همتك نعدل الكفة
405   مشاهدة  

فؤاد المهندس .. ورث خفة الدم من أبيه وعشقه للمسرح جعله يمثل وهو مصاب بجلطة

فؤاد المهندس


 

عُرف عنه خفة الدم وسرعة البديهة، ولُقب بـ” أسطورة الكوميديا” بعد رحلة فنية عظيمة ترك فيها تاريخًا طويلًا من الأعمال المتنوعة التي لا تزال حية بين الجمهور حتى الآن، إنه أستاذ الفن المصري ” فؤاد المهندس ” الذي استطاع بروحه الخفيفة المرحة وأعماله الكوميدية أن يرسم البسمة على وجوه أجيال كاملة.

ولد ” فؤاد زكي المهندس” في يوم السادس من سبتمبر عام 1924م، في منطقة العباسية بالقاهرة، وكان ترتيبه الثالث في العائلة بعد أختين، شقيقته الكبرى هي الإذاعية الكبيرة “صفية المهندس”، والثانية “درية المهندس”، وشقيقه الأصغر هو سامي المهندس أحد لاعبي كرة القدم بنادي الزمالك في الخمسينيات، وهو ابن عالم اللغة العربية ورئيس المجمع اللغوي الأسبق “زكي المهندس” وقد ورث عنه “فؤاد” خفة دمه وروحه المرحة.

 

إقرأ أيضًا…سياحة أضرحة (2) سيدي محمد الأنور .. عم نفيسة العلم الذي لم يتركها حيةً وميتة

درس “فؤاد المهندس” بكلية التجارة في جامعة القاهرة، وانضم لفريق التمثيل بها حيث ظهر عشقه للفن وخاصة المسرح منذ الطفولة، منذ أن كان يشاهد مسرحيات نجيب الريحاني، وفي إحدى المرات ذهب إلى الريحاني وطلب منه أن يعينه مساعد له فأعطاه الريحاني نقود ليشتري له سجائر، فكان في منتهى السعادة لأنه اقترب منه، وانضم إلى فرقته بعد ذلك، ولكن الريحاني لم يعطه أي دور في مسرحياته، فتركه وانضم إلى فرقة “ساعة لقلبك” التي كانت بداية مشواره الفني.

المهندس وهتلر

فؤاد المهندس
أحب المهندس المسرح لدرجة أنه قدم مسرحية “إنها حقًا عائلة محترمة” مع الفنانة “أمينة رزق”، والفنانة “شويكار”، وكان مُصاب وقتها بجلطة في القلب، وعلى الرغم من أنه قدم العشرات من الأدوار فيما يقرب من 70 فيلم سينمائي، إلا أنه ظل طوال حياته يحلم بتقديم دور هتلر في السينما، حيث ذكر سابقًا في أحد اللقاءات أنه أراد بشدة تقديم شخصية هتلر في السينما المصرية من الجاني الاجتماعي الكوميدي، وذلك لأنه يعشقه بشدة وكان يراه خفيف الظل، وروى أن موسوليني كان يتضايق كثيرًا من هتلر لأن الأخير يأكل المكرونة أفضل من الإيطاليين نفسهم.

عقدة السواق

فؤاد المهندس
كان لفؤاد المهندس نوادر كوميدية كثيرة، خاصة مع السائقين، وكان يكره السائقين الشباب، فهو يراهم متعجلين وغير ملتزمين بمواعيدهم، وذات يوم أحد الأيام أخبره الماكير “محمد عشوب” أنه وجد له سائق كان يعمل لدى النحاس باشا، وفرح المهندس كثيرًا بـ “عم علي”، حيث أنه كان رجلًا كبير السن يصر على ارتداء الطربوش.

وفي أول يوم عمل كان من المفترض أن يتجه من منزله في الزمالك إلى موقع تصوير فيلم “شنبو في المصيدة” في إحدى الشقق بحي عابدين، ولكن لم يذهب المهندس في فاتصلوا به في المنزل واخبرتهم زوجته الفنانة شويكار أنه خرج من الساعة الثامنة والنصف، ليخرج الجميع يبحثون عن الأستاذ المفقود، ووجدوا سيارته على شريط الترام محطمة وتم نقله إلى مستشفى المعلمين، حيث اكتشفوا أن السائق يعاني من ضعف في البصر والسمع، وأنه لم يكن يومًا سائقًا للنحاس باشا.

فؤاد المهندس يشتري الأهرام

إقرأ أيضا
أنا وهو وهي

فؤاد المهندس
واقعة أخرى للمهندس مع السائقين، حيث رشح له أحد الأصدقاء سائق آخر، وفي أول يوم عمل له كان ذاهبًا للإذاعة لتسجيل برنامجه الشهير “كلمتين وبس”، وطلب من سائقه “رؤوف” أن يذكره بشراء “الأهرام”، واندمج الأستاذ في قراءة نص الحلقة، ولم يشعر بالوقت، وفجأة انتبه للطريق ولمح من النافذة لافتة فندق “مينا هاوس”، فسأل سائقه: “ده مينا هاوس يا رؤوف إيه اللي جابنا هنا؟”، فأجابه: “هو أنت مش عايز تشتري الأهرام يا أستاذ؟”، فيرد فؤاد: “وافرض يا سيدي اشتريت “الأهرام” تقدر تقولي هانحطها فين؟ ياعم قصدي جريدة الأهرام يا رؤوف”.

وفاته

فؤاد المهندس
توفى العبقري “فؤاد المهندس” في 16 سبتمبر عام 2006م، عن عُمر يناهز 82 عاما، وذلك بعد معاناة طويلة مع أمراض الشيخوخة وتعرضه لحالة من الاكتئاب الشديد عقب نشوب حريق بمنزله أتى على محتويات غرفته الخاصة، وزادت حدة الاكتئاب بعد رحيل صديق عمره الفنان عبد المنعم مدبولي.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان