فراولة .. أزمة مسلسلات رمضان وأشياء أخرى

نحن أمام مشكلة حقيقية في مسلسلات الموسم الرمضاني خاصة والمسلسلات عامة بالفترة الأخيرة، وهي تورط صناع العمل في الاتفاق على عدد معين من الحلقات وعدم تسليم الحلقات قبل العمل.

فتخيل أيها القارىء أن الممثل لا يعرف نهاية دوره، ولا يعرف نهاية المسلسل، مما يجعله لا يتقن تحولات الشخصية ولا يعرف أولها من أخرها، وبكل أسف هذا يؤثر على عوامل أخرى مثل الموسيقى التصويرية التي يرسل المخرج مساعده كي يقول للمؤلف الموسيقي نريد  موسيقى بتيمة حزن!…دون أن يقرأ المؤلف الموسيقي الحلقات أو المشاهد.

مسلسل فراولة به عدة مشكلات ذكرناها في مقالات سابقة، ولكن وقع في فخ أزمة مسلسلات رمضان التي ذكرتها، والتي تسبب المط والملل، ففراولة كان حقه عشر حلقات فقط، ولكن التمسك بأن يكون المسلسل 15 حلقة حتى يغطي النصف الأخير من رمضان كاملًا.

فكرة المسلسل جيدة عن صراع الخرافة مقابل قوة العلم، ولكن مشت بنا في طريق به عدة مشكلات بجانب المط والتطويل.

اقرأ ايضًا
فراولة بين نقاط الضعف والقوة

على سبيل المثال علاقة شندويلي بميرال وتمسكه بالزواج منها وتكرار مشاهد مطاردتها كانت ضمن (الحشو) بالمسلسل وغير منطقية بالمرة، ولكن الثنائي أحمد فهيم وإيمان السيد كانا غاية في الجمال وأعطوا لأدوارهم حقها.

على صعيدٍ آخر زيادة استخدام الموسيقى التصويرية كان دون مبرر أيضًا، وزيادة استخدام الفواصل بين المشاهد كذلك.

وكنت أتمنى على مستوى الأداء التمثيلي أن نرى مشاهدًا مميزة للفنانة نيللي كريم، ولكن لم تسطع في هذا المسلسل بكل أسف، ولم تكن تؤدي ما يتناسب مع طبيعة المسلسل الذي كان كوميديا. وفي المقابل أجاد الفنان صدقي صخر دوره باتقان وصنع (كاركتر) دكتور إبراهيم بنبرة صوت مختلفة وأداء مختلف.

والحق أحق أن يقال، فالفنانة شيماء سيف كانت مميزة بهذا المسلسل ومن حسناته، وأضافت جوا كوميديا لم يتحقق في المسلسل كما يجب أن يكون سوى بمشاهدها هي والفنانة إيمان السيد.

وفاجئتنا بمشهد تراجيدي تتحدث فيه عن شبح عدم الزواج واحتياجها العاطفي في مشهد لخص أزمة فتيات كثر وكانت صادقة تماما ولم تؤديه بمبالغة أو بشكل ساخر يفقده المصداقية.

إقرأ أيضا

جريمة قتل المعالجة النفسية التي هزت هوليوود

وأجمل علاقات المسلسل كانت علاقة دينا بفراولة والتي نشأت من الطفولة بسبب رغابتهما المتقاربة، فأرادا أن يراهما أحد، يبحثان سويا عن الحب وعن الظهور.

أعجبتني الحلقة الأخيرة من المسلسل رغم كل مشكلاته والنهاية السعيدة التي ينتظرها الجمهور وتناسب طبيعة القصة والمسلسل.

في رأيي فراولة  يستحق المتابعة من باب الفضول ليس إلا، وحسناته الكبرى في أصحاب الأدوار الثانوية بالمسلسل.