همتك نعدل الكفة
148   مشاهدة  

فتوى قضت على إحداهن .. أشهر قارئات القرآن الكريم

فتوى


كان للأسر المصرية تقاليد تمسكوا بها لفترات طويلة، فكانت ليالى المآتم تقام ثلاثة أيام للرجال وثلاثة أيام للنساء، فكان لابد من وجود قارئات لإحياء  ليالي المأتم عند السيدات لكن فتوى صدرت مش شخص ما حرمت مصر من هذا التقليد

في البداية لم يكن هؤلاء السيدات يحترفن مهنة ترتيل القرآن، ولكنهن كن يحترفن مهنة النواح، أو المعددات كما كان يطلق عليهن أبناء الشعب، وكان الحاجة دربالة بالجيزة أشهرهن، فكانت قادرة على استدرار الدموع من عيون الجميع، إلى ان احترفت قراءة القرآن الكريم فترة من الوقت، لكنها لم تستمر طويلًا، فاقعدها مرض خبيث وتوفت وهي في الخمسين من عمرها

نبوية النحاس

كانت نبوية النحاس ترتل القرآن الكريم في الاحتفالات العامة والمناسبات الدينية، وفي المآتم والأفراح، وكان الاستماع اليها مقصورًا على السيدات، كما كان هناك قسم خاص للسيدات بمسجد الحسين يدخلن إليه من باب خاص

كانت نبوية النحاس واحدة من ثلاث سيدات اشتهرن في نفس الوقت، السيدة كريمة العدلية والسيدة منيرة عبده، وكانت«العدلية» اشهرهن جميعًا

كريمة العدلية

ظهرت العدلية في زمن الشيخ على محمود والشيخ منصور بدار، واشتهرت في العالم كله من خلال الميكرفون ايام الإذاعة الأهلية، وعاشت حتى تم تمصير الاذاعة، وظلت تذيع القرآن الكريم حتى فترة الحرب العالمية الثانية، وكانت هناك قصة حب شديد بين كريمة العدلية والشيخ على محمود، كما ذكر الكاتب الصحفي «محموالسعدني» في كتابه ألحان السماء

كانت كريمة العدلية تعشق صوت الشيخ على محمود، وطريقته المميزة في الأداء، وكان هو يفضل الاستماع إليها ويفضل صوتها على أصوات بعض القراء، وكثيرًا ما كانت تصلي الفجر في الحسين في الركن المخصص الثري الطيب.حتى تتمكن من سماع صوت الشيخ على محمود وهو يرفع آذان الفجر بصوته

لم يسبق الشيخة كريمة العدلية واحدة من السيدات اللاتي احترفن ترتيل القرآن الكريم وانشاد المدائح النبوية إلا السيدة أم محمد

أم محمد

ظهرت في عصر محمد علي، وكان من عادتها إحياء ليالي شهر رمضان الكريم في حرملك الوالي.كما كانت تقوم بإحياء ليالي المآتم في قصور الجيش وكبار رجال الدولة، وكانت موضع اعجاب شديد من محمد على باشا، كما حصلت على العديد من الجوائز والهدايا، وأمر محمد على بسفرها لإسطنبول لإحياء ليالي شهر رمضان في حرملك السلطانة

توفت الشيخة أم محمد قبل هزيمة محمد على ومرضه، ودفنت في مقبرة أشئت خصيصًا لها في الإمام الشافعي، وجرت مراسم تشييع الجنازة في احتفال عظيم

منيرة عبده

لم تحقق الشيخة منيرة عبده الشهرت التي وصلت إليها كريمة العدلية، بالرغم من وصول صوتها إلى العالم العربي عبر ميكروفونات الإذاعات الأهلية المصرية، وعندما قرأت أول مرة عام 1920كانت فتاة صغيرة في الثامنة من عمرها، نحيفة الجسم، وضعيفة وكفيفة

أحدث ظهورها ضجة كبيرة في العالم العربي، ولم يمض وقت طويل حتى أصبحت الشيخة منيرة ندا من المشايخ الكبار، وتهافتت عليها الإذاعات الأهلية

في عام 1925 عرض علها أحد التجار الأثرياء التوانسة إحياء شهر رمضان في قصره بصفاقس وبأجر ألف جنيه. لكنها لم تستطع ان تحقق امنيته، فحضر الرجل إلى القاهرة لقضاء شهر رمضان في مصر

وعندما أنشئت الاذاعة الرسمية في القاهرة، كانت الشيخة منيرة في طليعة الذين رتلوا القرآن من خلال موجاتها، وكانت تتقاضى خمسة جنيهات، في الوقت الذي كان يتقاضى فيه الشيخ رفعت عشرة جنيهات، ومع ان الشيخة منيرة عبده كانت على علاقة طبية بكل القراء، إلا أنها كانت تفضل الشيخ محمد على الصيفي على الجميع، وكانت تعتبره شيخ القراء جميعًا. كما يقول «محمود السعدني» في كتابه

لكن فتوى لأحد المشايخ الكبار قال فيها ان صوت المرأة عورة، تسببت في اختفاء الشيخة منيرة عبده من الإذاعة وتوقفت إذاعة لندن وإذاعة باريس عن إذاعة إسطواناتها خوفًا من غضب المشايخ الكبار، على الرغم من الخطابات الكثيرة  من المستمعين التي ابدت فيها احتجاجها على ابعا الشيخة منيرة، إلا ان الإذاعة لم تستطع  ان تفعل شيئًا، واعتكفت منيرة في آخر أيام حياتها في بيتها حتى ماتت وهى تمارس هوايتها الوحيدة وهي الاستماع لأصوات العمالقة الذين انتقلوا الى رحمة الله، فقد كانت تحتفظ لهم بجموعة من الإسطوانات الكثير

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان