أنا أبو البطلة .. شعور يستحق الحكي
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
دمعتك قريبة يا أسامة زي مامتك
الفوز أو التعادل يفصل فوز الشمس ببطولة الدوري العام، بنتي الوسطى فرح الشاذلي على شفا مباراة واحدة من الفوز ببطولة الدوري المصري للفريق الأول، بنتي على بعد خطوة من أن تفوز ببطولة مصر للسيدات، بطلة هي منذ أعوام، بطلة لأفريقيا وكأس مصر للناشئين لكنها على موعد أول بالتتويج ببطولة الدوري المصري للسيدات التي لم يفز بها نادي الشمس في تاريخه.
أركن سيارتي في صالة نادي الشمس في مصر الجديدة وأدخل الملعب أراها وهي تجري حركات التسخين تدمع عيناي – دمعتي قريبة – يختفي الجمهور والملعب ولا أرى سواها يقترب مني ابني الصغير علي ليعيدني للواقع، تراني فأشير إليها داعيا الله بالفوز، أحفظ دموعي طيلة المباراة، فخورا بكل ما تفعل حتى عندما لم طلبت التغيير في الشوط الأول لأنها غير راضية عن مستواها، فخور لأني أعرف جيدا أنني شاركت في صناعة بطلة.
فرح وأمينة
ترتدي فرح سلسلة معلق بها اسم أمينة والدتي، ترسل لي كل خميس دعاء طويل تتمنى فيه الرحمة والجنة لجدتها وزميلتها في الملعب حبيبة، أشعر بالامتنان كثيرا لتلك الرسالة رغم أني أحيانا لا أرد عليها، لكن اليوم في الملعب كنت سعيدا لدرجة كانت فيها الدموع تهاجم عيني لحظيا، تنسى فرح كل شيء في الملعب، تتحقق تماما تبدو سعيدة للغاية، لا تصدقوها حين تغضب أن ترتسم تكشيرة على وجهها، هي سعيدة منذ إطلاق صفارة الحكم وحنى صفارة النهاية، تحلق في السماء، متححقة شغوفة غارقة في حب اللعبة وزميلاتها حتى النهاية، تذكرني بنفسي حين أكتب لولا أن الكتابة فعل فردي بينما تمارس هي رياضة جماعية، تشبه فرح جدتها أمينة كثيرا في إخلاصها وفنائها فيما تحب، وكأنهما اقتسمتا روحا من الجنة.
يا مصر
لن أعيد الطلب بتكوين منتخب نسائي لتتمكن ابنتي من الوصول بحلمها للنهاية، لن أتحدث عما سبق في ليلة التتويج بالدوري، فقط سأخبر ابنتي أنني بكيت من فرط الفخر، شعرت بالسعادة كما لم أشعر من قبل، أدركت للمرة الأولى أن كل ما حققته في الحياة يتضاءل أمام انجازات أطفالي الثلاث الذين لم يعد بعضهم طفلا حتى لا تغضبي أنت وريم.
أن الطموحات تبدو قليلة ومحدودة أمام نجاحات الأبناء، وأن فوزك اليوم كان حدثا رائعا وهبني الكثير ن الطاقة والفرح
ألم أكن صائبا عندما اخترت اسمك قبل ١٩ عاما؟
تحية أخيرة لك ولكل زميلاتك الرائعات شيماء الوزيري وملك شاهين وآية طارق وكل من شاركن في هذه البطولة الرائعة
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال