همتك نعدل الكفة
60   مشاهدة  

فرقة طبلة الست … الإجابة على سؤال الهوية المفقود

فرقة طبلة الست
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



في ظل الحديث حول الهوية المصرية والاتهامات التي توجه إلى جيل الألفية المعروف بجيل Z بانسلاخه عنها والانفصال الشديد عن جذوره بل وتبني ثقافات مغايرة لثقافتنا، تأتي فرقة طبلة الست لتبيض ساحة هذا الجيل وتنفي تلك الإتهامات بل وتجيب بكل بساطة ودون تنظير وإدعاء على سؤال الهوية المفقود.

فرقة موسيقية أغلب أعضائها من السيدات والبنات غالبًا لاتتخطى أعمارهن الثلاثين، هدفها إحياء ونشر التراث الموسيقي المصري من خلال عروض موسيقية تعتمد في الأساس على الإيقاع بكافة الاّلاته “طبلة،دف،رق،صاجات” وهي الاّلات عادة ما يحتكرها الرجال، تعيد الفرقة تقديم التراث المصري المتنوع والثري جدًا وتقدم صورة مماثلة لحفلات السمر النسائية في المناسبات مثل “الأفراح، طقوس الحنة، والسبوع” وغيرها من المشاهد المتنوعة التي قاربت على الاندثار من المجتمع المصري.

تأسست الفرقة عام 2019 على يد “سها محمد على” التي تعتقد أنها لم تخلق كي تكون حبيسة وظيفة مكتبية لذا اتجهت نحو تعلم العزف على اّلة موسيقية والغريب انها اختارت اّلة إيقاعية “الطبلة” التي يحتكرها الرجال، تلقت دروسًا أولية على يد عازف الإيقاع الكبير “سعيد الأرتيست” ونما عشقها لتلك الاّلة، لم يتوقف شغفها نحو الإيقاع فقط فقررت أن تخرج في رحلة بحث طويلة داخل تراثنا الغنائي، طافت العديد من المدن المصرية شمالًا وجنوبًا بغرض التعرف على نوعية الإيقاعات والأغنيات المشهورة في كل مدينة وقرية.

كلمة السر معبد دندرة

أثناء زيارتها لمعبد دندرة في قنا لفت أنظارها الجدارية الشهيرة للسيدات اللواتي يعزفن للمولود “حورس” شعرت أن الجدارية تناديها وتحثها على إعادة تقديم ما كان يفعله المصريون القدماء في طقوسهم المختلفة، تولدت لديها فكرة إحياء التراث المصري وتكوين فرقة يكون اعضاؤها من النساء فقط، ثم أعلنت عن حاجتها لفتيات للإنضمام إليها واستلهمت اسم الفرقة “طبلة الست” من الجدارية بالإضافة إلى أن كل أعضاء الفرقة من البنات والسيدات.

فرقة طبلة الست
جدارية معبد دندرة

بدأت سها في تجميع أعضاء الفرقة وبدء التدريبات والبروفات على الأغنيات الفلكلورية الشهيرة مثل “اه يا لالي، يا ابو اللبايش يا قصب،بتناديني تاني ليه” ثم واجهت الفرقة بعض الرفض المجتمعي كونها فرقة مكونة من البنات يعزفون على آلات إيقاعية ويغنين أغاني تراثية فقط، لذا لم يكن الطريق سهلًا نحو إقناع المسارح والتجمعات الثقافية بتبني حفلات الفرقة بل أن الغالبية لم تكن على إدراك بأهمية المشروع لذا طلب من الفرقة عمل بعض الفيديوهات التعريفية لهويتها الموسيقية.

بمرور الوقت بدأت تتنامى شعبية الفرقة حيث البهجة والمرح الذي تنشره أعضاء الفرقة التي أعادت نغمة الغناء الجماعي وكسرت الحاجز بينها وبين الجمهور الذي أصبح يأتي ليس للإستماع فقط بل والغناء والاستمتاع بالأغاني الفلكلورية المحببة إليه، توسعت الفرقة لاحقًا حيث ضمت بعض الاّلات الموسيقية الشرقية المناسبة للأجواء الفلكلورية مثل “المزمار،الناي، الربابة”

YouTube player

ما ميز مشروع الفرقة هو اختلافه عن السائد في مشهد الموسيقى المصرية الذي يغلب عليه التغريب وتبني أشكال وقوالب موسيقية غربية وقلما ما نجد فرقة أو مطرب مشروعه هو إحياء التراث المصري بالإضافة إلى ان هذا التراث يحمل تنوعًا مدهشًا ما بين أغاني الميلاد والموت وطقوس السبوع وأغاني المهد والتحنين وألعاب الأطفال وأغاني المناسبات العامة والدينية وأغاني الصبايا والشباب والزواج والمواويل والسير والملاحم الشعبية.

لم يعد مشروع الفرقة مقتصرًا على الحفلات فقط حيث تبنت العديد من الورش الفنية لتعليم الفتيات الإيقاع والتدريب على الغناء لتخريج أجيال جديدة تنضم إلى الفرقة وهو من شأنه إطالة عمر الفرقة التي لا تعتمد على وجوه بعينها وهي الاّفة التي تقضي على الغناء الجماعي، قدمت الفرقة عبر حفلاته المتعددة إجابات مختصرة وبسيطة حول سؤال الهوية المصرية ونفت انقطاع هذا الجيل عن التواصل مع التراث مع الاهتمام بتطوير محتواها الفني بتقديم فنون حركية و تمثيلية تحاكي ما كان يحدث في حفلات السمر النسائية

إقرأ أيضا
المركزية العروبية

ليلة وردة في جدة فخامة الأسماء وحدها لا تكفي 

مؤخرًا ظهرت الفرقة على المسرح الروماني بالمدينة التراثية ضمن فعاليات مهرجان العلمين في نسخته الثانية، صحبة المذيع “شريف مدكور” وبرنامجه “4 شارع شريف” حيث ألهبت حماس المستمعين وقدمت نخبة من الأغنيات التراثية التي اشتهرت بها مثل “يا ابو اللبايش يا قصب، يا ليالي يا ليالي، سلم علي،بهية، بتناديني تاني ليه” وتستعد الفرقة لحفلتها  القادمة في مكتبة الإسكندرية ضمن ليالى مهرجان الصيف أول أغسطس القادم.

YouTube player

الكاتب

  • فرقة طبلة الست محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان