همتك نعدل الكفة
247   مشاهدة  

فاطمة رشدي .. عندما تصفعك القاهرة (2)

فاطمة رشدي .................................... عندما تصفعك القاهرة (2
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



في الحلقة الأولى من مذكرات فاطمة رشدي بخط يدها .. سردنا تفاصيل الصدفة التي كتبها القدر لدخول الطفلة السكندرية الصغيرة إلى الفن، وهجرتها الأولى من الإسكندرية للقاهرة للسعي حتى تشق طريقها للتمثيل ومن قبله التمثيل .. سردنا أيضًا كيف كانت الطفلة فاطمة رشدي تنتظر الفرصة على أحر من الجمر وكيف استغلتها بجراءة لا تتناسب مع سنها الذي لم يكن يتجاوز الحادية عشر…  اقرأ الحلقة الأولى كاملة من هنا :

وإليكم الحلقة الثانية حيث قالت :

“كل ما أرجو من الله أن ينعم به عليّ أن أصبح مغنية كهؤلاء اللواتي يعتلين المسرح فيصفق لهن الجمهور”

لكن الشيخ سيد درويش – عند حضورنا إلى القاهرة- وجد أن الفرقة التي كلمنا للعمل بها قد حُلت، وسعى لنا عند نجيب الريحاني الذي كاد يرانا حتى استصغر سننا وقال : ماذا أفعل بفتاة وطفلة لم تتجاوز الأحد عشر ربيعًا ؟ .. ثم فوجئنا باستغنائه عنّا بطريقة لطيفة ، إلا أنه في الوقت نفسه طمأننا بأن هناك فرقة في بورسعيد أرسلت تدعونا للعمل معها، وأنها أرسلت إلينا عربونًا ، لنسافر إليها ، وهو – وإن كان متألمًا لمفارقتنا فرقته- لا يستطيع ، بوحي من ضميره الحي ، أن يقف عقبة في سبيل مستقبلنا ، وهو مضمون مائة في المائة في بورسعيد!

فاطمة رشدي
الفنان سيد درويش

وحزمنا أمتعتنا، ويممنا شطر بورسعيد لنبدأ حياتنا الجديدة. ولكن … ما كاد يستقر بنا المقام، حتى عرفنا أن الفرقة هي فرقة سيرك لا فرقة تمثيل ، فدهشنا وتضايقنا .. فهل نمتنع عن العمل ؟ لا نستطيع . كان صاحب السيرك قد ربطنا بالعربون الذي قبضناه في القاهرة! .. هذا، إلى أن هذا العربون كاد أن يتقلص، فلابد من العمل كي نعيش في هذه المدينة التي لا نعرف فيها أحدًا.

وفي الليلة الأولى ، يوم وصولنا ، وقفنا في حلقة السيرك، والجمهور من حولنا، وعن يميننا وعن شمالنا ،ومن أمامنا ومن خلفنا ، وشرعنا نغني، فأسمعنا المتفرجين الذين في مواجهتنا ، والقريبين ممن حولنا، ولكن الذين خلفنا لم يسمعوا شيئًا .. فصاحوا بنا :

  • شفنا إيه من وشكم لما تدونا ظهوركم؟

فلم نرَ بدًا من اللف والدوران في الحلقة لنرضي الجميع، وبعد دورتين اثنتين وجدنا نفسنا غارقين في موجة من الضحك لم نقوى على مقاومتها، وتاهت الكلمات في فم كل منا، وسقطنا على الأرض من شدة الضحك على هذه المهزلة … وضج المتفرجون، بعضهم يضحك منّا ، وبعضهم يصيح ساخطًا علينا ، وحدث هرج شديد.

لم يجد معه صاحب السيرك إلا أن يرسل إلينا المصارع الضخم ليلتقطني على الأرض بيمناه ويلتقط الأخت بيسراه ، وأسرع بنا إلى الطريق فألقنا في عرضه، وهو يشيعنا أجمل تشييع، بقوله :

إقرأ أيضا
عيد الميلاد
  • روحوا جاتكم داهية
  • وأسرعت أمي إلينا، فماذا نصنع ، وليس معنا من النقود ما يكفي للمبيت في أصغر فندق، فأحصت ما معها من القروش الباقسة من العربون، فإذا هي تكاد تكفينا للعودة إلى القاهرة بقطار نصف الليل ، فلما بدأ رحلته لفنا نوم عميق ، لم نفق منه إلا في محطة القاهرة . لقد غادرناها ، وعدنا إليها بعد ساعات ..

ولكن الله، الذي  قدّر لكا دابة رزقها ، يسر لما الرزق في مسارح روض الفرج – وكانت متعددة- ثم انتهى بي المطاف إلى مسرح البوسفور ، ألقى فيه الأغنيات التي أجيد غنائها ، فقد كنت ألقى من التشجيع والإعجاب ما حفزني على الاستزادة والإجادة.

  • انتظروا الحلقة الثالثة من مذكرات فاطمة رشدي بخط يدها .. حصريًا على “الميزان”
فاطمة رشدي .................................... عندما تصفعك القاهرة (2
الفنانة فاطمة رشدي

الكاتب

  • فاطمة رشدي محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
0
أعجبني
4
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
3


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان