همتك نعدل الكفة
2٬323   مشاهدة  

فنانات دون رأس في حلبة سباق السجادة الحمراء .. كلهن خاسرات

فنانات
  • إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة



صدمني تصريح لجويل مارديديان منذ أشهر قليلة عند سؤالها إن كانت تعرف سيدة في محيطها لم تجر عملية تجميل للصدر، كان ذلك عبر لقاء أجرته من خلال حسابها على انستجرام، حاولت جويل أن تتذكر بجهد حقيقي إن كانت لا تزال تعرف امرأة تركت صدرها على طبيعته وما صدمني وربما فاجأها قليلًا أن كل النساء في محيطها ممن تعرفهم وهم على الأرجح كثرة أجرين جميعهن عمليات لتعديل شكل الصدر .

فنانات

ولكن لماذا لم تعد النساء تقبلن بما قد تفعله الأمومة أو الزمن بأجسادهن؟

كيف بدأت القصة ؟ هل بدأت بنضال حقيقي للحصول على حق المشاركة والتمثيل العادل في الحياة بمناحيها المختلفة وانتهت بنا إلى تحول السجادة الحمراء بعدما كانت حدثًا ثانويًا في فاعلية أو مهرجان  لحلبة رئيسية تطحن فيها النساء بعضهن البعض  وتكون المنافسة حول صاحبة الجسد الأكثر إثارة وحصدًا للإعجاب أو قل أجمل إطلالة كما تحب.

فنانات دون رأس في حلبة سباق السجادة الحمراء ......... كلهن خاسرات

قد يتفق معظمنا من أنصار التحرر أن الزي أو الملابس هي شكل اجتماعي وحسبما كانت المناسبة نضع لها الزي اللائق فما يصلح للعمل لا يناسب الشواطئ ولكن منذ متى كان التنافس على التعري أو الملابس المكشوفة بأكبر مساحة ممكنة والدفع بالصدور ذات الحشوات للأمام زيًا مناسبًا للمهرجانات وهل أصبح وجوبًا أن نناقش الظاهرة التي سيطرت علي غالبية الفنانات واستحوذت على وقتهن وجيوبهن وبدلًا من عرض ليلتي الافتتاح والنهاية لمهرجان الجونة أو غيره – فما اتحدث عنه ظاهر في العالم كله –  أصبح كل ما يهم في اليوم هو المظهر الذي ستعتمده الفنانة الفلانية والمجوهرات وتصفيف الشعر .

كنا نبحث عن حرية العقل وانتهينا إلى قطع الرأس وبيع الجسد

هل بدأت القصة بالتوسع في تحقيق الأرباح الناتجة عن جراء عمليات التجميل وبيع الملابس والمجهورات الباهظة الثمن وشرط استخدام كل ما سبق بالترقي والانضمام لطبقة أو جماعة مميزة تحصل على الحياة الرغدة شرط خلعها رأسها قبل الانضمام

أم بدأت القصة باستقطاب المحدودين عبر السنين لإحكام السيطرة عليهم وسهولة اقتيادهم كلوحة إعلانات فكانوا منذ البداية دون رأس فسهل على من يربحون السطوة والنفوذ والمال من ورائهم إلباسهم ما شاءوا من ملابس وأدوار ولو كانت مضحكة ومثيرة للشفقة في بعض الأحيان.

في مصر بدأت الصورة تزداد قتامة برحيل جيل من الفنانين والفنانات من لم يكن يقرأ من بينهم كان يخالط المثقين في جلساته اليومية ليعوض نقصه، كان الجهل يعد نقصًا فيما مضى بينما اليوم يبدو غير مستغرب ولا أريد أن أقول وغير مطلوب في بعض الأحيان.

الفنانون من الرجال ليسوا في وضع ثقافي وقيادي أفضل لكننا نحن النساء الأضعف والأكثر فضحًا للصورة العامة والأكثر إثارة للحزن.

تتصدر المقاعد الأمامية الفنانات الأكثر إثارة للشفقة كل عام الوجوه نفسها، أو الصدور نفسها

هل أبدو كمن يضع القيود على ملابس النساء هل يمكن أن أوصم بالرجعية والتخلف ؟

ربما تجدني اليوم كذلك ولكن شيئًا ما لمحته في عيون الفنانات اللاتي تبارين كل عام حول من ستكشف جسدها بغرابة أكثر رأيتهن مهزومات وحزينات لذلك أكتب، لأجلي ولأجلنا جميعًا.

لماذا علينا أن نختزل حضورنا وقيمتنا في مجرد جسد أليس هذا مهينًا لنا جميعًا

لماذا تنزلق الفنانات اللاتي يعتبرن نخبة تمثل مجتمعنا في هذا الاختزال المريع

عندما طالعت صورة الفنانة ليلى علوي في فستان هاني البحيري المسروق كالعادة قلت هو لا يناسبها ليس لأنه لا يناسب عمرها أو حجمها أو حتى لياقتها بل لا يناسب تاريخها الفني والمهني الطويل إنه يلفت الانتباه لما هو أقل استحقاقًا من مشوارها الطويل لكنها عندما تحدثت عن تمكين المرأة وحصولها استحقاقاتها بالتفوق العددي على الذكور الذي زعمته أدركت أنني يجب أن أعترف أنها وكثيرات أسسن لحياتهن المهنية باعتمادهن على روعة صدورهم ودوران مؤخراتهن وجمال عيونهن الخ لذلك ستبقى تعتقد أن ظاهرها وحده هو ما يبقيها بدائرة الضوء.

فنانات دون رأس في حلبة سباق السجادة الحمراء ......... كلهن خاسرات

ربما وجدنا فنانات مجتهدات ولهن محاولات مهمة في مهنتهن إلا أنهن وجدن أنفسهن مضطرات لخوض المنافسة ذاتها بأجسادهن وحدها  وهو الأمر الذي لا يساعد النساء الأخريات في صفوف المتفرجين

إقرأ أيضا
ملف بليغ حمدي

واللاتي يتطلعن إليهن باعتبارهن ذكيات ومختلفات، لقد تعرضن لضغوط السجادة الحمراء واعتقدن أن بقائهن ناجحات ومطلوبات ليس فقط للتفاني في المهنة  بقدر قدرتهن على المنافسة في حدث السجادة الذي أصبح رئيسيًا اليوم.

لا أحاول فرض القيود على حرية المرأة في اختيار ما ترتديه وكيف تريد أن يكون مظهرها بل إنني الآن أصبحت على يقين أن هذه الحرية في خطر فكلما سُمعت صافرة السباق أرى الضحايا في ازدياد كل عام يرقصن بحزن أكثر جموحًا كالذبائح ولكن أمام الكاميرات، لسن معذورات وإن كان لا يوجد سؤال خارج الشكل الظاهري لا شيئ يهم الإعلام والأضواء  سوى من ألبسك فستانك ومن أي بيت هي مجوهراتك

ليست رجعية أن استشعر خطرًا  أو خطًأ في نقل يوميات المهرجان عبر إعلاناته الترويجية على حسابات المدعوات والمشاركات بقصة واحدة لامرأة مشهورة ونجمة بمعايير السوق يجب أن تجدها جذابة ومثيرة لأن هذا ما تقدمه لك في فيدو قصير يبدأ وينتهي بالعناية بمظهرها وتقتدي بها كثيرات ليصبح أرباب عمل النساء الناجحات  هم مصمموا الأزياء والمجوهرات ومن يعتنوا بالماكياج والشعر  ولست ضدهم بل أريد أن أقول أن أدوارهم التكميلية الثانوية قد تحولت وأصبحت هي الرئيسية وهم الأبطال وليس في هذا أي حرية للمرأة.

فنانات دون رأس في حلبة سباق السجادة الحمراء ......... كلهن خاسرات

كانت عمليات التجميل شائعة لدى نجوم هوليوود ثم انتقلت إلينا فقط في محاولة لتأخير وإخفاء أثر التقدم بالعمر ثم أصبحت جزءا من الروتين اللازم للانتماء إلى الفريق القادر على خوض السباقات التي تضمن قبولك بدائرة الضوء.

إذا كانت فنانة مثل رانيا يوسف قادرة على إثارة الاهتمام بحيث تتصدر أخبارها المواقع الإخبارية والبرامج الحوارية فقط لفستان ارتدته، فمالذي يمنع فلانة أو علانة من السير على الدرب نفسه لتتصدر المشهد هي أيضًا وحتى لا تسقط من ذاكرة المنتجين والصناع

في هذا العصر لا أقول أن علينا أن نغطي أجسامنا ليأخذنا المجتمع على محمل الجد لكن في كثير من الأحيان لا يكفي ارتداء فستان يظهر كل ما لدى المرأة بشكل مضطرب في تعاطيها مع أجزاءها – جسدها – غير أنه يؤكد أن لا شيئ آخر لديها لتظهره من الجانب العقلي والفكري فيخرج علينا الصف الأول من النجمات الأكثر بريقًا وحضورًا في وسائل الإعلام وكأن فعلًا مفيش قضية خالص، لا مرأة ولا سينما ولا وطن

الكاتب

  • فنانات رشا الشامي

    إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة






ما هو انطباعك؟
أحببته
26
أحزنني
0
أعجبني
8
أغضبني
3
هاهاها
1
واااو
3


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان