبل جنود الاحتلال إلا أن غزالة وجدت اسلوبًا لمواجهة الجنود ولللحفاظ على شرف الجزائريات من خلال صعودهن إلى أسطح المنازل و تجتمع النسوة من سن 7 سنوات إلى 60عاماً فتمسك كل واحدة منهن في يد الأخرى فيتحولن إلى كتلة بشرية واحدة وإذا حاول الجنود الفرنسيين سحب امراة جميلة منهن أمسكت فيها إيدي عشرات النساء فيكون ذلك حائلا دون الاعتداء عليها.
تمسكت غزالة بأسلوبها في المواجهة والوقوف أمام الجنود المغتصبون بمجرد سماعها صوت السيارات تجعل النسوة يطلون اجسادهن بروث الحيوانات وتصيح للباقيات بأتين جميعهن إلى فناء المنزل ليقمن بنفس الفعل ثم يقمن جميعهن بمسح اجسادهن بالفحم المتراكم اثر دخان الحطب.
إقرأ أيضًا..في الرد على عبدالله رشدي “محمد علي باشا لم يكن محتلاً لمصر ولا الدولة العثمانية”
عندما علم جنود الاحتلال بما تقوم به غزالة بنت عمار القى القبض عليها وقام بضرب قفص بسلاحه فاستمرت 3 أيام تتقيأ الدم إلى أن فرغ جسدها منه وقضت غزالة نحبها في سلام.
تقول بعض المصادر عن المصور الفرنسي الذي ألتقط صورة لهذه المجاهدة والمرأة الحرة غزالة بنت عمار أنه دون في مذكراته قائلاً: “لم أخف في حياتى كلحظة التقاط الصورة لهذه المرأة في الأوراس”.
الكاتب
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال