همتك نعدل الكفة
691   مشاهدة  

في حب الخالة حفيظة

حفيظة
  • مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



هناك أفلام في السينما المصرية هي علامات دون جدال، من صدقها وصدق ممثليها تتوحد مع أبطالها، وتحبهم وتحب حكايتهم وتكره من يؤذيهم.

من هذه الأفلام فيلم “الزوجة الثانية” ذلك الفيلم الأيقوني الذي لا تمل من مشاهدته مهما تكررت إذاعته ومهما تكررت مرات مشاهدتك، فإنك ستشاهده وتجلس أمامه من البداية إلى كلمة النهاية، فالفيلم جذاب بدءًا من التتر المصنوع بصورة احتفالية، تؤهلك وتخبرك أنك داخل على ملحمة أو حكاية من حكايات التراث والحكايات الشعبية.

وتدخل عالم الفيلم وحكايته فتعيش مع فاطنة وأبو العلا، الزوجان العاشقان اللذان يقع عليهما ظلم من العمدة عتمان، الشخص الكريه المنفر وزوجته الخالة حفيظة.

وبالطبع عندما تشاهد الفيلم تتعاطف مع فاطمة وأبو العلا الزوجان العاشقان اللذان أجبرهما العمدة على الفراق والطلاق ليتزوج هو من فاطمة غصب وطمع في شبابها وجمالها، وستكره العمدة الظالم هو وزوجته حفيظة العجوز الشمطاء البخيلة الكريهة، الظالمة مثله وربما أكثر منه، ولكنك لن تنتبه أن حفيظة نفسها ضحية من ضحايا عتمان.

عندما تقف على شخصية حفيظة وتحللها ستجد أنها الوجه الآخر لشخصية فاطمة، فهي سيدة من عائلة غنية تزوجها العمدة لأنها لديها أراضي وأطيان، أراد أن يضع يده عليها، نصيبها قليل من الجمال ومر عليها الزمن وكان حلمها أن تنجب طفل يؤنسها ويحصل على كل ممتلكاتها هي وزوجها العمدة فلم يكن لها نصيب في الإنجاب، وكانت سلفتها “سهير المرشدي” تعيش لجوارها، وكانت دائمة المعايرة والمعايبة وتذكيرها أنها عاقر لا تنجب وأن كل ما تملكه سيؤول بعد وقت إلى أبناء أخو زوجها فهم الأحق بكل هذا الميراث، فتصاب حفيظة بالرعب والخوف لأن هذه التركة هي كل نصيبها من الدنيا فليس لديها أي منجز في الحياة سوى هذا المال والتركة. أضف إلى ذلك أن زوجها يعاملها بصور حسنة فقط من أجل خوفه من أن تتركه وتستعيد أطيانها، فطوال الوقت تمنعه من الغدر بها والزواج بأخرى أو تركها بتهديده بفصل أملاكها وأموالها عنه، وتضع هذا الشرط سكين على رقبته لعلمها بمدى جشعه وطمعه، وأنه يمكنه أن يعيش مع امرأة يكرهها لمجرد أن يحصل على أملاكها، فكانت تدفع تلك الرشوة من أجل الاستمرار لجواره، وسماع كلمات حلوة هي تعلم أنها كلمات ومشاعر كاذبة، وفي الحقيقة حفيظة كانت تحبه وتعتبره ابنها وزوجها وعائلتها فليس لها غيره وليس لها دنيا أخرى، فتوحدت معه ووجدت في سلب الناس أموالها متعة، وأصبحت تعينه على ظلم الناس وأخذ أراضيهم ومواشيهم، ولم تكن شخص قوي أبدا فهي مهانة من الكل وبخاصة سلفتها “سهير المرشدي” التي لطالما عايرتها بعدم الإنجاب، وكانت تتلصص عليها، وتعيب عليها محاولاتها في الانجاب عن طريق التحويجات والوصفات البلدي والبخور والزار، ولم تستطع يوما ان تأخذ منها حقها أو ترد الإهانة.

كانت تعلم أنها مكروهه من القرية كلها وكانت تعيش بعيدة عن الكل ليس لها صديقات أو معارف، حتى صديقتها الوحيدة الخالة نظيمة الداية، فكانت علاقة اضطرار وعلاقة مصلحة، لس فيها أي حب أو مشاعر حلوة حقيقية، فكانت تعطيها المال من أجل أن تكون خادمتها الأمينة وكاتمة أسرارها ومساعدتها.

كانت ضيف غير مرغوب فيه فلم تدعى لأي فرح أو مناسبة في البلد وكانت تتلصص على أفراح ومناسبات الناس من ثقب في الحائط.

ورغم سلاطة لسانها وصوتها العالي إلا إنها لم تكن أبدا الشخص القوي، فعندما أراد زوجها أن يتزوج لم تستطع أن تمنعه أو توقفه، وأجبرت على القبول مقابل إغراءه لها أنه سيتزوج ليأتي بالولد الوريث وكان عزاءها الوحيد أنه سيكتب باسمها وهي من ستربيه.

إقرأ أيضا
بليغ حمدي

حفيظة كانت الوجه الآخر لفاطمة، لم تأخذ من الدنيا شيء، وكانت ضعيفة، ولم تكن الدنيا كريمة معها، ولهذا خرجت هذه الشخصية التي تبدو من الخارج سيئة وظالمة، بينما في الحقيقة هي مجني عليه.

 

الكاتب

  • حفيظة إيمان أبو أحمد

    مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (1)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان