همتك نعدل الكفة
903   مشاهدة  

في حب شيخي محمود شمس.. كن بخير لأنك حياة

الشيخ محمود شمس
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



أتذكر أول لقاء أدركه جمعني بالشيخ محمود شمس، والذي بالمناسبة كان سببًا فيما أصبحت عليه الآن، كان عمري وقتها لا أدركه، لكنه على وجه التقريب بين الـ9 و 10 سنوات، حينما نظمت قريتي مسابقة عامة لحفظة القرآن .

كان استعدادنا لتلك المسابقات استعداد عظيم، فكل شيخ يجمع الصغار ذوي الأعمار المختلفة وإعدادهم لتلك المسابقات فكان بيننا من حفظت القرآن من الثلاث أجزاء وربع القرآن ونصفه وثلاثة أرباع والقرآن كاملا، وطبعًا النابهون منّا من يحفظ القرآن و يقرأه مجودًا مصاحبًا لحفظ بعض الأحاديث النبوية والتي غالبًا ما تكون في تلك المسابقات هي الأربعين النووية .

وكان يوم الاختبارات أو المسابقة يوم مشهود والله، كنا خائفين حد الرعب فمشايخ غير شيوخنا يختبرونا، وكان في ذلك اليوم المفاجأة الأكبر ؛ وهو أن مجموعة مننا من حفظت أكثر من نصف القرآن سيختبرهم شيخان معينان هما الشيخ محمود شمس والشيخ علي النجار كان وقع الاسمين علينا يثير الرعب في أجسادنا فهم مشايخ مشياخنا وكنا لا نعرف طباعهم بحكم أننا صغار .. لكن جاءت القاضية.

ونادوا على اسمي وفجأة وجدت نفسي أمام الشيخين كنت خائفة بل مرعوبة لكني الآن أدركت أنه لم يكن خوف بل كان رهبة مقام، وجدت ابتسامة طمئنتي من الشيخين وتولى سؤالي الأول الشيخ محمود شمس بصوت رتيب . .قال لي اقرأي أول سورة يوسف ..

بدأت باسم الله الرحمن الرحيم

آلر..وفي نطق تلك الآية صاحبت يدي  حركات المد الازم، ولأن الشيخ محمود شمس كان يتابع همساتنا وحركات أجسادنا لمح حركة يدي وضحك ضحكة كبيرة وتهامس مع الشيخ علي .. زاد الرعب حينها داخلي وقولت في عقلي الصغير

مكنتش أقصد أحرك إيدي ..

في تلك اللحظة التي أخاطب بها عقلي صدح صوت الشيخان بأن ذلك عظيم وقال جملة معروفة لدينا بارك الله فيكي وفي شيخك ومعلمك .. . ثم سألني سؤال آخر أتذكره جيدًا اقرأي سورة تبدأ بحرف فقرات أول سورة “ص” ثم أنهى الشيخان الامتحان، خرجت من مسجد الأربعين وقتها استغرب هل هذا الامتحان!

أكثر من شهرين نستعد وهذا هو الامتحان… أكيد سقطت ..!!

انتظرت النتيجة وكنت والعجب الأولى في حفظ الـ18 جزءًا مجودًا..

توالت اللقاءات لشيخنا صاحب الوجه البشوش والضحكة الجميلة في دروس الدين في رمضان في مسجد الأربعين بالقرية، وكنا ننتظر دروسه وصوته وهو يقرأ القرآن بشغف ..فهو الشيخ الذي نتلقى منه علم صعب المنال ..!

كبرنا وبقى الموقف والشيخ والضحكة تطاردنا في كل مكان تطاردنا ونحن نتلقى دروس العلم في الجامعة تطاردنا ونحن نعلم الصغار تطاردنا في كل موقف، ولسان حالي.. كن لينا ولو بلغت من العلم مبلغًا …

إقرأ أيضا
دار مدارات للأبحاث والنشر

 

ومنذ سنة تقريبًا عثرت على الصفحة الشخصية للشيخ طلبت وصاله، فلم يرفض ، كنت خائفة أن أحدثه، لكني تشجعت وحدثته، وكعادته لم يتكبر بل كان متواضعًا لينًا هينًا، يسألني بحب وشغف عن أحوال القرية، وعن أهلها وأقاربنا وأقاربه ، يهتم بكل صغيرة وكبيرة في القرية.. يعمل أستاذًا لعلوم القرآن في جامعة الطائف ويعيش هناك لكن تواصله الدائم معانا يشعرك وكأنه بيننا.

وحينما أكتب موضوعا خاصًا بمسألة دينية ، أول من ألجأ إليه هو شيخي محمود شمس أستشيره يوضح لي دقائق الأمور لا يبخل عني بشيء مطلقا، يكفي أنني من أبناء قريتي ليساعدني، وأدرك جيدًا أنه لا يعرفني شخصيًا، لكني أعرفه جيدًا أسمع حكايته من أبي وجدتي وكل شغف أن أنال ولو جزءًا صغيرًا من شهاداته ..

الحديث عنك ياشيخي لن ينتهي لكن سأنتظر اليوم الذي تأتي فيه إلى القرية و أراك، كم أنا حزينه لمرضك لكن كل يقين أنك ستكون بخير وستكون معانا دائمًا.

الكاتب

  • الشيخ محمود شمس مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
10
أحزنني
0
أعجبني
3
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان